DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مهرجان التمور.. والمدينة المنتظرة

مهرجان التمور.. والمدينة المنتظرة

مهرجان التمور.. والمدينة المنتظرة
من قديم الزمان والأحساء معروفة بإنتاجها الوافر من التمور بسبب وفرة مياهها الجوفية، ونتيجة انحسار غزارة هذه المياه، تراجع حجم المنتج من التمور، ومع ذلك لا تزال الأحساء تحتل مرتبة متقدمة بين المناطق الأخرى في مجال إنتاج التمور، مما جعل لموسم حصاد التمور فيها شكلًا ومضمونًا لا يوجد في غيرها من المدن، وهو يشكل ثقافة تراثية ارتبطت بالكثير من العادات والممارسات المرتبطة بالنخلة دون سواها من المزروعات، فالنخيل لا تعطي التمور فقط، بل تعطي أيضا مواد أولية لصناعات تقليدية، وممارسات حياتية سادت في مجتمع الأحساء إلى أن زاحمتها المواد الصناعية المستوردة التي ملأت الأسواق. وفي كل عام يقام مهرجان التمور بالأحساء حيث تتوافد إليه جموع المواطنين والمقيمين وبعض أبناء دول الخليج الاخرى، ليس لمجرد الزيارة والاستمتاع فقط، بل أيضا لأجل التجارة حيث تعقد صفقات بيع التمور مع بعض التجار بمبالغ كبيرة إلى جانب تسوق الأفراد وحرصهم على شراء ما يحتاجونه من التمور ومشتقاتها، فهو مهرجان سياحي وتجاري في الوقت نفسه، وفيه يُقدم الجديد من وسائل تصنيع التمور والاستفادة منها في مجال التمور المصنعة، ومعرفة ما يتم من جديد في مجال تسويق التمور. ومع هذا الإقبال الشديد على مهرجان التمور في الأحساء والمقيد بأيام معدودة، فإن هذه التمور تحتاج إلى عناية أكثر واهتمام أكبر، وحضور تجاري يتناسب مع أهمية التمور من ناحية، ويعيد لها تألقها الأحسائي الذي كان لها حين كانت قوافل التجار تخرج منها إلى أبعد البقاع.. يوم أن كانت السفن تنقل هذه التمور إلى آسيا وأفريقيا عن طريق ميناء العقير، ويوم أن كانت قوافل الجمال تنقل التمور إلى كل أرجاء الجزيرة العربية المترامية الأطراف، وتتجسد العناية ويترجم الاهتمام بالتمور في الأحساء، إذا بدأ تشغيل مدينة التمور شرق الأحساء بعد أن تكتمل جميع مراحل تنفيذها، وقد تأخر انتهاء العمل فيها أكثر من اللازم، نتيجة قصور التمويل المالي لإنجاز هذا المشروع الحيوي الهام، وبالشكل الذي أريد له أن يكون عليه، وحينها لن يكون الاحتفاء بالتمور مناسبة سنوية، بل سيكون هذا الاحتفاء على مدار العام، بوجود سوق مركزية تعرض فيها جميع أنواع ومنتجات وصناعات التمور، وهذه من مهام مدينة التمور التي بدأ العمل في إنشائها منذ سنوات عديدة، ولم ينته العمل بها حتى الآن، فمتى تكتمل منشآت هذه المدينة، وتدب فيها الحياة على مدار العام، بدل أن تكون مكانًا لحراج التمور بعد الصرام، ولفترة لا تتعدى بضعة أسابيع، ثم تترك بقية العام لتنعق فيها الغربان، وتزحف عليها الرمال؟. هذا المشروع يحتاج إلى سرعة الإنجاز، وهو لا يقل أهمية عن بقية المشاريع التنموية الضخمة التي تنفذها الدولة على امتداد رقعة الوطن. وحينها سيكون مهرجان التمور أكثر جذبًا وفاعلية.