تساهم الروائح في تحديد تفاعلنا الاجتماعي، فهي التي تؤكد وتعزز الروابط بين الأقارب كما أنها تطور وتوثق الصلة بين الوالدين وأطفالهما، كما أنها تصبغ نمو وترسيخ العلاقات الاجتماعية بصبغتها الخاصة.
وثمة ما هو أكثر.. أننا نتعرف على روائحنا الشخصية والتي تتخلل بيئتنا، بل هي التي تغذينا بمشاعر العافية والأمان والثقة. ولأن البيت الغريب لا يحوي رائحتنا فكثيرا ما يحدث أن نشعر بالتيه والضياع إلى حد ما ونحن فيه.
ولعل في هذا تفسيرا لاستحساننا المخيمات ذلك أن رائحة المخيم تغدو خلال سويعات قليلة مألوفة، وهذا سر بهجتنا وفرحنا برائحة (الطبينة) وموعد التنبيت عند مرورنا بمزارع واحة الأحساء، ومن الأسرار أن تزود المركبات الفضائية بروائح منزلية حتى لا يشعر رواد الفضاء بالوحشة والحنين للأرض أثناء رحلتهم الفضائية.
لكن السؤال لماذا لا يعتبر فاقد حاسة الشم معاقا بالرغم من أهميتها؟
