أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى الدكتور زهير الحارثي، أن ثمة انفراجات قادمة طالما أن هناك تنسيقا وتعاونا وثيقا بين المملكة والولايات المتحدة وبدأ ذلك واضحا في ملف الإرهاب، لافتا إلى أن ترميم العلاقات بين البلدين امر مهم، والأهم منه هو مبادرة واشنطن بمراجعة اخطاء قرارتها في المنطقة، التي أربكت علاقاتها مع أصدقائها وحلفائها.
وقال لـ«اليوم»: لا يمكن النظر إلى مضامين الاتصال الهاتفي بين خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الامريكي دونالد ترامب بمعزل عما يدور في المنطقة، التي تعيش ظروفا استثنائية في غاية الدقة، فالملفات الملتهبة لاشك أنها أخذت حيزاً من النقاش، كما جاء ذلك في بيان البيت الأبيض.
وأوضح أن المكالمة كانت صريحة ومباشرة؛ لأنه من غير الطبيعي ان تفرط الدولتان في علاقة استراتيجية تجاوزت الثمانية عقود، لا سيما وقد استطاعتا في الماضي تجاوز كثير من العقبات وفترات التوتر والجفاء والفتور، ما يعني ان الأرضية صلبة وراسخة مهما اعتراها من منغصات ومؤثرات. وجاء الإعلان عن تطابق وجهات النظر إزاء الملفات الساخنة بما يؤكد عمق العلاقات وحاجة البلدين لبعضهما البعض.
ونوه الدكتور الحارثي إلى عزم البلدين على مواجهة التطرف والحركات الراديكالية، وزاد «لذلك يبدو ان واشنطن باتت تدرك حجم المخاطر والتحديات المحيطة، ما يعني أنها بصدد إعادة النظر في سياستها بما يخدم امن واستقرار المنطقة».
وأضاف: «ما تضمنه الاتصال من تأكيدات واشارات بين الزعيمين يعكس مكانة وثقل المملكة ما يجعلها رقماً صعباً في معادلات المنطقة ولاعباً أساسياً في الساحة الدولية، فالسياسة السعودية تهدف لتعزيز العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات انطلاقاً من حرص الملك سلمان لدعم هذه العلاقات والسعي المشترك لخدمة السلم والأمن والاستقرار في العالم، ولعل أمن الخليج وحمايته من التدخلات الخارجية والمخاطر المحدقة به، يأتي في تقديري في المرتبة الاهم».
وبيَّن أن المملكة تُعَدّ اليوم إحدى الدول المحورية في المنطقة، ومحل اهتمام الكثيرين في العالم، نظراً لمواقفها السياسية المعتدلة.