DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
eid moubarak
eid moubarak
eid moubarak

أين نحن من سباق الإبداع؟

أين نحن من سباق الإبداع؟

أين نحن من سباق الإبداع؟
سباق الأمم الآن، ليس بين الأقدام في المضمار، ولكنه سباق بين العقول من أجل الوصول إلى سبق علمي وتكنولوجي يضمن لأصحابها الريادة والقيادة. فأين نحن من هذا السباق؟ أما آن لنا أن نشارك في تحدياته؟ هناك صفات لابد منها لنشارك في سباق الإبداع كما وضعها الخبير Duffy، نعرفها بالإجابة على الأسئلة السبعة التالية: 1. هل تتعامل مع الأشياء غير المتوقعة؟ 2. هل تطبق المعرفة التي تعرفها في الموقف الجديد؟ 3. هل تكتشف العلاقات التي تربط بين الأشياء والمعلومات المختلفة؟ 4. هل تستخدم المعرفة بطريقة جديدة؟ 5. هل تتفاعل مع المتغيرات السريعة؟ 6. هل تستطيع الاستفادة من الأفكار والأدوات المختلفة؟ 7. هل تتميز بالمرونة في التفكير؟ إن الكون الذي نحيا فيه اعظم آية على إبداع الخالق سبحانه، وقد وردت صفة البديع في الكتاب والسنة ومنها قولـه تعالى: «بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» [البقرة: 117]، قال ابن كثير: (بديع السماوات والأرض: مبدع السماوات والأرض وخالقهما ومنشئهما ومحدثهما على غير مِثَالٍ سَبَقَ). وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَنَّانُ يَا بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ يَا حَىُّ يَا قَيُّومُ إِنِّى أَسْأَلُكَ». فَقَالَ النَّبِىُّ- صلى الله عليه وسلم- «وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِى إِذَا دُعِىَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى» [صحيح سنن أبي داود]. والمؤمن بالله يتعلم من هذه الصفة الإلهية أن يكون مبدعا في الدنيا بما منحه الله من عقل بغير أقفال، كما أن الأمة المؤمنة بالله البديع لا ينبغي أن تقنع باستهلاك مبتكرات الآخرين، واجترار ما لديهم، ولم لا يكونون كما كان أسلافهم أصحاب الريادة الحضارية لقرون خلت... وإذا كان عالمنا العربي سيحتفل غدا (الثامن من يناير) باليوم العربي لمحو الأمية، فأولى به أن يضم إلى جهوده محو الأمية المعلوماتية والأمية الحضارية من عقول أبنائه. ومعلوم في أدبيات الإبداع أن مكوناته الأساسية هي:- 1- الطلاقة (Fluency): يقصد بها القدرة على إنتاج اكبر عدد من الأفكار الجديدة 2- المرونة (Flexibility): تغيير حالته الذهنية بتغير الموقف السلوكي الناجح لمواجهة موقف او مشكلة معينة. 3- الأصالة (Originality): أفكاره جديدة وغير متضمنة للأفكار الشائعة. كيف نشارك في سباق الإبداع؟ الإبداع Creativity (منتج) في حين أن التفكير الإبداعي Creative Thinking (عملية)، وبقدر ما تكون براعة العملية يكون للمنتج تميزه وأثره، فالعلاقة بينهما هي علاقة الشيء بأصله، وهذا معناه أننا بحاجة أن نتعلم استراتيجيات التفكير الإبداعي ويتعلمها طلابنا في مدارسهم وجامعاتهم لنواجه تحديات المستقبل، ونحقق طموحات النهوض. اشتهرت عبارة (التفكير خارج الصندوق) thinking outside the box، لتدل على التفكير الإبداعي، وقد ألف مايك فانس Mike Vance وديان ديكون Diane Deacon كتابا بهذا العنوان، وترجم إلى العربية، والرجل أكاديمي كان عميدا لجامعة ديزني، أما ديان ديكون فهي رئيسة جمعية التفكير الإبداعي. يعبّر مفهوم (التفكير داخل الصندوق) عن التفكير بالطرق التقليدية المعتادة، وكأنك داخل صندوق لا تخرج عن حدوده، في حين يعني التفكير خارج الصندوق التفكير المفتوح غير المألوف، وفي الكتاب طرحت نقاط تسع موضوعة على هيئة معادلة للإبداع وهي: المشاركة + الاطلاع+ الإلهام + تطويرالأفراد+ إثراء المكان+ تحسين المنتج + تصور الأهداف + تحديث الطريقة = الإبداع إلى متى سنظل محتجزين داخل الصندوق؟ طالما ظلت هذه الأقفال: (التوقف، الجهل، الصداقة المزيفة، الاستسلام للسيطرة، التعصب، الازدواجية، العدوانية، اللامبالاة، الكذب، الانطوائية، ادعاء معرفة كل شيء، التسرع، التكبر، قول أشياء بلا معنى، الحديث المبتذل، إساءة التوضيح). علينا أن ننزع الأقفال الذهنية التي تحول بيننا وبين التغيير الذي جعله الله سنة كونية في قوله تعالى: «إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ» [الرعد: 11]. ومن أصعب هذه الأقفال الشعور بالعجز والإحباط، وقد نهانا الإسلام عن العجز فجاء على لسان رسوله- صلى الله عليه وسلم: «اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ، وَلَا تَعْجَزْ» [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ]. إن مقولة (ليس في الامكان أبدع مما كان) لا ينبغي أن تفهم على إطلاقها، فلا يزال في الإمكان أن نبدع أفضل مما كان، فقط ننزع الأقفال وننطلق خارج الصندوق.