DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

حين تُزهر الرياض كتباً

حين تُزهر الرياض كتباً

حين تُزهر الرياض كتباً
أجندة الرياض لها موعد سنوي مع فصل الربيع، حيث يزهر الكتاب وتزداد ورقاته، وتتضاعف طبعاته، من خلال معرض الرياض الدولي للكتاب، والذي جاء هذه السنة بحلة تراثية تاريخية، ومعرض لعاصفة الحزم، ومعرض تشكيلي لفناني المملكة، عدد كبير من حلقات الحوار في مواضيع ثقافية مختلفة متنوعة، وجناح للطفل لتنمو البراعم بين صفحات الكتب، ويرافق هذا كله منصة التوقيع التي لا تهدأ من خطوات المؤلفين الذين يوقعون إصداراتهم الجديدة. تظاهرة ثقافية جميلة، تسر الناظرين، وجهود جبارة من وزارة الثقافة والإعلام، وعدد كبير من المتطوعين، جهات محلية وخيرية متواجدة وتجند نفسها لمعرض الكتاب كل عام. عرس ثقافي، يلتقي فيه المثقفون والكتاب والإعلاميون والقراء، والفرصة الأهم هي التقاؤهم بأشقائهم من دور النشر العربية، يعرفون تاريخ وجديد النشر والطباعة والترجمة، شخصيا وقيلت لي العام الماضي من أحد أصحاب دور النشر الأردنية: إن سبب مشاركته كل عام في معرض الكتاب بالرياض هو فرصة الالتقاء بالمثقف السعودي تحديدا! كل هذا الزخم يخلق لك جوا رائعا للحديث والنقاش، وبيئة خصبة لتوليد الأفكار وتبادلها وتداولها، فهو صالون أدبي مفتوح على مدى عشرة أيام، كم من فكرة جبارة خرجت من بين جدران المعرض؟ كم قصيدة نُسجت؟ لا أعرف لكن بالتأكيد كثير! وإن كنت سأتغاضى عن أن كل هذا للرجال، ونحن النساء نتلقف القليل الذي يتاح لنا!. ثم بعد ذلك.. تسمع وتقرأ وتجد من يشكك في جدوى هذا الحضور الهائل، يشكك في الإقبال على المعرض، يشكك في أرقام الكتب المباعة، يشكك في كل شيء يدل على أن هذا المحفل يعكس وجها جميلا لمجتمعنا وفرصة أكبر له ليقفز. هناك من يردد أن كل هذا للاستعراض والمباهاة! نسمع آراء غريبة غير مفهومة تؤطر الحضور لمن يشتري الكتاب فقط! وكأن الهدف من هذا المعرض بيع الكتب فقط، لم يعد الحصول على الكتاب صعبا، بل تجده بالنسخة الإلكترونية مجانا، لكن هناك أهداف أخرى ثقافية ومعرفية تتحقق من هذا المحفل الكبير!. هناك فئة تشكك في كل شيء في هذا الوطن، وان كان غالبه جميلا ومحفزا، لا أعلم إذا كان النقد لمجرد النقد هو تميز أو دليل ذكاء، أم أنه دليل على حذاقة تنبئ بعبقري مختبئة لا ندري عنها. بكل الأحوارل أوجه رسالتي هنا للآخرين الذين لم يحضروا المعرض لأنهم تأثروا بهذه الأفكار أقول: عرس بهذا الحجم يجب أن لا تفوت فرصة حضوره، أيا كان توجهك، فردا او مؤسسة، أن تكون جزءا من أهم فعاليات الرياض، لا بل من أهم الفعاليات على المستوى العربي! وإن لم تكن جزءاً منه فلا تفوت فرصة أن تكون شاهداً عليه. دعوني أختم بقصة قصيرة حصلت لي العام الماضي، إذ كنت أنتمي لمؤسسة تواجدت في كل أيام المعرض، التقيت بفتاة صغيرة السن، ولأني أحب الحديث مع الغرباء والعابرين، سألتها عن رأيها بالمعرض، أجابت بامتعاض بأنه لا يروق لها هذا النوع من الأنشطة، وأنها مجبرة على الحضور يوميا مع شقيقتها التي تطوعت في العمل هنا، أجبتها بأن التطوع عمل جميل يتيح لك فرصا كبيرة لا تتيحها المدرسة ولا البيت، واقترحت عليها أن تتطوع لطالما أنها متواجدة مع شقيقتها، وانتهى حديثنا. بعد يومين التقيت بها مرة أخرى في المعرض، فسارعت تخبرني بأنها تطوعت مع جناح الطفل، وكم هي سعيدة بهذه التجربة ومستمتعة. لا يمكن وصف فرحتي بأنها تجرأت وبادرت واستثمرت وقتها، في مكان حفزها على العمل والعطاء، وافترقنا في تلك اللحظة وأنا أجهل حتى اسمها. ختاماً.. وبعد كل الفرص الذهبية التي يتيحها معرض الكتاب وغيره من الفعاليات التي تزدحم بها أجندات مدننا، هناك من يتحاذق ويشكك!.