DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
eid moubarak
eid moubarak
eid moubarak

القيادة بالأخلاق الإسلامية

القيادة بالأخلاق الإسلامية

القيادة بالأخلاق الإسلامية
كثير منا يتغزل بالقيادة الغربية وكيف تقدمت بعد أن عاشت عصر الظلام وأخذ الكل منا يبحث عن كيفية تقدم هذه القيادات وتحضرها متناسين أن تقدم هذه القيادات جاء بعدما احتكت أوروبا بالعالم الإسلامي في القرن السادس عشر حيث تأثر مفكروها بالأفكار والممارسات الإسلامية المستنيرة المأخوذة من أعظم قائد على وجه الأرض نبينا وحبيبنا وقائدنا وقرة اعيننا، محمد بن عبدالله كيف لا وقد كان خُلقه القرآن، وزكّاه الله بقوله تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: الآية 4] فقد كان من خلقه: العلم، والحلم، والعدل، والصبر، والشكر، والزهد، والعفو، والتواضع، والعفة، والجود، والشجاعة، والحياء، والمروءة، والرحمة، والوقار، وحسن الأدب والمعاشرة، وكثيرة هي أخلاقه. أليس تطبيق هذه الأخلاق كفيلا بأن ترتقي وتتقدم بها قيادات المستقبل! إن من يتغزل ببعض أخلاقيات القيادات الأوروبية مثل احترام الوقت، والمنافسة، والإخلاص في العمل، والإبداع، والإتقان، والإسراع في النجدة والإنقاذ، ونحو ذلك ناسياً أو متناسياً أن هذه الأخلاق هي اعراف تعارف عليها الغرب من المجتمعات الإسلامية فهي عندهم تتبدل حسب المكان والزمان والأهواء بعكس ما جاء به ديننا الحنيف من الأخلاق فهي توجيهات ربانية، وتشريعات إلهية، فهي شاملة ونموذجية ومنسجمة، إذاً فالعيب واللوم الشديد يقع على المسلمين المفتونين بتقدم الغرب والمقصرين في الالتزام بأخلاقيات الإسلام الراقية التي لن ترتقي القيادات إلا بالتمسك بها إيماناً وقولاً وعملاً. ومن الصور الأخلاقية التي تحكم علاقة القائد بمرؤوسيه مثلاً، أن يكون قدوة للآخرين، وأن يكون أول من يلتزم بما يطلبه من الآخرين فليس من أخلاق القائد الإداري المسلم، أن يقول ما لا يفعل ويأمر الآخرين به والله تعالى يقول (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) [البقرة: الآية 44] وأن يلقي الحواجز الروتينية المعوقة للاتصال به لكي لا يكون وجوده كعدمه فالقائد الذي يحيط نفسه بهالة من الروتين وعدد من مكاتب السكرتاريا فهو يضع حوله حواجز وموانع تحد من اتصالهم به والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «الا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته»، وأن يتعامل معهم بالعدل والإحسان فيتعامل دون تمييز في العرق أو في الدين أو اللون أو غيره ويحسن في معاملته معهم والله تعالى يقول (إِنَّ الله يَأْمُرُ بالعدل والإحسان) [النحل: الآية90]، وأن يعمل بسياسة الترغيب والترهيب كنظام للحوافز والله تعالى يقول (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) [فصلت: الآية 40]، وأن يبحث عن التغيير والتجديد في تحسين طرق الأداء وتبسيط إجراءات العمل والإسلام حث على البحث عن الأفضل والتجديد من أجل التيسير والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا»، وأن يأخذ برأي مرؤوسيه ويشاورهم في الأمر كما قال تعالى (وشاورهم في الأمر) [ال عمران: الآية 159]. هذا غيض من فيض ولكن أردت أن أوجه إلى الرجوع للأخلاق الإسلامية التي تقدمت بها أمم بعد تطبيقها بالفعل وتخلفت بها أمم بعد تطبيقها بالقول لا بالفعل. * جامعة نايف العربية للعلوم الامنية كلية العلوم الادارية