DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

قال النظام ما يسمح قال !

قال النظام ما يسمح قال !
قال النظام ما يسمح قال !
صالح بن حنيتم
قال النظام ما يسمح قال !
صالح بن حنيتم
غالبا ما نسمع مثل هذه المواقف؟، ان يأتي أحد العملاء او كما يقال المراجعين (كذا أحسن) بلاش حكاية عملاء إلى أي إدارة، وعند مراجعة أوراقه يجد الموظف في تلك الدائرة أو ذلك القطاع أن أحد المراجعين لم يستوف الشروط، فيعتذر منه بكل ادب ولباقة قائلا له النظام ما يسمح وهناك متطلبات لابد من توافرها، بعد الاعتذار، بدل ان يشكر الموظف ويغادر، ليستكمل أوراقه تجده يسأل بطريقة اقل ما يقال عنها (تفتقد) اللباقة، وين مديرك؟. بعد ذلك يغيب مدة بسيطة، قد تطول وقد تقصر حسب ابتعاد مكتب المدير عن ذلك الموظف (النظامي)، ثم يعود من مكتب المدير متهللا حاملا ورقة صغيرة تحمل توجيها من سعادة المدير بأن (يمشي) الطلب!، مع نظرات من ذلك المراجع وملامح وجهه ولغة جسده، تختصر (صمت الكلام) فيما يلي (قال النظام ما يسمح قال!!)
هنا نحن امام مثلث لكن اضلاعه ليست مستوية لا في الشكل ولا في القوة، فهناك ضلع (مكسور خاطره) عبارة عن موظف مغلوب على امره، وضلع (اعوج) يمثل عينة لكل مراجع اناني كل همه ان تنجح المهمة وتسلك اموره!، والضلع الثالث ضلع (فرعوني) عبارة عن مدير (عنجهي) لا مكان للنظام في (أجندته) دستوره المطبق على المراجعين حسب دم وحجم كل مراجع!
مع مثل هذا (السيناريو) يا ترى، كم مصلحة وطنية تعطلت وكم مشروعا حيويا لم يتحقق له النجاح بسبب تلك الورقة السامة!، هذا فيما يخص المشاريع، وماذا عن نفسية واخلاقيات العمل عند مثل هذا الموظف الذي حرص على ان يعمل بذمة وضمير في تطبيق القانون على الجميع، يا ترى كيف سيكون حاله عندما يشاهد ان هناك من يتجه لرئيسه ويعود بقصاصات صغيرة في حجمها لكنها (تسم) البدن بما فيها من توجيهات واستثناءات، سيصبح ويمسي في دوامة بين ان يقف مع ضميره ويتحمل التبعات او الانصياع لأوراق مديره!
نتخيل نفس السيناريو، لكن مع مدراء جعلوا للموظفين في دوائرهم هيبة، فكلما دخل عليهم أحد ممن اعتاد استجداء (قصاصة) تحمل توجيها، يعيدونهم الى موظفيهم قائلين الكلمة والقرار بيد الموظف الذي مررتم به وليس بأيدينا، وبهذا التصرف تجد ان كل مسؤول هذا ديدنه قد اكتسب احترام موظفيه عندما جعلهم أصحاب القرار، وهذه ميزة من مميزات القادة، ان يجعل من يعمل معهم يشعرون بقيمتهم ومكانتهم.
بعيدا عن التشاؤم، فالمثال الأول من المسؤولين لن يكون لهم مكان من الا فصاعدا، فنحن نعيش برنامج التحول الوطني 2020 ونخطو بخطوات ثابتة نحو رؤية 2030 التي قضت على الفساد والمفسدين وعلى إثر ذلك شاهدنا كيف تطاير أصحاب المصالح الشخصية، وكيف تملك زمام الأمور من نال ثقة ولي الامر وولي عهده حفظهما الله.