مع مثل هذا (السيناريو) يا ترى، كم مصلحة وطنية تعطلت وكم مشروعا حيويا لم يتحقق له النجاح بسبب تلك الورقة السامة!، هذا فيما يخص المشاريع، وماذا عن نفسية واخلاقيات العمل عند مثل هذا الموظف الذي حرص على ان يعمل بذمة وضمير في تطبيق القانون على الجميع، يا ترى كيف سيكون حاله عندما يشاهد ان هناك من يتجه لرئيسه ويعود بقصاصات صغيرة في حجمها لكنها (تسم) البدن بما فيها من توجيهات واستثناءات، سيصبح ويمسي في دوامة بين ان يقف مع ضميره ويتحمل التبعات او الانصياع لأوراق مديره!
نتخيل نفس السيناريو، لكن مع مدراء جعلوا للموظفين في دوائرهم هيبة، فكلما دخل عليهم أحد ممن اعتاد استجداء (قصاصة) تحمل توجيها، يعيدونهم الى موظفيهم قائلين الكلمة والقرار بيد الموظف الذي مررتم به وليس بأيدينا، وبهذا التصرف تجد ان كل مسؤول هذا ديدنه قد اكتسب احترام موظفيه عندما جعلهم أصحاب القرار، وهذه ميزة من مميزات القادة، ان يجعل من يعمل معهم يشعرون بقيمتهم ومكانتهم.
بعيدا عن التشاؤم، فالمثال الأول من المسؤولين لن يكون لهم مكان من الا فصاعدا، فنحن نعيش برنامج التحول الوطني 2020 ونخطو بخطوات ثابتة نحو رؤية 2030 التي قضت على الفساد والمفسدين وعلى إثر ذلك شاهدنا كيف تطاير أصحاب المصالح الشخصية، وكيف تملك زمام الأمور من نال ثقة ولي الامر وولي عهده حفظهما الله.