DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

صناعاتنا اليدوية المحلية بأيدي الوافدين

صناعاتنا اليدوية المحلية بأيدي الوافدين
أغلب الدول المشهورة سياحياً على مستوى العالم تستفيد من موقعها وكثرة أعداد زائريها بتسويق منتجاتها اليدوية المحلية التي يتقنها أبناء البلد، ويندر أن تجد في أغلب المزارات السياحية من ينتج صناعاتهم اليدوية المحلية سوى السكان الأصليين الذين يعتبرون أيضاً واجهة مهمة يستفيد منهم السائحون ويتجاذبون معهم أطراف الحديث، وربما يأخذ الزائر جزءا من معلوماته عن البلد من هؤلاء، ولذلك من الضروري أن يكون الحرفيون في هذا النوع من الصناعات المحلية من أبناء البلد خلاف أنهم الوحيدون الذين يتقنون الصناعة بتفاصيلها الدقيقة ويتوارثونها أباً عن جد.
ولكن عندما يحل العامل مكان المواطن الأصلي في هذا النوع من الصناعات فإن وضعها سيتراجع للوراء وتختفي بالتأكيد مع الزمن حيث سيتناساها الجيل الجديد مع الوقت وتندثر وتبقى في أيدي الوافدين الذين يجهلون سرها وتقنيتها، ومن أمثلة ذلك البناء بالطين الذي كان منتشرا في المنطقة الوسطى ويجيده آباؤنا وأجدادنا بل برعوا فيه كثيراً وكانت جميع المنازل تبنى بواسطتهم من الأساس إلى الرأس دون الحاجة لتدخل أي عمالة وافدة إلى ما قبل خمسين أو ستين عاماً، وكان يطلق على المشرف على البناء في ذلك الوقت مسمى (أستاد) وبقية العمالة (بنائين)، هذه الحرفة اختفت تماماً من أيدي أبناء الوطن واختفى معها أولئك العمال المهرة واستبدلنا (الاستاد) بمسمى (المقاول) الوافد، ولم يعد يوجد مواطن يجيد البناء على الطريقة القديمة، إنما بعض الوافدين من جنسية معينة اكتسبوا قليلاً من الخبرة من آبائهم الذين اكتسبوها من آبائنا وأجدادنا واختفت لدينا وحفظوها وأصبحوا هم أسياد هذا النوع من البناء حالياً بسبب اهمالنا واعتمادنا على الوافدين.
أيضاً صناعات الخوص والسفن المنتشرة في المنطقة الشرقية والتي برع فيها أبناء المنطقة على وشك الاندثار من أيدي أبناء الوطن حيث أغلب من يعمل بها حالياً هم العمالة الوافدة التي بدأت تأخذ مكان المواطن وتزيحه رويداً رويداً لتأخذ موقعه كما حدث مع حرفة البناء بالطين ومن ثم نودع هذه المهنة كما ودعنا غيرها.
والحال لا يختلف كثيراً في الجوف مع صناعة السدو التي برع فيها أهالي المنطقة من قديم الزمن، فالعاملات الوافدات بدأن يتدربن على هذه الصناعة وأتقنّها وربما لا يختلف الحال عن سابقه مع الزمن.
هذه نماذج لبعض صناعاتنا الحرفية اليدوية التي اختفت مع مرور الوقت وأصبحت في أيدي العمالة الوافدة وغيرها كثير، ومن المؤكد أننا سنفقد المزيد إن لم نتدارك الأمر حيث لم نعد نشاهد الحرفيين السعوديين من أصحاب الخبرات إلا في مهرجان الجنادرية فقط أما على أرض الواقع فلا وجود لهم.
أعتقد أن من أهم أسباب اختفاء هذه الحرف عدم وجود الدعم وعدم الاهتمام بهذا النوع من الصناعات ولكن في حال وجود مهرجانات متخصصة لدعم تلك الأنشطة وإعطاء الأولوية لها في الهدايا التي تعطى للوفود الزائرة فإن وضعها سيتغير بشرط أن تكون مصنوعة بأيد وطنية.