يبدو أن الصيف أكثر بياتا للفنانين ولنشاطاتهم كما لمؤسساتهم الفنية وقاعات العروض، بعض الفنانين يكتفون بالبقاء والبعض الآخر في جولات خارجية لا تخلو من استطلاع ومتابعة أنشطة فنية، وآخرون بين أسرهم أو من يحاولون التحرك وممارسة الفن قدر الظروف التي تتيحها أجواء الصيف.
بعض مدننا يعتدل فيها الجو ما يساعد أبناءها على ممارسة الفن، وأبها إحدى المدن التي اجتذبت بعض الفنانين، خاصة مع وجود برامج صيفية في بعض انحائها، خلاف مراسم المفتاحة التي يشار الى نشاطها الفني، وهناك فنان من أهالي ابها يعود اليها طوال الصيف ويعيش شهورا بين أنشطتها وأجوائها وفنها.
تابعت بعض ما نشر حول زيارات بعض الفنانين لمرسم الفنان عبدالله حماس ولقاعته الفنية الخاصة بمنزله التي عرض فيها اعماله الأخيرة، لا يتوانى الفنان عن الرسم حتى لو كانت فترة بقائه في مدينة ما قصيرة، فهو اشتغل مجموعة من الاعمال الفنية فترة زيارته المنطقة الشرقية قبل عامين وبقائه قرابة الشهر فيها، في أبها ابدع اعمالا كبيرة المساحة شاهدتها في صور بعض من زاروه، وهو يحب دوما ان يبقى ممارسا ومشتغلا ومشغولا بالفن، اعماله الأخيرة تعكس أجواء مدينته، وهي اعمال طالما اشتغلها وعبرت عن قدراته وجرأته في التعامل أولا مع المساحة الكبيرة ثم قدراته التلوينية وهو يشغل فضاءاته بألوان زاهية ونظرة يتسيدها الأخضر الذي يكتسي أبها وروح الفنان، ثم الألوان الأخرى التي تتبادل مساحة عمله بين الأبنية والمساحات الأرضية والطرقات والشخوص الذين يلخصهم في استطالات او دوائر او اشكال توحي بالبشر يتناغم تشكيلهم مع الأبنية والدروب والتشكيلات المعمارية واحيانا الايجاز الذي يلخص بعض الأفكار التي تنتهي تعبيرا عن مكان الفنان.
