وسعّت الإدارة الأمريكية الجديدة من عقوباتها الاقتصادية على «حزب الله» بتسمية قادته للمرة الأولى، بدءا بأمينه العام حسن نصر الله، وأعضاء المكتب السياسي، والنواب والوزراء في الحزب وصولا الى الحلفاء، وإن صح ذلك، فإن هذه العقوبات ستكشف أوراقا كثيرة وخطيرة، فهل ستؤذي «حزب الله» فحسب، أم لبنان وقطاعه المصرفي هو الذي سيذهب ضحية لهذه العقوبات مرتين، في المرة الأولى عند الالتزام بها وهنا عليه أن يقف في وجه «حزب الله»، وخارجيا سيزعزع ثقة المستثمرين في لبنان؟. إلا أن المؤكد هو أن الضرر الأول سيكون على الحزب وبيئته الحاضنة، وستكشف حقيقة التورط المالي ـ المخابراتي ـ العسكري والأمني لحزب الله.
##عقوبات قاتلة
الخبير الاستراتيجي في الشؤون الدولية سامي نادر قال لـ«اليوم»: ان «العقوبات الأمريكية الجديدة تضرّ بحزب الله ومن طالته هذه العقوبات. كما أنها ستلحق ضررا كبيرا بالقطاع المصرفي»، آملا بـ«ألا يذهب ضحيتها هذا القطاع»، مذكرا: حينما بدأت المصارف اللبنانية الالتزام بالعقوبات السابقة عبر إقفال عدد من الحسابات، وقع التفجير أمام بنك لبنان والمهجر، وأضاف: لهذا أخشى أن تكون المصارف اللبنانية قد باتت في عين العاصفة.
وزاد: لبنان في هذه المرحلة يحتاج الى عكس ذلك تماما، فالدين العام يزداد، بالاضافة الى غياب النمو وعجز الخزينة، لهذا نحن بحاجة الى إطلاق دورة النمو، وهذا النوع من العقوبات يعزل لبنان عن الاقتصاد العالمي، في الوقت الذي نحن بحاجة فيه الى المزيد من الانخراط والعلاقات مع العالم.
وأضاف: هذه العقوبات تسمي للمرة الأولى قادة «حزب الله» بالاسم، بدءا بنصر الله «ازعاج للبيئة الحاضنة، أي وقوع مشكلة بين الحزب وبيئته الحاضة، ومما لا شك فيه ان هذه العقوبات تسعى الى ذلك، لهذا أنا أخشى ان يتسبب رد نصر الله على هذه العقوبات بإلحاق ضرر بحق القطاع المصرفي لبنان».
##الجانب الخفي للمافيا
وشدد الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي في تصريح للصحيفة، على ان «العقوبات الجديدة التي تفرضها واشنطن على حزب الله تأخذ أبعادا ذات معانٍ واسعة، بحيث لم تعد تقتصر على أسماء محددة داخل حزب الله، أو في الحكم الايراني، لا بل تأخذ مداها بشكل أوسع لتطال الذين يتورطون في علاقات معينة مع حزب الله وفي نشاطاته وخصوصا المالية منها، وكذلك الجانب المالي ـ الدولي، أي الجانب الذي يختص بمراقبة الدول والنظام المالي العالمي، لذلك فإن تأثير هذه العقوبات الجديدة سيكون بليغا وعميقا على حزب الله بالدرجة الاولى، وعلى الذين يتعاملون معه، طالما أنه يتعامل ماليا بشكل غير شرعي بالنسبة الى القانون الدولي عبر التهريب وتبييض الاموال وتسويق سوق للمخدرات معروفة منذ سنوات عديدة في لبنان وخارجه، وخصوصا في أمريكا اللاتينية».
وأكد ان «العقوبات الأمريكية الجديدة ستكشف أوراقا كثيرة وخطيرة بحيث انها ستظهر الجانب الخفي من هذه المافيا الواسعة التي يقودها حزب الله داخل لبنان وخارجه، لذلك بدأت تصدر أصوات سياسية كثيرة تحذر من خطورة هذه العقوبات، لأنها تفضح وتكشف حقيقة هذا التورط المالي، فهو ايضا تورط مخابراتي ـ عسكري ـ أمني وسياسي، ولكن وجهه المالي لا يزال مستورا بينما الوجوه الأخرى السياسية والاعلامية، كانت شديدة الوضوح».
وتوقع أن «تزداد أصوات الاحتجاج داخل لبنان أي الفريق الذي يتولى السلطات المعنية في لبنان، وبدأنا نسمع أصواتا من مواقع مسؤولة ورفيعة في الادارة اللبنانية».
أضاف الزغبي: المكشوف جدا ان حزب الله بأدائه الأمني والعسكري والسياسي والمالي والاعلامي يضّر كثيرا بلبنان والخطوة الأخيرة التي قام بها في الجنوب علنا واعتبرت عراضة إعلامية أضرّت كثيرا بصورة لبنان، وكأن هناك قرارا فوق القرار الرسمي والشرعي اللبناني وهنالك عدم احترام للقرار 1701 وللقرارات الدولية بصورة عامة. إذن حزب الله يؤذي لبنان بكل نشاطاته الأمنية والاعلامية والسياسية والعسكرية، والآن بنشاطاته غير المشروعة ـ المالية ولابد أن يتأثر لبنان لذلك، فحزب الله من جهة يشترك في البرلمان والحكومة والادارة اللبنانية وفي الوقت نفسه يتورط في حروب خارجية من سوريا الى اليمن الى العراق والبحرين وما الى ذلك، وفي التهريب وتبييض الأموال عالميا عبر الأمم والقارات.