تهتم بعض الدول المتقدمة بتعزيز دور الفن في رقي المجتمع من خلال العديد من البرامج التي تضمن دعم الفن والفنان.
فن الجرافيتي.. فن الشوارع.. مثالاً
هذا الفن الجميل والرائع الذي اتصف بفن الشوارع وهو فن الجرافيتي، الذي اشتهر في العديد من الدول الغربية والذي قد يكون مرفوضا في مجتمعاتنا العربية وبعض الدول الغربية، لممارسة أصحاب هذا النوع من الفن خدش بعض الجدران، ولكن هذه الخدوش او الخربشات تحولت لفن جميل، لذا فكرت بعض الدول في حصر هؤلاء الفنانين في موقع واحد لعدم "خربشة" جدران المدينة، فقامت اسبانيا بتحديد جدار محطة القطار في مدريد وتحديد وقت من كل عام لمسابقة أجمل رسم جرافيتي، يجتمع فنانو الجرافيتي من كل أنحاء العالم في اسبانيا، وبهذا تكون الدولة تخلصت من الرسم على الممتلكات الخاصة والعامة بطريقة حضارية، وزادت من الحضور لمحبي هذا النوع من الفن في العالم.
وفي ولاية كالفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد في مدينة "وين وود" بمدينة ميامي تم تخصيص هذه المدينة بأكملها لفناني الجرافيتي، وباتت الشركات تتعاقد مع الفنانين برسم جدرانها، وكذلك محطات القطار والمنازل.
وقررت بلدية وين وود في ميامي تخصيص عدة أيام في شهر ديسمبر للفن الجرافيتي، وحينها كنت هناك، أتجول بين الشوارع، والفنانون يملأون المدينة بألوانهم، عالم جميل ولوحات جميلة، وجمهور من جميع الطبقات يزور المدينة الفقيرة التي يقطنها السود، وحين تجوالي تعرفت على الكثير من فوائد هذه التظاهرة التي أنعشت المدينة اقتصادياً وسياحياً، من هذا المنطلق نجد أن في وطننا الغالي فنانين وهواة في مجال الفن الجرافيتي، اشتهروا في بعض مناطق المملكة، وكانت لي محاولات في دفع البرامج الفنية تجاه الفن الجرافيتي، وإشراكهم في المهرجانات والفعاليات الوطنية، ولكن هذا لا يكفي، فنحن نتطلع لدعم هذا الفن وتشجيع الفنانين من خلال مسابقات كبيرة تدعمها الجهات المعنية بالسياحة والفنون.
