اكد الشيخ خالد بن عيسى آل خليفة الباحث والمتخصص في العلاقات العامة والاتصال بديوان الخدمة المدنية بمملكة البحرين ان اشكالية الوضع الحالي لاجهزة العلاقات العامة ترجع للمراحل الاولى التي تأسست فيها اجهزة العلاقات العامة اضافة الى عدم وجود رؤية ادارية جيدة لدى مسئولي بعض القيادات العليا في المنشآت الحكومية والخاصة. واشار آل خليفة الى انه لا يستثني البحرين من دول المنطقة الخليجية والعربية من المشاكل والتحديات التي تواجهها اجهزة العلاقات العامة, مؤملا ان تكون هناك جمعية عربية للعلاقات العامة في المستقبل القريب.
قصور في المعايير الى اي مدى ترى ان ادارات العلاقات العامة بالاجهزة الحكومية والخاصة بدول المجلس الخليجي استطاعت ان تحقق المطلوب منها؟
ـ اولا شكرا لكم كما تعرف العلاقات العامة في الوطن العربي مازالت تعاني من جانبين الجانب التطبيقي والجانب التعريفي فبالنسبة للجانب التطبيقي مازال هنالك قصور لتطبيق الجوانب العلمية في مجال العلاقات العامة من خلال العمل كعلاقات عامة وبالنسبة للاشكالية الاخرى وهي التي تتعلق بالجانب التعريفي فهي تتعلق بالرؤية العامة لرجل العلاقات العامة. فتجد هنالك سوء فهم في فهم هذه الوظيفة بحذافيرها من الجانب العلمي التطبيقي. فانا اجد ان هناك قصورا كبيرا في تطبيق متطلبات ومعايير العلاقات العامة في الوظائف الحكومية بوجه عام. اما بالنسبة للقطاع الخاص فهنالك توجه للتطوير وان كانوا هم في مرحلة قد تكون افضل من القطاع الحكومي.
المشكلة في التأسيس ما ابرز التحديات التي تواجه اجهزة العلاقات العامة والمتخصصين؟
ـ المشكلة من وجهة نظري تقع في التأسيس الاول لجهاز العلاقات العامة. فقد درجت العادة على ان العلاقات العامة مجرد خدمات محدودة وضيقة جدا لذلك الآن نحن نطبق القاعدة التي تقول ما بني على باطل فهو باطل. فنحن نجد بعض المشاكل وبعض الحواجز لتطبيق مجالات العلاقات العامة بشكل علمي مدروس لان التأسيس كان على شكل عشوائي بحيث ان ادارات العلاقات العامة هي الجانب المستثنى في جميع الاجهزة سواء العامة او الخاصة في تأسيسها. ولو نظرت مثلا الى الجانب الاداري او الى الجانب المالي او علاقات الافراد.. الخ لوجدت ان هناك تأسيسا صحيحا وبناء هيكليا نموذجيا مبنيا على اسس علمية الا العلاقات العامة فنادرا ما تجد ان هنالك جهازا للعلاقات العامة تم تأسيسه بشكل علمي مدروس, ووظفت له كفاءات متخصصة ومتدربة في هذا المجال ولديها الخبرة والامكانيات ولديها الرؤية المستقبلية ولديها الخطط التي تعتمد على الدراسات والبحوث فنحن مشكلتنا تقع في التأسيس الاولى لاجهزة العلاقات العامة.
ربح وخسارة لكن يبدو ان هذا الانطباع لايشمل كثيرا من القطاعات الاهلية التي لديها الرؤية بأهمية دور العلاقات العامة؟
ـ طبعا فالاجهزة الخاصة والجوانب التجارية في الاجهزة الخاصة الذي يحكمها او العمود الفقري لها هو الربح والخسارة والذي يحدد انطلاقة هذه المنشآت فلذلك تجد ان البحث عن الافضل في جميع الجوانب سواء كانت العلاقات العامة او الجوانب الادارية الاخرى.
ونتيجة لذلك صار لديهم نوع من التقدم وان كانوا مقارنة بالاجهزة المتقدمة في خارج الوطن العربي تقدمهم شبه محدود الا انهم في الاجهزة الخاصة افضل بكثير من الاجهزة والقطاعات العامة والحكومية.
برنامج الماجستير ماذا عن رسالتك في مرحلة الماجستير والتي انهيتها في بريطانيا؟
ـ الرسالة كانت من متطلبات التحضير لشهادة الماجستير وكانت في احدى جامعات مقاطعة ويلز ببريطانيا. وكانت تتركز على ادارة المشتريات الناجحة. وكان كما يعرف وكما هو مفهوم من جميع البحوث العلمية لابد ان تطبق بشكل علمي على احد الاجهزة او التنظيمات الادارية. فانا عملت هذه الدراسة على شركة الغاز الوطنية في البحرين فكان هنالك بعض الامور التي استخلصتها من خلال البحث وهنالك جوانب قصور كما هي طبيعة الحال في اي قطاع من حيث وجود جوانب قوة وجوانب ضعف, فجعلت هذه الامور كلها في طبق واحد ان جاز التعبير ويقدم للمسئولين في الشركة للاخذ به كرأي ورؤية للمستقبل.
دراسة المشكلة يبدو ان تحديد المشكلة من قبل اجهزة العلاقات العامة قد يحل الكثير من الصعوبات التي تواجهها؟
ـ لو تكلمنا عن المجال البحثي فكل بحث لابد ان يقع على مشكلة معينة او يعالج اشكالية معينة. فعندما تظهر مشكلة او حاجة معينة يكون هناك البحث. وبعد وجود المشكلة او الحاجة او المطلب لابد ان يطرح هناك ومن خلال المعايير العالمية للبحوث والمعايير الاكاديمية للبحوث لابد ان تطرح السؤال الذي يتبع المشكلة. على سبيل المثال لو كانت لديك مشكلة البطالة فانت عندما تطرح سؤالا بسيطا الذي يفتح لك الآفاق وسبل تدبر هذه المشكلة مثل لماذا وجدت هذه المشكلة في الوطن العربي او ما آثار هذه المشكلة.. الخ وكذلك الحال بالنسبة لتدخين الشباب او تدخين الفتيات كمشاكل اجتماعية فان هذا السؤال سيفتح المجال امام عديد من الاسئلة التي ستتشعب في محاولة ل لبحث عن جذور المشكلة وايجاد حلول لها. هل مثل هذه البحوث تحتاج الى اشخاص متخصصين؟
ـ من الافضل ان يكون هناك شخص متخصص في مجال البحث العلمي الاكاديمي ولكن هذا ليس مقتصرا على الانسان الذي لديه الموهبة او لديه المعرفة الكاملة بالامكان تطبيقه من اي شخص متمكن من نفس المشكلة او من تخصصه او من خلال الاستعانة بكوادر وكفاءات متخصصة في هذا المجال.
التحديات والصعوبات كيف تجد تطور اجهزة العلاقات العامة في المنشآت البحرينية؟ وهل قدمت الصورة الحقيقية لدور العلاقات العامة؟
ـ انا بشكل خاص اقولها بصراحة انني لا استثني البحرين من دول المنطقة سواء دول الخليج او دول الوطن العربي بشكل عام. فانا بوجه عام ومن خلال الدورات التي حضرتها وشاركت فيها وكذلك المؤتمرات التي تعنى بالعلاقات العامة ومجالاتها وجدت ان الهموم مشتركة, ووجدت ان المشاكل تكاد تكون متشابهة الى حد كبير. وهذه قد تكون طبيعة نتجت من التأسيس الاولى للعلاقات العامة. فتجد رجل العلاقات العامة مثلا في مملكة البحرين يصادف نفس المشاكل التي يصادفها رجل العلاقات العامة في السعودية وبالتالي في قطر وبقية الدول بشكل عام. لكن نحن نقول ما الحلول التي وضعت لتفادي هذه المشاكل والمعوقات.؟
انا اجد ان بعض الاجهزة في القطاع العام في البحرين ليس لديها امكانيات جيدة ولديها طموح جيد وقطعت شوطا ليس بالكبير ولكن استطيع ان اقول انه شوط جيد وخطوات جيدة لتطوير وتحديث مفهوم العلاقات العامة. وبعض الاجهزة الاخرى مازال يحتاج الى تطور والى دعم والى ايضا تحديث في نوعية الافراد العاملين فيه.
نتوقع الجمعية قريبا عدم وجود جمعية للعلاقات العامة على مستوى الوطن العربي حتى الآن الا يشكل علامة استفهام لديكم؟
ـ انا اتفق معك في ان هذه المبادرة تأخرت كثيرا رغم الحاجة اليها بشكل ملح في وقتنا الراهن. ولكن اعود واقول لك ان تأسيس العلاقات العامة لدينا فيه قصور, بالاضافة الى نظرة المجتمع الخاطئة للعلاقات العامة والتي حاصرته في مجال ضيق جدا وخدمات بسيطة جدا وهو في حقيقة الامر ملقى على عاتقه امور كبيرة جدا مقارنة بالمهام التي وضعها المجتمع بشكل خاطئ لعمل العلاقات العامة. لكن على ما يبدو لي ان هنالك جمعية للعلاقات العامة في البحرين قد تكون الاولى على مستوى الوطن العربي بدأت في عقد اجتماعات متتالية تمهيدا لاشهارها بشكل رسمي وقد دعيت لاول اجتماع لها ولكن لم استطع الحضور لارتباطي المسبق بمؤتمر في بيروت يعنى بالابداع والعلاقات العامة.
ولكن انا استشف من خلال الاهتمام المتزايد والتساؤلات التي تطرح من قبل رجال العلاقات العامة بوجه عام في الخليج انه قد يكون هناك نوع من التعاون الفاعل في المستقبل القريب او قد يكون هناك نوع من النزعة لتحديث مفهوم العلاقات العامة في دول مجلس التعاون.
