الليلة تحتفل الدمام بعروستها «اليوم» في ذكرى اليوبيل الذهبي لإنشاء هذه الصحيفة العريقة، وفي ركض عرابيها اليوم رسالة تقول للقراء إن الصحيفة سوف تعكس قاعدة الزمن، وستثبت أن السنين الطويلة تزيدها شباباً ونضارة، ودائماً ما تتبع هذه المناسبات الاحتفالية رؤية استراتيجية جديدة نحو المستقبل، وأتمنى أن نسمع الليلة من كبار اليوم ما يرضي غرور الطموح لدينا في الواجهة الإعلامية «الأهم» للمنطقة الشرقية.
نجحت «اليوم» في لعبة المنافسة على كعكة الصحافة السعودية حينما تنازلت «طوعاً» عن جزء من الكعكة لتسيطر «جبراً» على القطعة التي تريد من هذه الكعكة، واكتشفت قواعد اللعبة المتخصصة مبكراً لتقدم نفسها بوصفها الصحيفة الأولى بلا منازع في المنطقة الشرقية، وتركت المنافسة بإرادتها على عراك الصحف الأخرى فيما هو خارج المنطقة، واعتبرت كل قارئ جديد من خارج المنطقة الشرقية مكسبا فوق الربح، فشخصيتها اصطبغت بالمنطقة من أيام الشيخ حمد المبارك رحمه الله وحتى أيام قائدها الحالي معالي المهندس عبدالعزيز الحقيل سلمه الله، وهذا الوضوح في الشخصية والمستهدف ضَمِن الحد الأدنى من نجاحها واستمرارها.
«اليوم» كدار استثمارية نجحت في لعبة التسويق والإعلان، ووازنت بين مصلحة المعلن والقارئ بيد ماهرة، وحتى عندما ضربت المخاوف الكيانات الصحفية بأفول وانتهاء عصر الورق مع الطفرة الالكترونية الحديثة كانت «دار اليوم» من السباقين في التطبيق العملي لنظرية: «تنويع مصادر الدخل»، واتجهت للاستثمار في المطابع الورقية للغير، وحتى الاستثمارات العقارية لم تكن بعيدة عن أدوات المسؤول المالي للدار، ومن يمر من أمام موقع الصحيفة سيكتشف ذلك بسهولة عندما يشاهد البرج الاستثماري الضخم بجوار المبنى الأساسي للدار، وقد وفقت الدار كثيراً بوجود الأستاذ القدير صالح الحميدان الذي يعتبر مدرسة مميزة في إدارة المنشآت الإعلامية واستثمارها.
«المحتوى» الذي يتناثر في صفحات الجريدة يصدق عليه وصف «السهل المسبب للإدمان»، فهي مادة «شرقاوية» تقول لك: ستعود لي مجدداً سواء أعجبتك أم لم أعجبك، ورئيس تحريرها الحالي القدير د. عبدالوهاب الفايز بخبرته العريضة يدرك سر هذه الطبخة ومقاديرها التي تمتد نكهتها من أيام حسين خزندار في منتصف الستينات الميلادية.
«الرؤية» التي رسمتها «اليوم» لنفسها تقول: (دار إعلامية متكاملة الأنشطة)، ومن أهدافها الاستراتيجية: (تعزيز الريادة في المنطقة الشرقية)، ومن هذين المنطلقين «التكامل والريادة» فأنا أقترح على القائمين على دار اليوم أن يبادروا بإطلاق أول قناة فضائية متخصصة للمنطقة الشرقية تعبر عن الفلسفة الناجحة للدار بأدوات الصورة المتحركة، وهذا الملعب ما زال خالياً، وخبرة «اليوم» قادرة على تميز «الغد» الذي قد يزدحم بمنافسين شرسين على النبع المحتكر لخمسين سنة خلت.
في الختام أنا سعيد جدا بالكتابة في صحيفة اليوم وأعتبرها بيتي الأول وأتمنى أن يكون الأخير..