تتربع محمية «الخنفة» على مساحة تقدر بـ 19 ألف كيلو متر مربع شمال محافظة تيماء التابعة لمنطقة تبوك، بمحاذاة صحراء النفود الكبير من الجهة الغربية، متضمنة العديد من المرتفعات والتلال ذات المناسيب المختلفة، وتضم المحمية العديد من الشعاب والأودية، ويعيش في المحمية عدة أنواع من الكائنات الحية مثل: ظبي الريم مع عدد قليل من ظبي الآدمي، بالإضافة إلى الثّعالب والأرانب البرية والجرابيع وأنواع من الطّيور المستوطنة والمهاجرة مثل الحبارى والكروان، والعديد من أنواع الزّواحف.
ويقول مدير محمية "الخنفة" نايف العتيبي الذي تحدث في البداية عن سبب إنشاء المحمية، مبينا أنه يعود لخطط الحكومة الرشيدة في التصدي للأخطار المحدقة بالحياة الفطرية في أنحاء المملكة، وإعادة تأهيل أنواع الكائنات الحية والبحرية التي انقرضت والمهددة بخطر الانقراض لضبط التوازن البيئي للنظم البيئية الطبيعية.
وأضاف العتيبي: إن المحمية تحظى بمتابعة الأمير بندر بن سعود بن محمد رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية، إذ يهتم سموه بالحفاظ على البيئية الطبيعية للمحمية ومراقبتها على مدار الساعة، وإعادة تأهيل الأنواع المنقرضة من الكائنات التي تواجدت فيها، علاوة على إعادة تنمية وتأهيل الأنواع المهددة بالانقراض والنادرة، ومساعدتها في الاندماج مع الطبيعة الحالية.
وبين أن الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية تعمل على تطوير آلية العمل بإدارة المحمية، من خلال تطوير برنامج رصد مدعم بكاميرات مراقبة للحياة الفطرية، والعمل على توفير بيئة مناسبة للعاملين والزوار بإنشاء مبنى إداري جديد للمحمية يتميز بموقعه المناسب للإشراف على كافة الأعمال التي تقوم بها الهيئة داخل المحمية.
إعادة تأهيل الأنواع المنقرضة من الكائنات التي تواجدت فيها، علاوة على إعادة تنمية وتأهيل الأنواع المهددة بالانقراض والنادرة، ومساعدتها في الاندماج مع الطبيعة الحالية وذكر أن المحمية تتيح فرصا وظيفية للسكان المجاورين لها، حيث يستفيد من خدماتها أصحاب المواشي كتنظيم رعيهم في بعض أجزاء المحمية بأوقات محددة، وتقدم المحمية خدمات أخرى للمواطنين كتقديم خدمات مخبرية وتحاليل طبية بيطرية لمواشيهم، مشيراً إلى أن المحمية يعمل بها أكثر من 76 موظفاً ما بين مراقب للأمن والسلامة وجوال في المحمية.
ومحمية الخنفة واحدة من المحميات التي تضمها منطقة تبوك، ويعد الوعل من أهم حيوانات المحميّة.
ومن ضمن الخطط والدراسات التي يقوم عليها المختصون بالهيئة السعودية للحياة الفطرية، هو اختيار عدة مواقع بمنطقة تبوك لتكون محميات مقترحة تابعة للهيئة الموقع الأول رأس سويحل ورأس القصبة وتقع على ساحل خليج العقبة وشمال البحر الأحمر، ممتدة من جنوب حقل حتى شرما، بمساحة تصل إلى (3571 كم2). وتضم كذلك مواقع بحرية وساحلية ومرتفعات جبلية وسهولا وأودية وسبخات وجزرا وشعاب مرجانية متميزة، وأعشابا بحرية، ومن الأنواع الفطرية بها الوعل وغزال الإدمي وعناق الأرض والذئب العربي والضبع والوبر والسلحفاة الخضراء والسلحفاة ذات الرأس الشبيهة بمنقار الصقر والطوم والدلافين والطيور بحرية كالنورس والخراشنة وغيرها، وأنواع بحرية متميزة ونادرة من الأسماك واللا فقريات بالشعاب المرجانية والأعشاب البحرية والغطاء النباتي في المواقع البرية، ومن مميزاتها أنها قابلة لتطبيق برامج للسياحة البيئية والترويح البيئي.
والموقع الثاني جبال قراقر وتقع جنوب تبوك في محافظة ضباء قرب قرية الديسة بمساحة ( 1678) كم2، وتشمل مواقع مرتفعات جبلية وعرة بالحجر الرملي وأودية عميقة ومواقع مياه مستديمة.
أما الموقع الثالث المقترح إدراجه ضمن محميات هيئة الحياة الفطرية، فهو جبل الدبّغ ويقع جنوب غرب تبوك وشمال شرق ضباء، ويشمل جبل الدبغ وجبل حرب وجبل شار بمساحة ( 628 كم2)، ومواقع جبلية عالية وعرة جرانيتية وأودية وأنواعا فطرية أخرى كالوعل، وعناق الأرض، والذئب، والوبر، وأنواعا نباتية مثل: العرعر، والفستق الآس، والتوليب.
والموقع الرابع يسمى «ضفة الوجه» ويقع على الساحل السعودي للبحر الأحمر من جنوب الوجه حتى شمال غرب ينبع البحر بمساحة: ( 3857 كم 2)، منها 480 كم2 تقع في منطقة المدينة المنورة، ويضم العديد من المواقع البحرية الساحلية والجزر والشعب المرجانية، متميزة بأشجار الشورة والقندل والأعشاب البحرية والسهول والسبخات، مع أنواع فطرية وأحياء بحرية نادرة، وغيرها من الطيور. وآخر المواقع المقترحة لمحميات الهيئة هو موقع "حسمى" ويقع شمال غرب تبوك بمساحة (3699 كم2)، ويضم مواقع مرتفعات وأودية جبلية شديدة الانحدار مكونة من الحجر الرملي وسهول ورمال وأودية،
وفي ذلك السياق، أوضح الأمير بندر بن سعود بن محمد رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية أن الهيئة حريصة منذ إنشائها بموجب المرسوم الملكي سنة 1406هـ، على تطوير وتنفيذ خطط للتصدي للأخطار المحدقة بالحياة الفطرية في البر والبحر، وإعادة تأهيل الأنواع التي انقرضت من البرية والأنواع المهددة بخطر الانقراض، مستهدفة إعادة التوازن البيئي للنظم البيئية الطبيعية.
الغطاء النباتي في المواقع البرية قابل لتطبيق برامج للسياحة البيئية