DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

توجيه دعم الطاقة يرفع مستوى المعيشة وجودة الخدمات

المملكة أعلى نسبة نمو استهلاك للطاقة في العالم

توجيه دعم الطاقة يرفع مستوى المعيشة وجودة الخدمات
توجيه دعم الطاقة يرفع مستوى المعيشة وجودة الخدمات
أخبار متعلقة
 
لم يعد غريبا أن يتصدر السعوديون قوائم إحصائيات معدلات استهلاك الطاقة في العالم، ويحتلون المراتب الأولى في معدلات الزيادة السنوية. كما أن السعودي صاحب البصمة الكربونية الأعلى في العالم ومن الأكثر استهلاكا للمياه بما يتضمنه ذلك من هدر للطاقة كوننا نعتمد غالبا على مياه محطات التحلية. ومن المقلق أننا ومع كل هذه المراكز المتقدمة في معدلات الهدر لانتحرك كما يجب للحد منه، ولسان حال الكثيرين يقول «الخير واجد»، ويغيب عن إدراكنا أن إهدار هذا الخير وحرق الثروات سيجعلانه نادرا لأن مصادره ناضبة وغير متجددة. فإذا كانت الطاقة هي الشريان الرئيس للاقتصاد العالمي وهي عماد الصناعة وأهم محركات التنمية في العالم أجمع فإنها تشكل للمملكة أكثر من ذلك بكثير كونها، إضافة إلى كل ذلك، المصدر الرئيس للدخل وتشكل إيراداتها الجزء الأكبر من الناتج المحلي الإجمالي، واستمرار الزيادة في معدلات الاستهلاك يهدد حجم صادراتنا النفطية بشكل يجعلنا نستهلك جميع ما ننتجه في غضون عقدين من الزمان. ملف «اليوم» «سوء استخدام الطاقة .. الجميع يخسر » هذا الشهر يدق جرس الإنذار ويبين حجم التكلفة الباهظة لارتفاع الاستهلاك، والتهديدات التي يتضمنها الهدر على مختلف الأصعدة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والبيئية، ويطرح ترشيد الطاقة كضرورة استراتيجية، ويطرح العديد من آراء الخبراء والمتخصصين لتحقيق الترشيد الأمثل للطاقة. وفي الحلقة الأولى من الملف نتناول قضية دعم أسعار الوقود كونها أحد أسباب ارتفاع معدلات الاستهلاك، ونتساءل: هل دعم الأسعار الأسلوب الأمثل لتمكين المواطن من الاستفادة القصوى من هذه الثروات؟ أم أن هناك أساليب أخرى غير الدعم تعود على المواطن بفائدة أكبر وتحقق قيمة مضافة وتعظم الفائدة بما يضمن الرفاه للمواطن، ويدعم الخطط التنموية للدولة، ويساعد على ترشيد هذه الثروات والمحافظة عليها للأجيال القادمة. في هذه الحلقة نقدم قراءة تحليلية دقيقة تدعمها أرقام وإحصائيات محايدة لحجم وتأثير سياسات دعم الطاقة في المملكة تمكن القارئ من إدراك انعكاسات هذه السياسة على مختلف القطاعات.أهمية الطاقةيعتبر قطاع الطاقة بكافة انواعها المحرك الأساس لعملية التنمية الاقتصادية وتعد الطاقة بكافة أنواعها من المواضيع الاستراتيجية الهامة والشغل الشاغل للدول في كافة بقاع الأرض لارتباطها بالمجالات الحياتية والصناعية. ولقد أولت المملكة قطاع الطاقة ما يستحقه من العناية والدعم، نظراً لأهميته في تعزيز نمو الاقتصاد الوطني. وبدأ هذا الاهتمام من خلال تطوير مصادر الطاقة التقليدية وعمليات الاستكشاف والتنقيب والانتاج الخاصة للبترول والغاز والقطاعات المرتبطة كالكهرباء وتحلية المياه والقطاع الصناعي وخاصة البتروكيماويات وقطاع النقل وغيرها من القطاعات الأخرى. وتعمل المملكة على تنويع مصادر الطاقة لديها، وتبذل استثمارات ضخمة للبدء بتطوير مصادر طاقة بديلة واضافية غير تقليدية وغير ناضبة من ذرية ومتجددة تتضمن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من أشكال الطاقة المتجددة. لكن يبقى تحسن أداء كفاءة الاستهلاك وترشيده من أهم العوامل التى تؤثر على مستقبل الطاقة فى المملكة وفى العالم. وهذا يشمل الكفاءة في جميع القطاعات؛ النقل والمواصلات، المباني، الصناعة، وكذلك الكفاءة في القطاعات التجارية والسكنية.  ويجب ان ندرك ان تطور العالم فى مجال تحسين كفاءة استهلاك الطاقة قد أدى الى خفض استهلاك الطاقة بنسبة 60 في المائة. لذلك فان ترشيد استهلاك الطاقة في جميع هذه القطاعات فى المملكة، سيؤدى - بلا شك - الى خفض نمو الطلب على الطاقة خلال العقود المقبلة. ويجمع الخبراء على ان المملكة قادرة على أن تكبح نمو الطلب الداخلي السنوي على النفط والغاز من المستويات الحالية التي تصل الى 4-5 في المائة وتخفضها الى مستويات 2.8 في المائة، اذا التزمت بخطط ادخال الطاقة النظيفة كالطاقة الشمسية واستغلال طاقة الرياح، واذا نفذت برنامج ترشيد الطاقة الذى يهدف الى رفع كفاءة الطاقة. وتستطيع هذه الاجراءات أن توفر على المملكة حوالي 1.5-2 مليون برميل نفط مكافئ في اليوم، وهذه تقارب الكمية التي تحتاجها المملكة للحفاظ على قدرتها الاحتياطية من حيث انتاج النفط التي تعد صمام أمان لأسواق النفط العالمية.  وكان معهد شاثام هاوس البريطاني أكد قبل أكثر من عام أن السعودية قادرة على توفير 238 مليون برميل نفط سنويا بقيمة 23.8 مليار دولار بحساب سعر 100 دولار للبرميل من خلال تنفيذ برنامج ترشيد الطاقة. لكن هذه الدراسة مبنية على افتراض تطبيق المملكة للوائح التنظيمية لمعايير العزل الحراري في 30 في المائة من المباني القائمة والمباني الجديدة وفي الأجهزة الكهربائية والمكيفات.  وكذلك الطلب من الشركات بيع المكيفات والأجهزة الكهربائية المعتمدة لكفاءة استهلاك الطاقة فقط في الأسواق السعودية. ولقد ارتفع حجم الاستثمارات في مجال تحسين كفاءة استخدام الطاقة في جميع أنحاء العالم ما جعلها مساهما كبيرا في تلبية نمو الطلب على الطاقة. ولقد ساعدت التقنيات الحديثة الدول الصناعية الكبرى على استهلاك نفط  أقل، حيث إن استهلاك النفط في دول منظمة التعاون والتنمية (OCED) في تراجع مستمر بفضل المكاسب التي تحققت في مجال الكفاءة في استخدام المركبات. ولقد انتجت تدابير تحسين كفاءة استخدام الطاقة في 11 دولة من الدول الأعضاء توفير ما يقرب من 420 مليار دولار من قيمة النفط بين عامي 2005 و2010. ورغم زيادة استهلاك النفط فى دول العالم الثالث، إلا ان حصة النفط قد انخفضت في مزيج الوقود العالمي جزئيا بفضل تحسين الكفاءة في قطاع النقل والمواصلات وإلى التوسع الكبير في استخدام الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي في مجال توليد الطاقة الكهربائية.«لابد من الاستثمار فى بدائل الطاقة والنقل العام حتى يخف الضغط على النفط والغاز الناضبين.  إن الدعم الكبير لأسعار المحروقات فى المملكة قد ساهم بشكل كبير في  زيادة الاستهلاك بشكل غير مسبوق.   ولا بد من الاشارة الى ان الزيادة الكبيرة فى حرق النفط المباشر لتوليد الكهرباء ايضاً ستؤثر على صادرات النفط المستقبلية» ارتفاع الطلب المحلي رغم أن المملكة تملك أكبر احتياطي مؤكد من النفط يساوي ربع الاحتياطي العالمي وتحتل المرتبة الخامسة من حيث احتياطيات الغاز الطبيعي، إلا أنها تواجه العديد من التحديات نتيجة عدد من العوامل والمتغيرات أبرزها الحاجة الماسة لتلبية متطلبات التنمية.  ونظراً لطبيعة الموارد البترولية والغازية غير المتجددة والناضبة تحتم الاستغلال الأمثل لهذه الثروة لتنويع القاعدة الاقتصادية وتوفير مصادر الدخل وتحقيق التنمية المستدامة.  وفي الفترة الأخيرة ارتفع الطلب المحلي على الطاقة الى مستويات غير مسبوقة لتصبح المملكة في المرتبة السادسة لأكبر مستهلكي النفط في العالم. وقد تخطى معدل النمو السنوي لاستهلاك الطاقة في المملكة 5 في المائة، بينما معدل النمو الاقتصادي 4 في المائة، ووصل اجمالي استهلاك إجمالي الطاقة (منتجات مكررة وزيت خام وغاز طبيعي) حوالي 3.8 مليون برميل نفط مكافئ يومياً مع التباين الواضح في معدلات الاستهلاك خلال فصول السنة. وتشير التقارير أن حجم الاستهلاك سوف يصل الى 8.4 مليون برميل اذا لم يتم تدارك الوضع ومعالجته. ويعد هذا النمو  في استهلاك الطاقة الأعلى في العالم، حيث يصل اجمالي استهلاك الفرد للطاقة الى أكثر من 40 برميل نفط مكافئ سنوياً ويتركز استهلاك الطاقة في قطاع الكهرباء والتحلية 52 في المائة وقطاع النقل 21 في المائة والقطاع الصناعي 15 في المائة.  ويؤدي الاستهلاك المحلي المفرط للبترول الخام ومشتقاته الى التقليل من كمية البترول المتاحة للتصدير. ويعاني الغاز الطبيعي أيضاً  ارتفاع معدل الاستهلاك المحلي، حيث يتوقع أن يواصل الطلب المحلي على الغاز ارتفاعه مع اتساع الاحتياجات المحلية والصناعية وفي مقدمتها توليد الكهرباء وتحلية المياه والقطاعات الصناعية. ولمواكبة النمو المفرط على الطاقة، بدأت المملكة تطبيق سياسات صارمة للحد من الهدر في استهلاك الكهرباء ومنها تطبيق مواصفات كفاءة الطاقة على الأجهزة عالية الاستهلاك وغيرها من المبادرات.الأسعار المحلية للطاقة تعتبر أسعار الطاقة في المملكة أقل بكثير مما هي عليه في الأسواق العالمية والأسواق المجاورة.  ويباع غاز البيع والايثان بـ «0.75» دولار لكل مليون وحدة حرارية، اضافة الى تقديم حسم 30 في المائة على السعر العالمي لبيع سوائل الغاز الطبيعي للصناعة البتروكيماوية، وتقدم الأشكال التالية مقارنة أسعار الطاقة في المملكة مع دول الخليج والعالم.  دعم الطاقة في القطاع الصناعيتساهم الصناعة البتروكيماوية مساهمة كبيرة في استهلاك الطاقة كوقود ولقيم لإنتاج المواد البلاستيكية والمواد الكيماوية والأسمدة، بالاضافة الى القطاعات الصناعية الأخرى.  ويعتبر القطاع الصناعي من القطاعات الحيوية للتنمية الاقتصادية في المملكة وتوفير الوظائف وتحقيق القيمة المضافة. ولقد حققت صناعة البتروكيماويات السعودية مرتبة عالمية مرموقة من ناحية قدرة الانتاج والتوسع في كافة أنحاء العالم.  ورغم التحديات يتواصل التوسع في هذا القطاع بما في ذلك زيادة الاستثمارات والتكامل مع صناعة التكرير وفي إنشاء صناعات جديدة كما هو الحال في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين والمدينة التعدينية في رأس الخير ووعد الشمال اضافة الى المدن الاقتصادية الأخرى.  

ترشيد  الاستهلاك يمكن المملكة من توفير 238 مليون برميل نفط سنويا بقيمة 23٫8 مليار دولار تكلفة دعم الغاز الطبيعي (غاز البيع)يستهلك القطاع الصناعي حوالي 40 في المائة من الغاز الطبيعي كوقود ولقيم في صناعة الميثانول والأمونيا لانتاج الأسمدة، وحسب التقرير السنوي لارامكو السعودية للعام 2013 بلغ اجمالي الكميات المباعة من غاز البيع 8.09 تريليون وحدة حرارية باليوم بسعر مدعوم عند 0.75 دولار للمليون وحدة حرارية. وعلى هذا يمكن تقدير ولو بصورة تقريبية تكلفة الدعم باعتماد سعر عالمي وسطي للغاز الطبيعى عند 10 دولارات للمليون وحدة حرارية مع أن هذا السعر اقل من سعر الغاز الطبيعى المسال فى اوروبا او اليايان او كورويا الجنوبية وأقل من  سعر الغاز الطبيعى الروسى المصدر لألمانيا الذي يبلغ 12 دولارا للمليون وحدة حرارية. وبناء عليه فان اعتماد 10 دولارات كقيمة تقديرية لاسعار الغاز الطبيعى فى العالم مناسبة جداً. وبهذا فقد تصل قيمة دعم الغاز الطبيعى فقط لصناعة البتروكيماويات والاسمدة حوالى 40 مليار ريال سنوياً.تكلفة دعم غاز الايثانويستهلك غاز الايثان بأكمله محلياً كلقيم في تصنيع الايثيلين في قطاع البتروكيماويات لانتاج البلاستيك وحسب التقرير السنوي لشركة أرامكو السعودية للعام 2013 بلغ اجمالي الكميات المباعة من الايثان 1.41 تريليون وحدة حرارية باليوم بسعر مدعوم عند 0.75 دولار للمليون وحدة حرارية. وعلى هذا فقد يمكن حساب تكلفة الدعم باعتماد سعر عالمي وسطي عند 10 دولارات للمليون وحدة حرارية. ولقد بلغت التكلفة التقديرية لدعم غاز الايثان حوالى  18 مليار ريال سنوياً،  ولقد حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على جعل صناعة البتروكيماويات السعودية من الافضل ربحية فى العالم كى تقوم بالمساهمة فى تنوع مصادر الدخل الوطنى. من مقارنة اسعار غازي الايثان والميثان المحلية والعالمية يبدو واضحاً ارتفاع السعر العالمى على تكاليف الانتاج ما يجعل الصناعات البتروكيماوية السعودية من الأعلى ربحية في العالم وذات ميزات تنافسية يقل وجودها حتى فى دول الجوار.دعم الوقود في قطاع النقلبلغ استهلاك قطاع النقل من الوقود حوالي 850 الف برميل في اليوم أو ما نسبته 25 في المائة من اجمالي استهلاك الطاقة في المملكة ونحو 45 في المائة من استهلاك الوقود السائل في المملكة.  ولا يزال الاستهلاك يرتفع من سنة لأخرى.  ويمثل البنزين 60 في المائة من اجمالي وقود النقل، فيما يمثل الديزل 30 في المائة ويمثل وقود الطائرات وزيت الوقود للسفن النسبة الباقية.  وقد مثل استهلاك النقل البري من الوقود 760 ألف برميل في اليوم أو 89 في المائة من إجمالي استهلاك الطاقة في هذا القطاع.«يسهم توجيه الدعم في خفض عجز الميزانية، ما يحفز استثمارات القطاع الخاص ويعزز النمو ويعزز قوة ومكانة المملكة فى تصدير المشتقات البترولية بدلا من حرقها بأبخس الاثمان.  كما يمكن تخصيص جزء من العوائد لتأمين مصادر طاقة مستدامة بتكاليف مناسبة» تكلفة دعم الوقود في قطاع النقل قيمة المبيعات المحلية للبنزين: 0.5 ريال/ليتر x  29.4 مليار ليتر/سنة = 14.7 مليار ريال/سنة القيمة اذا تم تصدير البنزين : 3 ريالات/ليتر x  29.4 مليار ليتر =  88.2 مليار ريال/سنة التكلفة التقديرية لدعم البنزين: 88.2 – 14.7 =  73.5  مليار ريال/سنة قيمة المبيعات المحلية للديزل: 0.25 ريال/ليتر x   15.0 مليار ليتر/سنة = 3.8 مليار ريال/سنة القيمة اذا تم تصدير الديزل: 3 ريالات/ليتر  x  15.0  مليار ليتر/سنة = 45.0 مليار ريال/سنة التكلفة التقديرية لدعم ديزل النقل  : 45.0 – 3.8 =  41.2 مليار ريال/سنة هذه الحسبة البسيطة توضح أن دعم البنزين يكلف الدولة 37.5 مليار ريال سنويا بينما يكلفها دعم الديزل 41.2 مليار سنويا.دعم الوقود في قطاع الكهرباء والمياهيعتبر قطاع الكهرباء والمياه من أكبر مستهلكي الطاقة في المملكة بنسبة تفوق 52 في المائة  أو حوالي مليوني برميل نفط مكافئ في اليوم. ولقد تطورت وتضاعفت قدرات توليد الكهرباء كماً ونوعاً تطوراً كبيراً كما يستفاد من بعض محطات تحلية المياه بالمملكة.  ويستحوذ القطاع السكني على 50 في المائة  من الاستهلاك والصناعي 18 في المائة والتجاري 16 في المائة والحكومي 13 في المائة. ولانتاج الكهرباء يستخدم النفط الخام (حرق مباشر ) لإنتاج 37 في المائة من حجم الطاقة الكهربائية المنتجة.  كما يستخدم الغاز لإنتاج 37 في المائة، ويستخدم الديزل لإنتاج 15 في المائة بينما يستخدم زيت الوقود الثقيل في انتاج بقية الاحتياج من الطاقة. وتصل نسبة الغاز الطبيعي المستهلك حوالي نصف الانتاج الاجمالي للمملكة. وحسب التقرير السنوي لهيئة تنظيم الكهرباء والانتاج المزدوج للعام 2012م فان قيمة الدعم المقدم لتكاليف الوقود المستهلك في توليد الكهرباء بلغت 150 مليار ريال في السنة، ودون هذا الدعم لتكلفة الوقود فان متوسط تكلفة وحدة الطاقة التي تنتجها الشركة السعودية للكهرباء كان سيصل الى حوالي 80 هللة للكيلو واط ساعة مقابل 14 هللة للكيلو واط ساعة يتم تحصيلها من المستفيدين. تكاليف دعم الطاقة في العالميتم تقدير تكاليف دعم الطاقة  باعتبار الفرق بين قيمة الاستهلاك بالسعر المحلي وقيمته بالسعر العالمي، وحسب تقديرات صندوق النقد الدولي والوكالة الدولية للطاقة بلغ اجمالي ﺩﻋﻢ الطاقة التي تشمل الوقود والكهرباء والغاز الطبيعي حوالي 492 مليار دولار في العالم للعام  2011. ويعود نصف اجمالي هذا الدعم أو حوالي 250 مليار دولار لمجموعة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وباعتبار أن الطلب ينمو على الطاقة بمعدل وسطي 4 في المائة سنوياً فان مقدار الزيادة السنوية على اجمالي الدعم في العالم يتوقع أن يصل الى 20 مليار دولار في السنة. ولقد قدرت وكالة الطاقة الدولية تكاليف دعم الطاقة في العالم بحوالي 544 مليار دولار للعام 2012 نصف هذه القيمة تعود لدعم المشتقات البترولية. وحسب الوكالة فان ترتيب المملكة هو الثاني على مستوى العالم في تكاليف الوقود والكهرباء بتكلفة اجمالية  سنوية 61 مليار دولار (46 مليار دولار للمشتقات النفطية  و15 مليارا للوقود في قطاع الكهرباء) ولم يتم حساب تكلفة الدعم المقدم للغاز الطبيعي.   الآثار السلبية لدعم الطاقةنظراً للزيادة الكبيرة في الاستهلاك المحلي للطاقة بكافة أنواعها فقد تجاوزت تكاليف دعم الطاقة في المملكة 9 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، وتستنزف تكاليف دعم الطاقة أكثر من 20 في المائة من الايرادات الحكومية. وفي كثير من الأحيان يؤدي الدعم الى إلحاق الضرر بالاقتصاد الوطني ويؤثر على ميزان المدفوعات الحكومية. كما أنه نظراً لأسعار المنتجات المتدنية قد يتأثر الاستثمار في قطاع الطاقة وينشئ حوافز للهدر والتهريب. ويحد الدعم من حوافز الاستثمار في كفاءة الطاقة والنقل العام والطاقة المتجددة ويزيد معدلات التلوث والاختناقات المرورية. تهريب الوقود يعد التهريب أحد التحديات التى تواجه دعم وقود المحروقات نتيجة اختلاف أسعار الوقود بين الدول المجاورة ما أدى الى ايجاد مشكلة كبيرة للدول الداعمة وانقلبت كثير من الاموال المراد اهداؤها لشعوب هذه الدول الى اموال ضائعة فى جيوب المهربين.  والتهريب مشكلة معقدة وليس من السهل حلها لذلك لجأ بعض الدول الى استخدام كروت ذكية لدفع النقود ولاثبات العملية الكترونياً للحد من عمليات التهريب وخفض هدر دعم الوقود الذي يلحق بالاقتصاد الوطني خسائر كبيرة. والبعض الآخر يرى ان الحل يكمن في رفع الاسعار بحيث تكون قريبة من دول الجوار حتى لا يصبح للتهريب منفذ أو زبائن ويحد من التبذير، لكن فى نفس الوقت يجب تعويض المواطنين بطرق أخرى. إن النمو الكبير وغير المبرر فى استهلاك المشتقات البترولية فى الدول التى تطبق دعم الوقود بدأ يؤرقها ويلقى بظلاله الكئيب عليها، لذلك قد يكون الدعم الذكي الحل الأمثل بحيث يصل الدعم للمواطن فقط دون تبذير أو تهريب. وبسبب الانخفاض الكبير في أسعار الديزل والبنزين المدعوم من قبل الدولة تخفيفاً على المواطن تنشط عملية التهريب مع دول الجوار، حيث باتت تسبب مشكلة تؤرق كثيرا من الدول النفطية. وعلى سبيل المثال يبلغ سعر الديزل فى دولة الإمارات حوالي 15 ضعف سعره بالمملكة. إذ يبلغ سعر اللتر من الديزل في المملكة (ربع ريال) في الوقت الذي يبلغ في الإمارات ما يعادل (3,70) ريال. وبالتالي يتم تهريب الديزل الى دولة الامارات العربية المتحدة. حيث ينقل الديزل بواسطة صهاريج سعودية كبيرة، ويتم تهريب الديزل تحت اسم (زيت الهيدروليك) بعد أن يخلط بالديزل عبر عملية كيميائية ليتم تصديره على أساس (زيت هيدروليك) ويباع في الإمارات باسم (ديزل). ويتم فصل الخليط الى ديزل وزيت هيدروليك في معامل متخصصة ينتج عنها الديزل صافياً. الجدير بالذكر ان عملية الفصل تعتبر سهلة وغير معقدة، لذلك فان عملية التهريب والفصل غير مكلفة، ومن ثم يعاد تصدير الديزل السعودي المفصول إلى الخارج. ولو افترضنا ان 200 صهريج تدخل (يومياً) بطريقة قانونية عبر الحدود والجمارك، وبشهادة تصدير وان كل صهريج تبلغ حمولته 30 طناً. ويمكن تقسيم هذه الحمولة الى 25 طن ديزل و5 أطنان زيت هيدروليك ومواد كيميائية. وبذلك يصبح ثمن الديزل فى كل صهريج حوالى ثمانية آلاف ريال سعودي، ويباع في الإمارات بأكثر من (100,00) ريال، وهذا ما يجعل العملية مربحة جداً لضعاف النفوس اللاهثين خلف الكسب غير المشروع. وتربح الحمولة الواحدة حوالى 80-90 الف ريال، وبالنسبة لعدد 200 صهريج باليوم يصبح الربح يقارب 16 مليون ريال.  أهمية توجيه دعم تكاليف الطاقةنظراً لأن جزءا غير بسيط من فوائد دﻋﻢ الطاقة ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻐير المستحقين ولغير المواطنين فان توجيه هذا الدعم يؤدي إلى إعطاء دفعة لمستوى المعيشة والرعاية الاجتماعية.  فإعادة تخصيص الموارد التي يحررها الدعم باتجاه زيادة الإنفاق العام يمكن أن تساعد على إعطاء دفعة للنمو في الأجل الطويل، ويمكن أن يؤدي توجيه الدعم الى تحسينات كبيرة في حياة الفئات منخفضة الدخل المستحقة على المدى الأبعد. وبات الدعم في بعض البلدان آفة تنخر في اقتصاديات الدول الداعمة، وتوجد تحديات أخرى لهذا الدعم مثل الاستهلاك الجائر وغير المبرر جراء انخفاض الاسعار. وايضاً ذهاب الدعم لغير الشرائح المقصودة، فعلى سبيل المثال تقوم دول الخليج العربى بدعم الوقود فى دولها وفى نفس الوقت يوجد لدى هذه الدول ملايين العمال من بلدان مختلفة قدموا بقصد العمل وكسب الرزق.  وجود هذا الكم الهائل من العمال وتحويلهم مئات الملايين خارج البلاد شهرياً بحد ذاته يرهق اقتصاد اى بلد، لكن ان يذهب جزء كبير من دعم الوقود الى هذه الشريحة الكبيرة يعني تكليف الحكومات بلايين الدولارات فقط لدعم هذه الشريحة والتى ساهمت فى ازدياد اعداد السيارات والاختناقات المرورية. ويمكن أيضا أن يسهم توجيه الدعم الى خفض عجز الميزانية، ما يحفز استثمارات القطاع الخاص ويعزز النمو. وتعزز قوة ومكانة المملكة فى تصدير المشتقات البترولية بدل حرقها بأبخس الاثمان، كما يمكن تخصيص جزء من العوائد لتأمين مصادر طاقة مستدامة بتكاليف مناسبة، لقد بات توجيه دعم الطاقة ضرورة لا بد منها. ان الاستمرار في هذا الوضع سيوجد تحديات كبيرة للمملكة، وسيخصص جزء من توجيه الدعم للمواطن فقط، ولا بد من الاستثمار فى بدائل الطاقة والنقل العام حتى يخف الضغط على النفط والغاز الناضبين. ان الدعم الكبير لأسعار المحروقات فى المملكة قد ساهم بشكل كبير في زيادة الاستهلاك بشكل غير مسبوق.  ولا بد من الاشارة الى ان الزيادة الكبيرة فى حرق النفط المباشر لتوليد الكهرباء ايضاً ستؤثر على صادرات النفط المستقبلية.  ان الحلول الحالية لتلبية تزايد الطلب على الكهرباء تنحصر في حرق الوقود السائل الثمين أو استيراد الغاز الطبيعي المسال الباهظ الثمن.  فدول مجلس التعاون الخليجي تواجه تحديات كبيرة تتمثل في الزيادة المتسارعة في الطلب على الكهرباء لمواكبة النمو الاقتصادي والسكاني الذي تشهده دول المنطقة. ولقد شهد قطاع الكهرباء نمواً في الاستهلاك يفوق 10 بالمائة سنويا في العقود القليلة الماضية. ويتوقع أن يرتفع الطلب على الكهرباء إلى ثلاثة أضعاف خلال الخمس والعشرين سنة المقبلة. وفي مواكبة ذلك تزداد أنشطة تشييد المحطات الحرارية لتوليد الطاقة عن طريق حرق الغاز الطبيعي أو الوقود السائل وحتى البترول الخام في بعض الأحيان. وفي موازاة ذلك يواجه بعض الدول معضلة تأمين الوقود اللازم لتوليد الطاقة وخاصة الغاز الطبيعي الذي يستخدم كذلك في العديد من التطبيقات الصناعية كوقود في الصناعة البتروكيماوية والألمنيوم والصلب وكلقيم لصناعة الاسمدة والميثانول. كل ذلك يؤكد انه لا يمكن الاستمرار فى تطبيق السياسات القديمة ببيع الطاقة محلياً للصناعات المختلفة بأسعار زهيدة لاتتناسب مع المرحلة الحالية، ومن ثم تحاول البحث عن مصادر للحصول على الطاقة بتكاليف خيالية. ان اتخاذ سياسات تسعيرية اكثر نجاعة وجدوى من شأنه المساعدة في ترشيد الاستهلاك وعلى تلبية الزيادة الكبيرة فى الطلب على الغاز من خلال الاستكشاف والاستثمار فى الطاقة المتجددة.