DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الأم وفلذات الكبد

الأم وفلذات الكبد

الأم وفلذات الكبد
الأم وفلذات الكبد
الحياة جميلة بكل ما فيها من جمال الانسان والطبيعة، الحياة جميلة عندما تحس بمشاعر الآخرين والحياة جميلة عندما تعيش بإحساس مرهف مُفعم بالحنان تتبادله مع الآخرين. لكِنّ أجمل ما في الحياة مشاعر وأحاسيس وعواطف أم ، الأم ينبوع المحبة والرحمة ، الأم النهر الذي لا ينضب ماؤه، الأم لا تكِل ولا تَمِل من كُثر الدعاء لأبنائها ليلاً ونهاراً في صلاتها وسكناتها وعباراتها وفي كلّ أوقاتها بالدعاء بالتوفيق والنجاح والسِتر، الام حُبها لا يشِيخ، بينما حب فلذات الكبد يشيخ في أحيان كثيرة منه تقلبات الحياة. الدنيا لمْ تتغير، تعامل فلذات الكبد مع أمهاتهم بدأ يتغير -للأسف- ليس للأحسن، بل الى الأسوأ .. لماذا ؟ هذا التغيّر بكل مقاييسه وأبعاده ليس عذراً لعقوق الأم، فالجنة تحت أقدام الأمهات.الأم أرض خصبة معطاء رغم جراحها وآلامها، فالجميع يسعد بعطائها وفضلها وحنانها، فهل نرد بما ينكّد عليها؟ فرفقا يا من لا يبالي ولا يقيم وزنا لأمهإن التغيرات والفروقات الاجتماعية والعالم أصبح قرية صغيرة من حيث وسائل الاتصال بكل أشكالها والوانها ومصادرها جميعها كان لها أثر سلبي في التعامل مع الآخرين خصوصاً الأم وهذا عكس المُتوقع من هذه الطفرة الحضارية. الأم حين تفيض عيناها بالدموع فهي تشعر بحرقة ما داخلها من ألم وحسرة على فلذات كبدها الذين لم يعرفوا معنى الأمومة، فقد جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبي (صلى الله عليه وسلم) فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صحابتي‏؟‏ قَالَ‏:‏ ‏(‏أُمُّكَ‏)‏، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَنْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ‏(‏ثُمَّ أُمُّكَ‏)‏، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَنْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ‏(‏ثُمَّ أُمُّكَ‏)‏، قَالَ‏:‏ ثُمَّ مَنْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ‏(‏ثُمَّ أَبُوكَ‏).‏‏           كلمة (أف) أصبحت كلمة مألوفة عند شريحة من فلذات الكبد فلا يعبهون ولا يخافون و لا يخجلون حين  يسمعونها لأمهاتهم أين الأدب واللين والعطف هل ماتت مشاعرهم أو تبلّدت قال الله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً * إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَر أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيما وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً).  الأم أصبحت تعاني تصرفات فلذات كبدها داخل البيت فهم موجودون بأجسامهم أما عقولهم وافكارهم فمشغولة خارج البيت. كثير من الامهات يتمنون الجلوس مع أبنائهم وتناول وجبة غداء أو عشاء، فالكثير منهم يُفضلون تناولها مع زملائهم.. لماذا ؟ هل أصبح على الأم أن تتمنى ما يفرح قلبها صعب المنال أم الابناء فقدوا معنى الأمومة. رفع الصوت على الأم اصبح امرا مألوفا عند بعض الابناء والبنات الا يعلمون إن هذا عقوق قال الله تعالى (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }. لا ترفع صوتك على أمك، واعلم أنك إن رفعت صوتك على أمك ليأتي اليوم الذي يرفع ابنك صوته عليك. وفي المقابل والحمد لله هناك فلذات كبد يعرفون كيف التصرّف الحسن الطيب مع امهاتهم من منطلق شرعي وانساني واجتماعي وهذه الشريحة من الابناء تحاول غرس هذا المفهوم في نفوس من ابنائهم ومن يتعاملون معهم.  أخيراً الأم لا تيأس من عودة ابنائها الى المعاملة الحسنه، فالغرس طيب والثمر أطيب لكن تقلبات اجتماعية أخذت الابناء عن المسار الصحيح ولا بد أن يصح الصحيح وتعود الطيور الى حضن الأمومة الدافئ ، الأم أرض خصبة معطاء رغم جراحها وآلامها، فالجميع يسعد بعطائها وفضلها وحنانها فهل نرد بما ينكّد عليها فرفقا يامن لا يبالي ولا يقيم وزنا لأمه.