DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الدرباوية شباب يخاطر بحياته

«الدرباوية».. شباب يبحث عن نفسه في عالم الأخطار

الدرباوية شباب يخاطر بحياته
الدرباوية شباب يخاطر بحياته
أخبار متعلقة
 
بات مصطلح «الدرباوية» علامة مسجلة بين الشباب والأسر، يطلقونه على من يتفننون في إضاعة الوقت في «التفحيط» بسيارات معدلة، يقودونها بجرأة زائدة ويتنافسون فيما بينهم بعمل حركات خطرة تهدد الأرواح والممتلكات ، مرتدين ملابس غريبة، ويدخنون ويتكلمون بشكل مغاير للمألوف والعادات، فقد يعلم بعضهم أنهم من فئة الـ«درباوية»، وقد لا يعلم آخرون أنهم كذلك، ولكن تستهويهم مواكبة كل غريب وعجيب , ويؤكد بعض الشباب أن موطن «الدرباوية» الكويت، وعبر الحدود تسللت إلى الخفجي، ومن ثم إلى المنطقة الشرقية وبدأت في الانتشار على مستوى المملكة. نشأ مصطلح الدرباوية من كلمة «الدرب»، وهو الطريق الذي يسير عليه الإنسان، وأصبحت تسير عليه السيارات الآن بمختلف ألوانها وأشكالها وأحجامها، وعالم «الدرباوية» غريب وعجيب يحوي الكثير من الأسرار الخطرة، والدرباوية ـ من وجهة نظر الكثيرين ـ يقومون بتصرفات شبابية صبيانية طائشة وممارسات أخرى تتجاوز الخطوط الحمراء أحيانا. ويقول محمد الذي لم يتجاوز عمره 22 عاما: «لا بد أن يتقن الدرباوي التفحيط، هناك حركات لا يقوم بها إلا درباوي محترف ومتمرس، بل ومتخصص جدا في التفحيط، حيث يقوم بالدوران بالسيارة في مكان واحد، حتى يظهر دخان كثيف من الإطارات، ولا يتوقف الحال عند هذا الحد، بل يستمر في التفحيط حتى تتفجر الإطارات على الأسفلت بسبب الدوران وحرارة الأسفلت الذي يؤثر على الإطارات فتنفجر». ويتابع الشاب الدرباوي: «أيضا لا يتوقف الحال هنا، بل يستمر التفحيط حتى تتمزق الإطارات ويبقى يسير على الحديد (الجنوط) وسط تصفيق من محبي الدرباوية الحاضرين». ومن الغرائب ــ بحسب قول أحدهم ــ أنه «لا بد أن يكون المشروب الرسمي للدرباوي «الحمضيات» الساخن، وأن يكون الشماغ الذي يرتديه الدرباوي مختلفا ويربط على شكل عصابة رأس، ويفضل أن يكون ذا أهداب». ويضيف «من علامات الدرباوية التي تدل عليهم تغيير لون السيارة بصبغة جديدة وغريبة، وتنجيد السيارة بألوان غريبة من الداخل، فيما يغطي الغبار السيارة، ولا بد أن تكون السيارة التي يستقلها الشاب قديمة وبالية ومن نوع سيارات الحوض وسيارات الهدد تحمل موديلا قديما، كما يجب أن تكون السيارة منخفضة من الجهة الأمامية، وتزود بعض (الأناتل) الأجهزة اللاقطة للإذاعة أو الصوتيات. أما التدخين والتفحيط، فهذه علامات رئيسية يتصف بها الدرباوي». البطالة كانت السبب الرئيس لتورطي في الدرباوية، لتضييع الوقت في البداية وركوب المخاطر، كما كانوا يقولون»، مضيفاً «بالفعل دخلت إلى هذا العالم الغريب الذي يصعب على أي منتم إليه أن يستمر على نظافته وأخلاقه. ويضيف الشاب احمد البدر أن  « البطالة كانت السبب الرئيس لتورطي في الدرباوية، لتضييع الوقت في البداية وركوب المخاطر، كما كانوا يقولون»، مضيفاً «بالفعل دخلت إلى هذا العالم الغريب الذي يصعب على أي منتم إليه أن يستمر على نظافته وأخلاقه. وجعلتني أفكر في حياتي التي أعيشها، وظللت أياماً تنتابني نوبات نفسية عندما أتذكر حقارتي وذنوبي التي أخجلتني من نفسي أمام الله»، معرباً عن سعادته لانتشال نفسه من كل ذلك  «، داعياً الله أن «يتقبل توبته، ويثبته على درب الصلاح والهداية».  أما الشاب « ط – أ «  فقال : «دخلت هذا المجتمع الذي وجدته كالإدمان عن طريق الأصحاب»، مضيفاً أنه كان سعيداً جداً بالتفحيط وبممارسته، إلا أنه رفض تماماً أن يدخل في غير التفحيط من ممارسات غير أخلاقية وخلافه، مؤكداً أنها «كانت فترة عصيبة جداً في حياته، وأحمد ربي أني خرجت من هذه النار الملتهبة». ويؤكد محمد السلطان أن «التقنية سهلت على الشباب كثيراً عملية البحث عن مشاهدة التفحيط»، مشيراً إلى أنهم «في السنوات الماضية كانوا يعانون من التنقل من الحي الى الحي، ومن شرقها إلى غربها، بحثاً عن تواجد المفحطين، إلاّ أنه اليوم اختلف الوضع فيه كثيراً، فعبر هذه التقنية، تتعرف على موقع التفحيط، الأمر الذي سهل عليهم ضياع الوقت». وعند سؤاله  «أليس تواجدك هنا مضيعة للوقت؟، أجاب بقوله: «لا بديل لي كي استمتع بيومي، فالأماكن العامة ترفض استقبالنا!».  

تشكيلة غريبة فى ملابس الدرباوية

 

استشاريون نفسيون: الدرباوية مراهقون يفتقدون للحب والحنان

يؤكد الدكتور محمد المقهوي الطبيب النفسي في مجمع الأمل في الدمام أنه «عند النظر في أغلب المتأثرين بظاهرة «الدرباوية» نجدهم  من الشباب عموما ومن المراهقين على وجه الخصوص، ولهذه المرحلة السنية احتياجات عدة، سواء كانت نفسية او اجتماعية او ثقافية، كما ان اشباع هذه الحاجات يعد سببا مهما  لاستقرار الشاب وتوازنه، وفي المقابل، فإن أي خلل في هذه الحاجات، سيؤدي في الغالب الى انحرافات او سلوكيات قد لا تحمد عقباها». ويشير الدكتور المقهوي  إلى أنه « من أهم احتياجات الشباب، الحاجة إلى الحب والعطف،  ويكون ذلك من خلال علاقة اجتماعية يسود فيها الشعور بالحنان والعطف والمودة، فإذا لم يتم اشباع هذه الحاجة بصورة صحيحة من الوالدين او المربين، فإن ذلك سيؤدي إلى الكثير من سلوكيات الانحراف والتصرفات غير المقبولة، إما للفت الانتباه أو السعي لإرضاء من قام بإشباع تلك الحاجة لديه». ومن الحاجات كذلك، الحاجة الى القبول، فالشاب يسعى للحصول على الرضا والتقدير من الاخرين، ويكره السخرية والاستهانة به، فإذا فقده في مكان ما، سيسعى للحصول عليه في مكان آخر حتى لو كان عند أصحاب الانحرافات والسلوكيات الخاطئة». ويضيف الدكتور المقهوي أن  «الحاجة الى الرفقة تعد من أهم الحاجات المهمة لدى الشباب، فالشاب يحب ان يكون ضمن مجموعة يشعر معها بالانتماء، ويجد فيها ما يوافق ميوله، فلابد من اشباع هذه الحاجة من خلال توفير البديل المناسب والمحاضن التي تحوي الشباب»، مؤكداً أنه «في التعامل مع هذه الظاهرة أو غيرها من الظواهر الشبابية، لابد من مراعاة اشباع هذه الحاجات وغيرها والتي من خلالها يحصل الشاب على التوازن النفسي والاستقرار في سلوكياته وتصرفاته».

 

المقبل: عقوبات رادعة في حق المفحطينأعلنت الإدارة العامة للمرور عن بدء تطبيق العقوبة المرورية بالسجن مدة لا تقل عن ستة أشهر وغرامة مالية لا تقل عن خمسة آلاف ريال عقوبة على كل مفحط يتسبب في إصابة، ومخالفة من يتسبب في وفاة بالسجن مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن عشرة آلاف ريال ومن ثم إحالة القضية للجهات الشرعية لأخذ الحق الخاص للمصابين أو دية للمتوفين والنظر في مصادرة المركبة ، ويؤكد اللواء عبد الرحمن بن عبد الله المقبل مدير الإدارة العامة للمرور «حرص جهاز المرور على تطبيق تلك العقوبات بكل حزم وصرامة وبدون تهاون وذاك حفاظاً على الأرواح والممتلكات العامة من ظاهرة تشكل قلقاً لأي مجتمع تنتشر فيه»، وطالب اللواء المقبل الجميع بـ «الالتزام بالأنظمة التي تكفل الحفاظ إيجاد مجتمع مروري آمن»، مناشداً أولياء الأمور متابعة أبنائهم الذين هم ركيزة وأمل مستقبل هذا الوطن.

 

ضرورة توفير الأماكن المخصصة للهواة يقول  تركي العود: إن «هذه الظاهرة تحتاج إلى حلول من شأنها الترفيه عن الشباب، من خلال توفير الأماكن المخصصة لها، كي لا تتعرض أرواح الناس للخطر»، داعياً إلى «أهمية استغلال التقنية في المجال التوعوي والتحذيري عن مخاطر هذه الظاهرة المشينة، والتي وصفها بالانتحار». ويواصل ولي الأمر « نحن الآباء يجب أن نراقب ونرفض مثل هذه السلوكيات، ولكن يجب أن تساعدنا الجهات الأمنية كالمرور والدوريات ». أما طلال الشملاني (ولي أمر) ، فيقول: إن « الدرباوية أصبحت موجودة ــ بكل أسف ــ في كل الأحياء وفي أغلب المنازل، وأحيانا أولياء الأمور لا يعرفون عنها شيئا رغم أنه يشاهد تغيرات على سيارة ابنه، ولكن عندما يسأله يقول له: إنها زينة وما شابه ذلك، إضافة إلى أن البعض لا يخاف من ولي أمره، وهذه حقيقة مزعجة». ووافقه الرأي طلال السبيعي بقوله: «نعم نحن أولياء الأمور نتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية، ويجب على الجميع الانتباه لكي لا نخسر الأبناء».

 

أغلب حوادث الوفاة بسبب التفحيط

 

علماء الدين: المفحط متسبب في قتل نفسه أو في ضرر غيره يقول الشيخ ابراهيم صقعوب من فرع الدعوة والارشاد في مدينة الخبر: إنه من «نعمة الله تعالى على عباده أن هيأ لهم من الأسباب والأرزاق ما يعينهم على تحقيق الغاية التي خلقوا من أجلها وهي عبادة الله تعالى، وهذه النعم تحتاج  إلى القيام بالشكر حتى تدوم وبالشكر تدوم النعم، ومن نظر فيما نتقلب فيه من النعم أدرك عظيم فضل الله علينا». ويضيف «ولكن كم نخشى أن تنقلب هذه النعم إلى استدراج بالعذاب حين نقابلها بكفران النعمة، ولقد ضرب الله  في كتابه حال قوم كفروا بالنعمة، فأذاقهم الله العذاب، وقال تعالى «وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع الخوف ..) ومن كفر النعمة ما نراه في واقع حياتنا من ظاهرة تسمى «التفحيط «، فكم قتلت من نفوس  وأتلفت من أموال, وضيعت من أوقات, ولا يخفى ما فيها وما في حضور مواطنها من استغلال ضعاف النفوس للشباب في دفعهم إلى الرذيلة وتعاطي المسكرات والمحرمات والواقع يشهد بذلك، وقد سئل ابن جبرين ما حكم من مات وهو يفحط أو يشجع التفحيط؟ فقال يرحمه الله: «لا شك أن هذا التفحيط مخاطرة وتعرض للهلاك, ولما فيه من الضرر وارتكاب للخطأ، فلا تجوز هذه الظاهرة ويحرم هذا الفعل، ومن مات بهذا السبب، فهو متسبب في قتل نفسه أو في ضرر غيره، ويأثم من يشجعه أو يمدحه لذلك». ويوجه الشيخ صقعوب نصيحة إلى الشباب قائلاً: «يا جيل الشباب أمتكم تنتظر إبداعكم, وسعيكم كل في مجاله حتى تنهض الأمة وتعود لسابق مجدها .