العضل: لقب «عانس» يعكر للفتاة حياتها ولابد من استبداله
يقول ياسر عبدالله العضل المستشار الأسري في مركز التنمية الأسرية في الدمام انه « من أشد انواع العنف المعنوي ما يصيغه المجتمع ضد المرأة، وذلك عندما يطلق عليها لقب «عانس»، فلو استخدم المجتمع مصطلحاً اكثر رقة مثلاً «تأخر الزواج» أو «تأخر
سن الزواج»، لوجد لذلك قبولاً لدى كثير من الفتيات»، موضحا ان «ظاهره تأخر الزواج عززت شعارا لدى بعض الفتيات يقول «أتزوج حتى لو طلقت في اليوم الثاني»، حتى تهرب من وصمة العنوسة». وتابع «العامل الاقتصادي والعادات والتقاليد والرواسب الثقافية ومواصفات اختبار الزواج جعلت هذه الظاهرة هاجسا مرعباً يدق على اعصاب كثير من الفتيات، ولا تزال هذه المشكلة أو الأزمة تعرض نفسها بقوة، فقد كشفت الاحصاءات الاخيرة عن قرابة مليون ونصف المليون حالة «تأخر زواج» في المملكة العربية السعودية, مما يتطلب موقفا صارما يفرض على المجتمع، ولا يزيد عن الحد المتوسط للناس, كذلك مبادرات واسهامات من رجال الأعمال بمشاريع استثمارية, وإقامه البرامج التوعوية عبر وسائل الاعلام، كما ان التعدد امر مشروع ينبغي نشره وتقبله من اجل المحافظة على البناء الاجتماعي والأسري»
فتيات يبالغن في اختيار شريك الحياة وتقول "خ . محمود" موظفة فى القطاع الخاص " أنا لا أؤمن بعبارة فات قطار الزواج، لان هذا مرتبط بالقضاء والقدر، وهذا شيء مكتوب، وانا عندي ثقة في النفس طالما اني ناجحة فى عملي وأسرتي"، مضيفة " انه من أسباب العنوسة ان بعض الفتيات يبالغن فى اختيار شريك حياتهن، مثل احلام خيالية التي ترسمها بنت مثل ان يكون وسيما أو غنيا أو يكون ذا منصب اجتماعي كبير، أضف الى ذلك المبالغة فى إكمال دراستها حتى تكون لها وجود قوي وفعال في المجتمع، لإثبات ذاتها". وتضيف "أما التعدد الذي يعتبر من الحلول للقضاء على العنوسة، فهو حق أعطاه الله للرجل، ويجب أن يكون هذا الرجل مقتدرا مادياً وعادلا حتى لا يضيع حق الزوجات ويضيع أبناؤه من التعدد، إذا وجد الرجل في نفسه القدرة على العدل والتوفيق بين زوجاته، فعليه أن يطبق التعدد".
سن "العنوسة" يختلف طبقاً لطبيعة المجتمع ويشير الخبراء الى ضرورة أن يواجه المجتمع مشكلة العنوسة مواجهة حقيقية، لأنها تشكل مشكلة اجتماعية خطرة لو تركت ستؤدي الى تفكك تماسك الاسرة التي هي لبنة المجتمع الاساسية التي تحسدنا عليها بقية المجتمعات غير المسلمة". وأضاف الخبراء ان " مشكلة العنوسة أو تأخر زواج الفتاة تعد من المشاكل الاجتماعية التي أصبحت تعاني منها البلاد العربية بشكل كبير، وقد يختلف البعض عند تحديد سن "العنوسة"، وهذا يكون بناءً على المفاهيم المتعارف عليها لسن الزواج بالنسبة لكل شريحة في المجتمع، فنجد أن المجتمعات الريفية وأهالي القرى تعتبر أن تجاوز الفتاة لسن العشرين من عمرها يعتبرعنوسة، أما المجتمعات المتمدنة، فتحدد الثلاثين وما بعدها نظراً إلى أن الفتاة يجب أن تتم تعليمها فى الجامعة وتحصل على أعلى الشهادات قبل الارتباط والإنجاب وبدء معترك الحياة الزوجية.
مطالبات بإيجاد طرق إيجابية لـتـوعـيـة المجتمع بخطورة الظاهرة
التوعية لها دور فى التعريف بخطورة الظاهرة
تقول نور ان « القنوات التلفزيونية والمجلات، أفسدت الشباب، فجعلتهم لا يصلحون لإقامة البيت، وأخبرتهم أن هناك شيئا يسمى الجمال ولا يوجد إلا في أصحاب الشعر الأشقر والعينين الزرقاوين». وتضيف «بعض اولياء الامور يمنعون بناتهم من الزواج في سبيل المكاسب المادية من وظيفتها أو طمعا في مهور خيالية». وأهم الحلول ـ والكلام مازال لنور ـ «ايجاد طرق إيجابية شاملة لـتـوعـيـة المجتمع من الناحية الثقافية، مثل الندوات والمحاضرات او جمعيات تساند الشباب والشابات، ومحاربة جميع العادات الرجعية، ولابد من وجود دور للمؤسسات الاجتماعية والحكومية والخاصة في معالجة العنوسة»، موضحة أنه «لهذه المؤسسات دور لا أصفه بالفعال، ولكنه الخيط الذي تتعلق به مجتمعاتنا في ظل انتشار العنوسة وعزوف الشباب عن الزواج، وانطلاق افكار غربية وشعارات هدامة تدعو بشكل خفي إلى تفكيك الأسرة، فهذه الجمعيات والمؤسسات سواء الحكومية منها أو الخيرية تقوم بتوعية الاسرة والمجتمع، ايضا تقدم مساعدات مالية أو حتى لو تجهيزا مبدئيا وبسيطا للمتزوجين لبناء عش الزوجية».