DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«العرب في ديارهم» مرآة الحياة العربية في مطلع القرن العشرين

«العرب في ديارهم» مرآة الحياة العربية في مطلع القرن العشرين

«العرب في ديارهم» مرآة الحياة العربية في مطلع القرن العشرين
«العرب في ديارهم» مرآة الحياة العربية في مطلع القرن العشرين
أخبار متعلقة
 
حينما نتحدث عن العرب، فإننا نتحدث عن تاريخ موغل في العمق البشري، فهم مؤسسو هذه الحضارة التي ننعم بخيراتها، وإليهم يرجع الأس والأساس في التاريخ البشري وفي إدارة الأحداث وفي الثقافة والعلوم والحضارة وغيرها. كانوا وما زالوا حلقة مهمة من حلقات التطور البشري، فتارة يقوى دورهم، وتارة أخرى يخف، حسب الظروف السائدة، ولكنهم في المجمل، لبنة من لبنات التطور الحضري والمعرفي والتاريخي والبشري أجمع. كتابنا لهذا اليوم  يتحدث عن العرب في ديارهم، جاء تحت عنوان» العرب في ديارهم»وهو من إصدارات دارة الملك عبد العزيز ــ طيب الله ثراه ــ وهو من تأليف الطبيب بول وهاريسون، ترجمه للعربية الدكتور محمد بن منير الأصبحي، وهو كتاب من القطع المتوسط، وتبلغ عدد صفحاته مئتين واثنتين وثمانين صفحة. تحدث المؤلف في بداية كتابه عن الصفات الجسمانية والخلقية للعربي، ثم تحدث عن الصفة الملازمة للعرب وهي كرم الضيافة، ثم أسهب في الحديث عن مجتمع الصحراء وباديتها، حيث تحدث عن أسلوب حياتهم، كما تحدث عن حياتهم العائلية وعاداتهم الاجتماعية. ثم تحدث عن مجتمع الواحات في المنطقة الشرقية حيث الزراعة، والأساليب المتبعة في ريها، وأسهب في زراعة النخيل والعناية بها، كما تناول الحرف والصناعات والتعاملات التجارية السائدة في المجتمع، ولم ينس الحديث عن غواصي اللؤلؤ ورحلاتهم الشاقة الممتدة لخمسة أشهر أو أكثر نحو أعماق الخليج لصيده. بعدها تحدث المؤلف عن منطقة عمان الجبلية، حيث صور حياتهم الاجتماعية والاقتصادية، كما رحل لشمال الخليج العربي، حيث تحدث عن عرب الرافدين وأساليبهم الزراعية والتجارية، أردف بعد ذلك حديثه عن طريقة الأتراك وحكمهم، كما تعرض للتنظيمات البريطانية في المنطقة. ومن الملاحظ أن المؤلف ركز في حديثه في كل كتابه عن الطب والجراحة في الجزيرة العربية، حيث تحدث عن أبرز الأمراض المنتشرة في هذه المنطقة، وبين طرائق المعالجة التي برع فيها أهل الجزيرة العربية، كعلاج الكسور والبواسير وانحراف الأهداب وغيرها من الأمراض، حيث أكد أن العرب نجحوا في علاج هذه الأمراض على الرغم من بدائية أدواتهم وقلة خبراتهم في ذلك الوقت. ومن خلال تصفح الكتاب يلاحظ أن المؤلف معجب اعجاباً شديداً بالملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية ــ طيب الله ثراه ــ وشخصيته القيادية وإنجازه الحضاري الكبير في توحيد البلاد الشاسعة، وحرصه الشديد على تقديم الرعاية الصحية لأبناء شعبه، وسعيه المتواصل للنهوض بمملكته الفتية، والاستفادة الحكيمة مما وصلت إليه الدول المتقدمة في مختلف المجالات الحيوية التي انعكست إيجاباً على هذه البلاد بالخير العميم والتطوير المستمر. وقد ذيل المؤلف كتابه بثلاث وخمسين صورة تمثل مشاهداته في كل من بلاد الجزيرة العربية وعمان وبلاد الرافدين والبحرين والكويت، وتنوعت مواضيع هذه الصور ما بين صور شخصية وصور لمنازل ومساجد ومستشفيات وصور أخرى لبعض المناسبات الدينية والاجتماعية التي تكون في المجتمع العربي. وفي المجمل فإن هذا الكتاب يعتمد أسلوب القصة المشوقة في سرد الأحداث والمشاهدات التي مرت على المؤلف، كما يعتمد في كثير من الأحيان على الوصف الدقيق لمشاهداته ونقل انطباعاته، وهو أسلوب محبب للقارئ، يرسخ في النفوس ولا يبعث على الممل في القراءة.