تشهد فعاليات مهرجان «سوق هجر» التراثي بالأحساء حضورا مكّثفا للجماهير، فيما زار يوم الاحد القنصل الأمريكي بالظهران «جوي هود» والوفد المرافق له مقر المهرجان، بحضور رئيس الغرفة صالح العفالق، فيما اجتذبت الفعاليات المنوعة والتي تستمر لمدة أسبوع، وحظي المعرض الأثري التشكيلي لحضارة مدينة الجرهاء المفقودة باهتمام الجمهور.
القنصل الأمريكي يسجل إعجابه..في حين أبدى القنصل الأمريكي بالظهران «جوي هود» إعجابه بمهرجان «سوق هجر» وما يقدمه من فعاليات متنوعة تعكس واقع المنطقة التاريخي، وقال في تصريح خاص لـ «اليوم»: «إنني وبكل صراحة لم أكن أتوقع أن يكون هذا المهرجان بهذه الجودة وتوقعت في البداية انه مجرد عروضات حرفية ولكن اتضح لي انه مهرجان رائع يعيد تاريخ منطقة الاحساء ويعلم أبناءها والأجيال عن تاريخ منطقتهم وهي المنطقة التي لها تأثير كبير جدا في صناعات تاريخ المملكة، وقال إن أكثر شيء أعجبني في المهرجان هو توثيق تاريخ الاحساء وان هذه المنطقة أدت دورا كبيرا جدا في صناعة تاريخ المنطقة»، مضيفاً «ان زيارتي لمثل هذه المهرجانات في الاحساء لم تكن الأولى وقد سبق أن زرت مهرجانات الاحساء وزرت حوالي 6 مهرجانات منها مهرجان ارامكو الثقافي، وأنا مسرور كثيرا بزيارتي لهذا المهرجان بدعوة من رئيس الغرفة التجارية بالاحساء صالح العفالق، ومن رئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان عبداللطيف العفالق، فكل الشكر لهما على هذه الدعوة»، وتجول القنصل على أركان المهرجان واستمع لشرح مفصل من قبل الرئيس التنفيذي للمهرجان، كما تم تقديم دروع تذكارية له من قبل رئيس الغرفة التجارية بالاحساء بهذه المناسبة.
زوال مدينة الجرهاء..في حين تبرز حضارة مدينة الجرهاء القديمة كاملة من خلال معرض للوحات التي صنعها الكلدانيون قبل الميلاد، حيث يتنقل الزائر بينها بخياله إلى تلك الحضارة العظيمة بجميع جوانبها الحياتية والاقتصادية ومحيطها الجغرافي، وتعرض اللوحات نماذج من أشكال
أوضح البسام، علاقات دولة الجبور مع الشرق والعرب في القرن الخامس عشر، مقدما نبذة لوثائق تاريخية عن الاحساء ورحلة السندباد الصيني للمنطقة وعلاقة الموقع بالوثائق الصينية والهندية ودور علماء المغرب العربي واستقطابهم.الأدوات الحضارية الجرهائية القديمة والتي من بينها العملات المعدنية المتنوعة، وحرص المنظمون علي اقامة المعرض في الرواق الشمالي من قصر إبراهيم بجوار مقهى الملك «شوزبي» الذي يحتضن جملة من الفعاليات الثقافية المتنوعة والتي تشهد حضوراً لافتاً، واستقطبت اللوحات المتنوعة جماهير السوق من مختلف الأعمار بهدف التعرف على حضارة الجرهاء القديمة، حيث تبرز اللوحات بشكل واضح الحياة التجارية النهرية والبحرية لسكانها، إلى جانب صور السفن الراسية في مدينة بابل، بالإضافة إلى شرح الأسباب التي أدت إلى اندثار حضارة الجرهاء، ومنها مزاحمة اليونانيين وتحّول خط التجارة البحري من الخليج العربي إلى البحر الأحمر، وتوضح اللوحات خرائط طرق التجارة البحرية والبرية وأهم المراكز، كما تظهر العملات المعدنية المتداولة في تلك الحقبة بخصائص فنية مميزة، فهي محدبة نسبيا ومقعرة الوجهين وخالية من الرسومات والنقوش على عكس العملات السوقية في تلك الفترة.
250 طفلا يشاركون في ساعة الأرض..شارك أكثر من 250 طفلا ممن حضروا المهرجان في ساعة الأرض الذي أقيم على المسرح الخارجي ونظمت جامعة الملك فيصل بتوجيه وكيل الجامعة للدراسات والتطوير وخدمة المجتمع الدكتور احمد الشعيبي، ومتابعة مشرف إدارة الإعلام والعلاقات العامة الدكتور عبدالعزيز الحليبي، والمشرف العام بإدارة الشراكة المجتمعية الدكتور مهنا الدلامي، حيث تم خلالها توزيع 500 تي شيرت وعدد 500 علم يحمل شعار ساعة الأرض 2013م وعدد 1000 بروشور من إعداد الجامعة يحمل معلومات هامة عن ساعة الأرض كونه اكبر حدث بيئي عالمي، حيث يقوم السكان في أنحاء العالم بإطفاء الأضواء الكهربائية لمدة ساعة واحدة لمواجهة عوامل تغير المناخ، فيما قدم المشاركون لوحة معبرة للتعريف بساعة الأرض وتاريخها الذي بدأ في مدينة سيدني بإستراليا عام 2007م، والأهداف الإستراتيجية لساعة الأرض والأنشطة التي بالإمكان فعلها في ساعة الأرض.
رحلة السندباد الصيني للاحساء.. كما تفاعل زوار مقهى «الملك شوزبي» الثقافي مع فعاليته والتي أدارها المهندس عبدالله المقهوي، وعميد كلية الآداب بجامعة الملك فيصل الدكتور علي البسام، وأستاذ التاريخ القديم الدكتور مدحت هريدي، حيث أوضح البسام، علاقات دولة الجبور مع الشرق والعرب في القرن الخامس عشر، مقدما نبذة عن وثائق تاريخية عن الاحساء ورحلة السندباد الصيني للمنطقة وعلاقة الموقع بالوثائق الصينية والهندية ودور علماء المغرب العربي واستقطابهم، فيما تناول الدكتور مدحت هريدي، دور مدينة الجرهاء التجاري والحضاري وتحديد موقعها الجغرافي وفقاً للنصوص اليونانية القديمة.
6030 معاقا مسجلاً بالجمعية..ولعب ركن جمعية المعاقين بالاحساء المقام بالمهرجان دورا هاما في تعريف المجتمع والزوار بما تقدمه الجمعية وما وصلت له من انجازات وأرقام متقدمة من خلال شرح مفصل قدمه «محمد العثمان، وهيثم الرميح، وعبدالله الصقر»، حيث كشفت إحصائية الجمعية الأخيرة أن عدد المستفيدين بحسب نوع الإعاقة بلغ 6030 معاقا بنسبة 61 بالمائة من الذكور، فيما بلغت الإعاقات البصرية والحركية والسمعية والعقلية والتشوهات الخلقية والتوحد 43 بالمائة، وأشار التقرير الى دور الجمعية في طلبات التوظيف والتدريب الزراعي بالتعاون مع هيئة الري والصرف وتوظيف عدد من الخريجين في بعض المؤسسات والشركات الخاصة، وتدريب 20 شخصا هذا العام في المجال الزراعي وحصولهم على شهادات تخرج معتمدة، كذلك الشراكة الناجحة مع جامعة الملك فيصل ودورها الملموس من خلال تخصيص 20 كرسي مجاني لهذه الفئة بنظام التعليم عن بعد.
2000 نشرة توعوية لـ»إطعام»..وأبدى زوار المهرجان تفاعلهم مع ركن جمعية «اطعام» الخيرية تحت اشراف منسقة الجمعية بفرع الاحساء عواطف العميرين، حيث قامت المتطوعتان «لطيفة الخلوف وهاجر المعاوي» بتقديم شرح واف عن نشر ثقافة حفظ النعمة والتفاعل مع القائمين على المناسبات، وأكدت العميرين أن هناك تفاعلا مع الجمعية، حيث تم مباشرة العديد من المناسبات والاستفادة من الطعام وتوزيعه على المستفيدين من خلال فرق ميدانية متخصصة تقوم بهذا العمل عبر تلقي اتصال بذلك، مؤكدة ان المهرجان شهد توزيع أكثر من 2000 نشرة توعوية تخص الجمعية ودورها في نقل هذه الرسالة للجميع، لافتا الى ان نسبة التفاعل مع الجمعية تجاوزت 90 بالمائة، بما يعكس حرص الجمعية على المشاركة في مثل هذه المهرجانات من اجل التوعوية والحث على حفظ النعمة.
عائلات خليجية تزور المهرجان.. في حين لم يقتصر المهرجان على زيارة العائلات السعودية فقط، حيث استطاع المهرجان أن يجذب العديد من الزوار بكافة مدن ومناطق المملكة ومن أبناء دول مجلس التعاون ممن حضروا لمتابعة البرامج والفعاليات والتعرف على أسرار مدينة «الجرهاء» التاريخية، وأكد محمد المري، من دولة قطر انه فوجئ كثيرا بهذا العمل وما يقدم من تاريخ يحكي واقع الاحساء عبر الأركان المتنوعة وفي موقع له تاريخ عريق.
جذور الحضارة وإحياء التاريخ.. من جانبه أكد رئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان عبداللطيف العفالق، أن السوق يعد جزءًا من جذور الحضارة التي يختزنها الوطن، مبينا أن تنظيم سوق هجر يعكس عدة أهداف من بينها إحياء تاريخ منطقة الأحساء العريقة وتعزيز الهوية والانتماء الوطني وإبراز التراكم الحضاري لإنسان هذه المنطقة، كذلك توضيح الثقافة تاريخية للزوار من خلال الاطلاع على الحرف المهملة في الوقت الحاضر وإبراز حقها في المشاركة، منوها إلى أن كافة الفعاليات والبرامج المقدمة نابعة من الرسالة التاريخية التي تم اختيارها بعناية ليحقق المهرجان رؤيته في السياحة الثقافية واحياء تاريخ الاحساء القديم.
مشاهدات من المهرجان.. - على الرغم من هطول الأمطار إلا أن هناك الكثير ممن فضلوا الحضور للمهرجان والاستمتاع بالفعاليات.
- القنصل الأمريكي حرص على تناول القهوة العربية والخبز الأحمر في مجلس الضيافة.
- استخدم الزوار المظلات للتنقل من مكان لآخر بسبب هطول الأمطار.
- فرقة شباب المبرز للفنون الشعبية خطفت الأضواء بتقديمها ألوانا فلكلورية شعبية تفاعل معها الحضور.
- حرص زوار المهرجان من صغار وكبار على التقاط الصور في الأركان المختلفة وخصوصا التاريخية منها.
- الفريق الابيض سجل انتصارا على الفريق الأحمر في مسابقة الطبخ للسيدات في إعداد شوربة الخضار.
- وفد من برنامج رحلة الشرقية للفتيان قاموا بزيارة المهرجان وسجلوا إعجابهم الكبير بما شاهدوه من فعاليات وبرامج.
