الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة وعبادة مالية وبدنية, ورحلة فريدة في عالم الأسفار , له من الحكم والعظات ما ينهل منها المسلم فمن حكمة التوحيد إلى حكمة الوحدة والأخوة والتآلف إلى حكمة التدبر والفكر.
الحج عبادة مفروضة وأفعال مخصوصة , وتوسيع لدائرة الفكر والمعرفة والاطلاع وتدريب المرء على احتمال المتاعب والمشاق, واكتساب فضيلة الصبر ودلالة على اوثق الروابط.
به تتهذب الأخلاق, وتزكو النفوس وترق القلوب وتذرف الدموع ما اجمل معانيه, وأنبل فعاله, وما أسمى آياته, كف عن الأذى وبُعد عن الفسق , واجتناب اللهو والمتع الزائفة , وضبط النفس عن الجدال والخصام والمراء, ينخلع المسلم من حياة الترف إلى حياة من نوع خاص –دينا ودنيا- سمتها التواضع وطابعها المساواة وفعالها الاحسان والبر بعمومه, لا معنى لكبرياء النفس وغلو الحياة إنما هو الجهاد والتوبة والاستغفار انها رحلة فريدة بدايتها عزيمة صادقة ووجهتها عمل للآخرة ورجاء وعفو ومغفرة وانابة واظهار للعبودية لمن انفرد بالألوهية – انها رحلة الايمان .به تتهذب الأخلاق, وتزكو النفوس وترق القلوب وتذرف الدموع ما اجمل معانيه, وأنبل فعاله, وما أسمى آياته, كف عن الأذى وبُعد عن الفسق , واجتناب اللهو والمتع الزائفة , وضبط النفس عن الجدال والخصام والمراء فهذا التجرد له معانيه, والتلبية لها مقاصدها, والطواف له مفهومه التعبدي, والسعي والذكرى الخالدة واقامة المشاعر ودحر الشيطان, وذبح هوى النفس , معان تتجلى يوما بيوم, مناسك شرعها الاسلام الحنيف.. تؤديها جموع حاشدة مؤمنة بربها وداعية ..
لبيك لبيك ضج الركب وانطلقت..
جموعه والنشيد العذب يدفعه
اصداؤه في فجاج الأرض صاخبة..
واليد في رحبها نشوى ترجعه
وفي الجوانح من وجد ومن وله..
ما جاش في النفس حتى فاض منزعه
ما الصبح ما رقه الانداء ضاحكة ..
ما الزهر في الروض ازكاه واضوعه
انقى واجمل من ترداد تلبية
يشدو بها محرم والكون يسمعه
هكذا يعيش الحاج سعادته وبين جوانحه اشراقات تعبدية خالصة يملأ النفس بها غنى ورضا وتسليماً وطمأنينة وتوحيداً ولعل سر السعادة التي تغمر قلب المسلم في حجه ما يراه من الآيات العظام والأمن والايمان في ظل حشود مجتمعة خاشعة متذللة راغبة فيما عند الله ..
رباه.. هذا البيت خالصاً
ومعالم التوحيد منه صراح
ارنا مناسكنا على النهج الذي
يرضيك عنا ليس عنه براح