الطيور مهما ارتفعت في طيرانها أو هاجرت من موطنها فهي لا بد وأن يكون لها وطن. فالطيور دائما ترجع إلى أعشاشها. أي أنه حتى الطيور لا بد لها من وطن. ومن الصعوبة أن نتخيل رجلا أو امرأة ليس لهم وطن.
والأصعب من ذلك هو أن تكون مولودا في بلد عاش فيه آباؤك وأجدادك ولكن لا يتم اعتبارك مواطنا. ولا أعلم من أين أتت كلمة (بدون). فكيف يتم التعامل معهم وما الواجبات المفروضة عليهم. فأنت لا تستطيع مطالبة إنسان بواجبات إذا لم تعامله على أساس المواطنة.لماذا لا نسأل لماذا وكيف أصبح لدينا من يطلق عليهم (بدون). فلا يوجد معضلة إلا ولها حل. ويجب أن نسأل عن معنى كلمة (بدون) قبل أن نطلقها على من تربى على أرض هذه الأرض الطاهرة.أنا لا أعلم كم عدد من أطلق عليهم مسمى كلمة (بدون). فهذه المسألة من الضروري معالجتها, لأن الانتظار يزيد من تعقيد المشكلة. فمهما كان عدد من يطلق عليهم مسمى البدون قليلا, فإن عددهم سيزيد. ولذلك لا بد من وضع دراسة شفافة لكيفية تذويبهم في المجتمع ولو تدريجيا. لأنه من الصعوبة على المرء وعلى الوطن أن يتواجد في ظهرانيه رجال ونساء ممن ليس لهم أي وضع عام في الوطن. وكذلك قد يتم النظر لهم نظرة دونية من المجتمع وهذا له تأثير نفسي وخاصة أنه لا يعلم ما هو وضعه الحقيقي. ان الخير والحمد لله موجود في هذا البلد. ولذلك هناك طرق كثيرة لتذويب أي شريحة من الناس في المجتمع مهما كان عددهم. ولا أزال أتذكر مقابلة أحد القادمين من مدينة شرورة. وقد صادف أن تحدثت معه وقد رأيت الدموع تذرف من عينيه وهو يحدثني عن حبه لتراب هذا الوطن وتعلقه به ولكنني لم أفهم ماذا كان يقصد لأنه كان يتحدث عن شيء غير مفهوم لما تعودت عليه. فقد سمعت الكثير ممن يتحدث عن الفقر أو عدم القبول في جامعة. ولكنني علمت لماذا كان يذرف الدموع. فقد علمت أنه جزء من هذا الوطن ولكنه ليس بمواطن وأخبرني بأنه ممن يسمى (بدون). ولكن لا أعلم ما معنى أن تكون (بدون). ففي هذا الحالة لا يعرف كيف يتحدث أو عن ماذا يتحدث. ومن السهولة أن يكون من يطلق عليه (بدون) أن يكون في حالة نفسية غير مستقرة ويكون من الناس غير المرتبطين بواقع محدد. لماذا لا نسأل لماذا وكيف أصبح لدينا من يطلق عليهم (بدون). فلا يوجد معضلة إلا ولها حل. ويجب أن نسأل عن معنى كلمة (بدون) قبل أن نطلقها على من تربى على أرض هذه الأرض الطاهرة.