DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

قصر العروبة المصري .. 100 سنة من الملكية إلى الجمهورية الثانية

قصر العروبة المصري .. 100 سنة من الملكية إلى الجمهورية الثانية

قصر العروبة المصري .. 100 سنة من الملكية إلى الجمهورية الثانية
قصر العروبة المصري .. 100 سنة من الملكية إلى الجمهورية الثانية
أخبار متعلقة
 
عندما أذيعت أول صورة للرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى من داخل مكتب رئيس جمهورية مصر العربية بقصر العروبة, أصيب سلفه الرئيس المحبوس حسنى مبارك بصدمة نفسية ,وهو أمر مبرر فقد ارتبط قصر العروبة بالرئيس السابق حسنى مبارك ارتباطا وثيقا على مدارتاريخه السياسي منذ كان نائبا حتى قيل أن قصر العروبة أصبح من الممتلكات الخاصة لمبارك , لا سيما بعد أن اتخذه مقرا رسميا لرئيس الجمهورية منذ الثمانينات. ولاشك أن تداخل مشهد خروجه منه يوم تنحيه عن حكم مصر ,ومشهد دخول مرشح الإخوان الفائز فى الانتخابات الرئاسية كأول رئيس مدنى لمصر يثير شجون الرئيس السابق , وفى كلتا الحالتين يبقى قصر العروبة العنصر المشترك الشاهد على الأحداث والأشخاص . أشهر التحف المعماريةويعد قصر العروبة من أشهر التحف المعمارية الموجودة فى منطقة مصر الجديدة ويتجاوز عمره المائة عام وقد استغرق بناؤه عامين تقريبا  وصممه المهندس البلغارى إرنست جاسيرعلى الطراز الأوروبى الكلاسيكى ليكون أفخم فندق فى القارة الأفريقية فى عصره وقد تم افتتاحه عام 1910 تحت ادارة فرنسية وكان قبلة لصفوة السائحين من شتى أنحاء العالم منهم الملك ألبيرالأول والملكة إليزابيث . مستشفى عسكرىفى الحربين العالميتين الأولى والثانية بدأت علاقة فندق العروبة بالسياسة عندما حوله الإنجليزالى مستشفى طبى لمعالجة جنودهم فى الحرب . ولما قامت ثورة يوليو كان قصر القبة هو المقر الرسمى لرئيس الجمهورية وتم إغلاق قصر العروبة طوال حقبة الستينات بعد تأميمه ليصبح بعدها مقرا للإدارة الحكومية ثم مقرا لإتحاد الجمهوريات العربية خلال فترة الوحدة المصرية السورية الليبية فى بداية السبعينيات وهو ما كان سببا لتسميته بقصر الإتحادية . وعندما تولى الرئيس مبارك الرئاسة أصبح قصر العروبة المقر الرسمي لرئاسة الجمهورية, وتحولت المنطقة المحيطة بالقصر إلى ثكنة عسكرية بكل ما تعنيه الكلمة من موانع ومحاذير حتى على أبناء المنطقة أنفسهم الذين يعتبرون وجوده بمثابة إزعاج كبير لهم خاصة وأنهم ممن ينتمون للفئة الأرستقراطية التى سكنت منطقة مصر الجديدة منذ سنوات طويلة بحثا عن الخصوصية والهدوء وبعيدا عن صخب المدينة.فى الحربين العالميتين الأولى والثانية بدأت علاقة فندق العروبة بالسياسة عندما حوله الإنجليزالى مستشفى طبى لمعالجة جنودهم فى الحرب . ولما قامت ثورة يوليو كان قصر القبة هو المقر الرسمى لرئيس الجمهورية وتم إغلاق قصر العروبة طوال حقبة الستينات بعد تأميمه ليصبح بعدها مقرا للإدارة الحكومية .400 غرفةوحتى وقت قريب كان محظورا على المصريين ليس الدخول بل مجرد الاقتراب من بواباته حتى يوم تنحى مبارك حينما زحف الثوار وحاصروا القصر بمدرعاته الحامية له.وصول مرسي وبعد وصول الدكتور محمد مرسى لسدة الحكم فى مصر تحول القصر الجمهورى إلى ساحة للشعب حينما فتحت أبوابه لأسر الشهداء وغيرهم من المصريين كما أصبحت تقام أمامه الوقفات الإحجاجية المختلفة . وإذا كان قصر العروبة يبدو من الخارج بناء مهيبا عريقا عبر أكثر من قرن من الزمان فإن مكوناته من الداخل تؤكد عراقته وأصالته وجماله كبناء معمارى له قيمة فنية رفيعة المستوى .  وهو عبارة عن فيلا من دورين مساحتها 1377 متراً مربعاً ومحاطة بحديقة مساحتها 1148 متراً مربعا و يحتوى على قاعات شديدة الفخامة تزينها ثريات من الكريستال الضخم وتبلغ مساحة القاعة الرئيسية فى القصر 985 مترا مربعا تزينها مرايات بارتفاع السقف ومدفأة من الرخام بالإضافة إلى 22 عمودا من الرخام الإيطالى .  ويعد قصر العروبة من الأبنية العملاقة حيث يصل إرتفاع قبته 55 مترا وتم تقسيمه ليحتوى على 55 شقة ويبلغ عدد حجراته 400 غرفة وقد دفعت ضخامة وفخامة القصرالأثرى مؤسسيه إلى إنشاء سكة حديد خاصة به لتيسيرالوصول لكل أرجائه الممتدة . شاهد على تاريخ مصر ولا تقتصر أهمية قصر العروبة على قيمته التاريخية وإنما تزداد أهميته لكونه شاهدا على أحداث مهمة من تاريخ مصر طوال فترة إقامة الرئيس مبارك به حتى خروجه منه وصولا لدخول مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسى .   بيع قصرالرئاسة!وجدير بالذكرأن قصرالعروبة الرئاسى كان ملكا لأحد الأعيان فى العهد الملكى ثم تمت مصادرته فى قوانين التأميم وظل فى حوزة جهاز تصفية الحراسات بوزارة المالية المصرية قبل أن تضع رئاسة الجمهورية يدها على القصر فى الثمانينات ثم آلت ملكيته بالوراثة للسيدة حياة السباعى أرملة عبد الله الجواهرجى صاحب القصربعد حكم قضائى من المحكمة الادارية العليا استردت على اثره ملكية القصرحيث حكم لورثة المالك الأصلى عام 2000 بمبلغ 57 مليوناً و850 الف جنيه تعويضا عن قيمة القصر بحكم صعوبة استغناء  رئاسة الجمهورية عن قصر العروبة ولكن الورثة لم تحصل على التعويض لعقبات كثيرة وضعتها وزارة المالية أمامها وتم الضغط على أرملة المالك حتى وقعت عام 2003 اتفاق التنازل والمطعون ببطلانه حيث انها وقعت التنازل دون إبلاغ النيابة الحسبية  رغم وجود أبناء قصر وهو ما اعتبره البعض ضياعا لحقوقهم بعد تنازلها لمؤسسة الرئاسة  عن 40 بالمائة من قيمة الحق فى التعويض الذى حكمت به المحكمة لقصرالعروبة.تزوير سوزان مباركولايقتصر الأمر عند ذلك فقد ساقت الأقدار قصر العروبة  ليكون شاهدا على أحداث فساد كبيرة فتحت ملفاتها بعد ثورة يناير وتم كشف تفاصيلها بالمستندات الرسمية  التى كان هو بطلها الرئيسى حيث تردد شراء مبارك لقصر العروبة فى الفترة الأخيرة من حكمه عندما نشرت صحف مصرية معارضة ما ورد فى برنامج تليفزيونى للإعلامى عمرو الليثى على لسان منير ثابت شقيق زوجة الرئيس السابق بأن  مبارك اشترى المقر الرئاسي الذى يقيم فيه من ملاكه الأصليين ! وتحولت الشائعات المثارة حول قصر العروبة إلى ما يشبه الحقيقة بعد ما نشرت جريدة اليوم السابع ما يفيد بقيام سوزان مبارك بشراء القصر بأوراق مزورة وبسعر بخس قيمته 4 ملايين و300 ألف جنيه، رغم أن ثمن الأرض وحدها وفقا للتقديرات الخاصة بسعر المتر فى تلك المنطقة يبلغ 50 مليون جنيه . حتى تم كشف القضية صراحة أمام جهاز الكسب غير المشروع ونشرت جريدة المساء المصرية مستندات تملك قرينة الرئيس المخلوع للقصر الرئاسى  قبل تنازلها فى مايو 2011 للدولة بعد قرار النائب العام بإحالتها لجهاز الكسب غير المشروع باعتبارها حصلت على ثمن القصرمن مصدر غير مشروع. وعاد قصر العروبة مرة أخرى لملكية الدولة ليستقبل ساكنه الجديد فى الجمهورية الثانية والذى لم يكن يخطر ببال أحد أن يكون مجرد ضيفا فيه على مؤسسة الرئاسة فى العهد السابق على اعتبار أن الإخوان الذى ينتمى إليهم الدكتور محمد مرسى كانوا محظورين ولكن سبحان مغير الأحوال فقد تبادل مبارك ومرسى الأماكن فذهب الأول إلى السجن الذى كان مرسى محبوسا فيه  وعاد الثانى منه ساكنا جديدا للقصرالرئاسى ليبقى قصر العروبة شاهدا على الأحداث وسط تساؤلات ملحة حول المدة التى سيمكثها الرئيس الجديد  فى هذا القصر؟ ومهما اختلفت الإجابات إلا أنها بالتأكيد لن تكون ثلاثين عاما مرة أخرى!