هو الذي يخبرنا متى تناول مراهق البيت سيجارته الأولى، ويبدي رأيه في بعض أصحابه. هو الذي رآهم يكبرون ويذهبون الى المدرسة في يومهم الاول ولا يجدون في انتظارهم سواه. هو رأى فرحتهم عندما كانوا يذهبون لمعرفة النتائج واحضار الشهادة.. لله در هؤلاء يا دكتورة الذين عرف بعضهم آبناءنا أكثر من معرفة آبائهم لهم، وأعني طبعا ذاك الأب الحاضر بفعل غيابه فهو إن لم يكن منفصلا عن الأم بالطلاق فهو منفصل عنها بالاهتمام، فكل ما عليه أن يدفع راتب السائق ويترك باقي المهام عليه لينشغل هو بالأصحاب والديوانيات ومكاتب العقار ومباريات الكرة ثم يلقاه ابنه في أحد الصباحات ليخبره انه نجح فيرد : ما شاء الله بتروح أي صف!!)
ينتظرهم ان يأتوا مع سائق أو يرسل سائقه اليهم؟ أين هو من مدرسة ابنه؟ أين هو من اهتمامات ابنته؟ قد يمرض من يمرض وينكسر من ينكسر ولا يعرف إلا في الموعد المحدد لزيارته الكريمة مرة في الشهر وربما أكثر عندما تتضاعف أعماله أو عندما يسافر مع زوجته الأخرى وأبنائها!!ما رأيكم؟ هل صدقت المرأة فيما قالت؟ دعوني أقول: إنها صدقت فهذا هو الغالب وإن لم يكن عاما ويبدو أن السيدة ممن يعانين غيابه رغم وجوده على قيد الحياة ويعيش بينهم، لكن ما رأي النساء المطلقات في دور السائق الشامل ودور الأب الذي ربما يسكن في بيت لا يبعد عن أطفاله سوى بضع كيلومترات ومع هذا حتى في اليوم الموعود لزيارته ينتظرهم ان يأتوا مع سائق أو يرسل سائقه اليهم؟ أين هو من مدرسة ابنه؟ أين هو من اهتمامات ابنته؟ قد يمرض من يمرض وينكسر من ينكسر ولا يعرف إلا في الموعد المحدد لزيارته الكريمة مرة في الشهر وربما أكثر عندما تتضاعف أعماله أو عندما يسافر مع زوجته الأخرى وأبنائها!!) يا لها من صور مروعة صارت معتادة جدا وكأنها الصواب وغيرها الخطأ. يا لها من تفسخات في جلد الأسرة أعيت مداويها ولم يجدوا معها أي علاج، بقي أن أقول: إن تلك السيدة صاحبة الرسالة اختتمت رسالتها بقولها: صدق من قال: رب أخ لم تلده أمك.