DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

حمد الباهلي

حمد الباهلي

حمد الباهلي
حمد الباهلي
أخبار متعلقة
 
السعلو باللهجة العامية النجدية هو كائن خرافي تستعين به العجائز من أمهات وجدات لتخويف أطفالهن عند الحاجة لدفع الأطفال للانصياع لأوامرهن . السعلو ليس له وجود ملموس أو صفات محددة . (يأكل ويعض ويروع ويسمع ويعرف ويحبس أيضا) مع ذلك لم يره أحد في يوم من الأيام من الأطفال ولا من الراشدين . مثل السعلو في الماضي أداة فعالة في ترويض الأطفال قبل انتشار الوسائل الحديثة المقروءة والمسموعة والمنظورة لكن أفوله يبدو واضحاً أمام تسونامي ووسائل الاتصال . لا بد من الاستدراك بأن استخدام السعلو لم يقتصر على النساء بدون سبب وجيه. السبب هو أن الرجال من الآباء والأجداد لم يكونوا في حاجة إلى سعلو خاصة أن هذه الأداة يجري استخدامها غالباً في الليل أو في أوقات النهار حيث يكون الرجل غائباً . أما عندما يكون الرجل حاضراً فلديه من الوسائل ما يفوق أدوات وأساليب السعلو الخيالية . دارت هذه الخيالات في ذهني وأنا أقرأ توصيات أعمال الاجتماع الخامس لمديري العموم وعموم الفروع والإدارات في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الذي عقد في الخبر في الأسبوع الماضي تحت عنوان (تعزيز الأمن الفكري ، الوسائل والمنطلقات) حيث قام المؤتمرون بإصدار توصيات عامة تناولت أهمية عمل الهيئة في التصدي للفكر الضال . وفي هذا الاتجاه أكدت التوصيات على خطورة الفكر الضال وضرورة محاربته وتجريمه بكل أشكاله وصوره ودور الأفراد والمؤسسات والهيئات والجامعات ومراكز البحوث لعمل الدراسات الضرورية لتحقيق دحر الفكر الضال وهزيمته . صحيح أن المؤتمرين أشاروا إلى العديد من الأسباب الحقيقية غير الفكرية لإنتاج الإرهاب - وهذه مفارقة - كالفقر والبطالة ، لكن الفكر الضال كمنظومة عريضة من التفسير والتأويل الضال للآيات الكريمة والأحاديث الشريفة والذي يجري تداوله بين الناس على يد العديد من المشايخ والدعاة المعروفين لا يجري الحديث عن تفاصيله إلا تلميحاً ، أما أساس الفكر الضال وهو التشدد والغلو فالحديث حوله يجري على رؤوس الأشهاد أو على يد مشايخ ودعاة معروفين ، هؤلاء المشايخ والدعاة لا يخفون تشددهم وغلوهم ومعارضتهم للتفسير المعتمد للهيئات الشرعية الرسمية وشبه الرسمية ، فلماذا لا يدعون إلى مؤتمرات ليقارعهم الشرعيون الوسطيون بالحجة الدامغة فيتراجعون أو يعرف الناس ضلالهم (يكفي أن يعرف الناس مثلاً ما هو الفكر الضال في مواضيع الولاء والبراء وفي الجهاد والمواثيق مع الآخر غير المسلم) . التحذير من الفكر الضال كمفهوم هلامي لا شكل له ولا محتوى إلا تسعير العداء ضده لن يفعل أكثر مما يفعله السعلو مع الصغار وتلك مرحلة تجاوزها الشباب وإن لم يبلغوا سن الرشد بعد فضلاً عن هؤلاء الضالين وهم في سن الشيخوخة وهم من يفند على رؤوس الأشهاد الخطابات الملتبسة لبعض دعاة الوسطية ممن تستهويهم التحذيرات المتتالية من الفكر الضال ككائن خرافي قد يخيف ايضا بعض الراشدين. [email protected]