DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

القصيبي شخصية وطنية متفردة في هذا العصر.. ورحيله أحدث فجوة

القصيبي شخصية وطنية متفردة في هذا العصر.. ورحيله أحدث فجوة

القصيبي شخصية وطنية متفردة في هذا العصر.. ورحيله أحدث فجوة
القصيبي شخصية وطنية متفردة في هذا العصر.. ورحيله أحدث فجوة
الاستثناء، هذه هي الكلمة التي اختصر فيها وصفه للأديب الراحل د. غازي القصيبي، موضحاً أن الفقيد «شخصية سعودية وطنية متفردة في هذا العصر». وأكد عدد من الأدباء والمثقفين أن القصيبي جمع العقول في رأس واحد، وأنه مكون من مجموعة مواهب، وأنه سياسي إن تحدث في السياسة وإداري إذا تحدث في الإدارة وإن تحدث في موضوع فكري وأدبي فهو مفكر وأديب. وأوضحوا أن رحيل الأديب القصيبي سيحدث فجوة يصعب ردمها، حيث كان حضوره استثنائيا في كل مكان حل فيه. بصمات معروفة وملموسة قال عضو مجلس الشورى والإعلامي محمد رضا نصر الله عن شخصية الراحل : «غازي علم بارز من أعلام المملكة، له بصمات معروفة وملموسة على صعيد التنمية في المملكة منذ بدايتها، شغل العديد من المناصب مثل إدارة سكة الحديد وتقلد عددا من الوزارات، وعلى صعيد التجربة الثقافية والإبداعية فهو رائد، فالرواية السعودية كتبت قبله بعقود، وحينما دخل إلى بابها أضاء فيها نفسا جديدا». موضحاً أن «القصيبي رحمه الله شجع بعض الكتاب السعوديين إلى دخول هذا المعترك حتى عرفنا تراكما هائلا لهذا النوع الإبداعي». وذكر أن د. القصيبي «منظر سياسي من خلال الكتابات التي بدأها في صحيفة الجزيرة بعنوان الحقيبة الدبلوماسية كان يحررها أسبوعيا، وشكلت إضافة اختتمها بكتاب الوزير المرافق، فالقصيبي ضرب من ضروب الشخصية التي تصر دائما على الإتيان بجديد». وعن علاقته بالقصيبي، تابع نصر الله حديثه، وقال: «لا أستطيع الحديث عن غازي لأني اشعر أني جزء منه، تعرفت عليه منذ سنوات طويلة وهو حاضر في ذهني، وفي كل زاوية له ذكرى»، مختتماً الحديث بأن القصيبي «اعتاد في الفترة الأخيرة دعوة أصدقائه، وهي دعوة محدودة، كنا نشعر معه كأصدقاء بالتجلي الذي عرف عنه إذا تحدث في السياسية فهو سياسي وإذا تحدث في الإدارة فهو إداري وإذا تحدث في موضوع فكري وأدبي فهو مفكر وأديب». مؤكداً أن المملكة خسرت «شخصية كبرى.. نتمنى أن يجود علينا الزمن بشخصية مثل شخصية غازي القصيبي». رجل استثنائي رأى د. محمد المشوح، صاحب «ثلوثية المشوح»، أن «العالم العربي والإسلامي افتقد شخصية سعودية وطنية متفردة في هذا العصر» برحيل د. غازي القصيبي، وقال إن «أقل كلمة فيه وتختصره (الاستثناء) بكل ما تحمله هذه العبارة من معان، فهو رجل خدم وطنه بكل صدق ابتداء من عهد الملك فيصل، ومن يقرأ سيرة غازي سيجد فيها سيرة عطرة تفوح بالصدق والولاء للوطن وولاة الأمر. وحظي بثقة مطلقة من ولاة الأمر لم يحظ بها أحد مثل ما حظي بها هو»، مشيراً إلى أن «الجانب المضيء أحوج ما نكون إليه لغازي في هذا الوقت». وأضاف المشوح: «كانت أعماله في كل وزارة يتولاها مضربا للمثل من النزاهة والصدق والتعامل وحرصه على خدمة المواطنين، حتى ضربت عنه الأمثال كأنها ضرب من الأساطير والخيال التي قد لا تتصورها الأجيال التي لم تدرك (الاستثناء)». مشيراً إلى أنه «وزير يعيد للذاكرة ما كاد أن يمحى كالوزير ابن هبير الذي جمع مآثر في العقل والحكمة والأدب والصدق في التعامل مع نفسه والآخرين». وذكر أن للأديب الراحل «الكثير من المآثر يذكرها ويعرفها المقربون منه»، متأملاً «بعد أن طويت صفحة مليئة بالعمل والجد، أن تفتح الصفحات التي لم تكشف بعد عن حياة هذا الرجل، فنحن أحوج ما نكون إلى مثل هؤلاء الرجال الذين يعملون بصدق بعيدا عن الأقوال التي لا تصدق على أفعالها». علم من الحياة بكلمة مختصرة تحدث عضو مجلس الشورى الناقد د. سعد البازعي، وقال: «لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن أهميته وشاعريته، نحن فقدنا علما من أعلام الحياة الثقافية والفكرية والإدارية، شخصية يصعب تخيل أن يأتي مثيل لها أو بديل. أثرى الساحة على مستويات عدة وله العديد من الإنجازات والأعمال التي ستخلده». وأضاف: «كان حضوره استثنائيا، فالمصاب كبير ويصعب التعبير عن حجم هذا الغياب». له ابتكارات يستحيل تكرارها وصف رئيس النادي الأدبي بالرياض د. عبدالله الوشمي شخصية الراحل بأنه يشكّل «ظاهرة تمتد من حقول السياسة إلى الاقتصاد ولا ينتهي عند الأدب والثقافة. وإذا كنا نعرف جيدا دوره السياسي الكبير وثقة ولاة الأمر فيه ونعرف الحضور الأدبي الكبير لمعاليه على عدة أصعدة، فإنه بنظري على بعد اجتماعي ثقيل، فأسرته تمتلأ بالنابهين والبارزين». وأشار الوشمي إلى أن «الراحل رائد على عدة صعد، الرواية بدأت بدايتها الحديثة من جهوده مع قلة من الروائيين، ولا يستطيع شاعر أن يتجاوزه على المستوى العربي وليس المحلي، عندما يرصد حركة الشعر العربي ومساهمته في الشأن الثقافي اللافت بالمؤلفات، فهو مكثر ومجد وصاحب ابتكارات يستحيل أن تتكرر، وكتبه ذات إيقاع عالي. ذكريات د. سلطان القحطاني فضل استعادة بعض الذكريات عن الراحل، وقال: «لم يكن اسم عائلة القصيبي بالغريب على واحد مثلي من أبناء الأحساء، إلا أن شاعراً ظهر في الستينيات من القرن الماضي، كان يعمل أستاذا في كلية التجارة والاقتصاد آنذاك في جامعة الرياض (الملك سعود حالياً)، وعرفه الجمهور من خلال برنامج تليفزيوني كان يقدمه عن الاقتصاد، ولم يكن د. غازي القصيبي مثقفاً عادياً، أو متخصصاً في السياسة والاقتصاد، أو شاعراً..، بل كان كل هذه الشُّعَب، وفوق ذلك كان وطنياً يهتم بكل شأن من شؤون الوطن، سواء كان تحت إدارته، أو خارجها، عندما كان وزيراً للصحة، كان يفتتح مستوصف قريتنا (الوزية) شمال الأحساء، وكنا نطالب بالهاتف، فكلمه أهل القرية، فقال: هذا الأمر ليس عندي، لكنني سأتحدث مع زميلي وزير البرق والهاتف، وفعلاً وصل خط الهاتف إلى القرية، بعد أسابيع. عندما كان وزيراً للصناعة والكهرباء، كان يتابع المشاريع بنفسه، وعندما كان سفيراً في لندن، كان يخاطب الطلبة المبتعثين ويهنئهم بالمناسبات». وأضاف القحطاني: «القصيبي الشاعر صاحب الأحاسيس المفرطة لم تشغله هذه الأحاسيس عن قضايا الوطن، فصاغها شعراً ونثراً في مقالاته ودواوينه». إبداع ومواقف لا تنسى قال رئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي القاص جبير المليحان: «رحل الرجل الكبير، غازي القصيبي، الكبير بفكره، والكبير بعطائه لوطنه. الدكتور الوزير الأديب المفكر الشاعر، غادرنا بعد أن ملأ الدنيا من حوله إبداعا، ومواقف لا تنسى». وأضاف أن «كثيرين يتذكرونه، رحمه الله، عندما كان وزيرا للصحة، عندما ارتعدت فرائص مسؤولي مرافق الصحة لزياراته المفاجئة من أجل خدمة أفضل للمرضى. كثيرون يتذكرون أن بيوتهم في قرى الشمال والجنوب، لم يسطع فيها الضوء إلا عندما أصبح هو المسؤول عن الكهرباء. كثيرون يقرؤونه شاعرا متميزا في قصائده. كثيرون يرونه روائيا مبدعا فتح أبوابا مغلقة، وتجاوز خطوطا لم تمس في واقعنا الاجتماعي. واختتم المليحان حديثه بقوله «كثيرون يقولون الآن رحمك الله يا معالي الوزير: إنسانا، ومبدعا، ومسؤولا يراعي مصلحة المواطن قبل كل شيء». جمع عقولاً في رأس القاص فالح الصغير استعرض جانبا من ذكرياته مع الراحل: «اذكر أني التقي به يوما وقدمت له ابني خالد، وقلت له هذا شاعر، فقال «الله يعينه»، كما أني طلبت منه أن يكتب مقدمة على كتابي «عام الجنون العربي» فرد بعنف، وقال: أنا لا أكتب مقدمات كتب، وأخذ الكتاب ووضعه في حقيبته، ثم كتب المقدمة التي نشرت في صفحات الكتاب». وأضاف: «يطول الحديث عن شخصية مميزة مثل غازي القصيبي فهو مجموعة مواهب في شخص واحد بروحه المرحة وأسلوبه الساخر الجميل. رجل قيادي مؤثر، لا أستطيع تلخيص محاسنه في عدد من السطور». وتابع قائلا : «سجلت عدداً من المواقف في ذاكرتي اثر علاقتي به، فهو شخصية اجتماعية قريبة من الناس، حريص على حضور المناسبات لا يقفل بابه في وجه احد، الكل يصل إليه بسهولة، يعمل بطاقة 24 ساعة يومياً، أحتفظ له بعدد من الأوراق بخط يده الجميل الواضح، كما أنه يكتب بقلم حبر أسود دائما، تعليقات مقنعة وردودا مميزة. كان حريصا رحمه الله على تفقد عمله بنفسه، وكثيرا ما يتخفى ليكتشف الأمور على حقيقتها». واختتم الصغير حديثه «غازي القصيبي قامة عظيمة وعدد من العقول في رأس واحد». علامة ثقافية بارزة القاص خالد اليوسف تطرق في حديثه إلى أثر الراحل في مسيرة الوطن، وقال إن «فقدنا علامة بارزة من علامات الثقافة السعودية النثرية والشعرية، حيث كان له دور حداثي في الرواية الحديثة.. وفي النثر هو رائد من خلال روايته شقة الحرية». وعن فن الإدارة عند الراحل يعلق اليوسف : «أما في الإدارة، فيعتبر منظرا وتطبيقيا من خلال المناصب التي تولاها، فدوره معروف في خدمة الوطن والملك والمواطنين». شارع باسم القصيبي من جانبه، تمنى الشاعر محمد الجلواح في بداية حديثه أن يحمل شارع من شوارع كل منطقة في المملكة اسمه، وإنشاء مركز ثقافي يحمل اسمه تقديرا لدوره. وقال «أعزي الوطن والحرف والكلمة والمثقفين كافة والشعر خاصة بفقد هذا المثقف على مستوى العالم العربي الذي طالما قلبت الأفئدة كل حروفه النثرية والشعرية على امتداد الوطن»، معتبرا أنه «أحد سمات عصرنا.. ولا أبالغ إذا قلت أإننا محظوظون أننا وجدنا في عصر عاش فيه غازي القصيبي».
محمد رضا نصر الله
أخبار متعلقة