أعلن في مستشفي الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض عن إجراء عملية بالمنظار الجراحي وباستخدام جرح وحيد مخفي بالسرة طوله اثنان ونصف سم لاستئصال نصف القولون الأيمن الذي يبلغ طوله ٧٠ سم نتيجة لاحتوائه على ورم سرطاني.
وأوضح استشاري جراحة القولون والمستقيم بالمستشفى الدكتور لؤي أشعري أن العملية التي أجريت لسيدة خمسينية قد تكللت بالنجاح وغادرت المستشفى خلال فترة قياسية.
وأضاف:"يعتبر هذا النوع من العمليات نقلة نوعية في الجراحة، ويكمن الاختلاف بين هذا النوع من العمليات وعمليات المناظير التقليدية في عدد الجروح المستخدمة في هذه الجراحة، فالعملية بالمنظار التقليدي لاستئصال جزء من القولون يكون هناك خمسة جروح في جدار البطن يتم من خلالها إدخال أجهزة التنظير واستئصال القولون، أما في العملية الجديدة فيكون هناك جرح وحيد صغير ومخفي بالسرة، وهذه ميزة مهمة، لأن تقليل عدد الجروح من ٥ إلى ١ يؤدي الى تخفيف الآلام والندبات الجراحية الناتجة عنها، مما يؤدي لقصر فترة البقاء بالمستشفى والعودة لممارسة الحياة الطبيعية في مدة أقل".
مشيرا إلى أنه يتطلب إجراء مثل هذا النوع من عمليات لاستئصال القولون من خلال جرح وحيد مهارة عالية في استخدام أجهزة المناظير الجراحية للتمكن من استئصال الطول المناسب من القولون مع جميع الغدد الليمفاوية المحيطة به خوفاً من انتشار الورم السرطاني إليها.
وفي هذا السياق, أوضح استشاريو علم الأمراض عند فحصهم للقولون مجهرياً أن الورم تم استئصاله بصورة كاملة مع ٢٥ غدة ليمفاوية ملحقة به (وتتطلب المعايير العلمية استئصال ١٢ غدة ليمفاوية فقط).
حيث يشهد مجال جراحة القولون والمستقيم بالمناظير حالياً تطوراً سريعاً في التقنيات وبناء الخبرات بحيث أصبح من الممكن تقديم تقنيات جديدة هدفها تخفيف الوطأة على المرضى والحد من معاناتهم خلال خضوعهم لأي تدخلات جراحية.
وبين المشرف العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم القصبي أن المستشفى يعالج ٧٥ بالمائة من حالات أورام المستقيم بالمملكة حسب السجل الوطني للأورام وسجل مستشفى الملك فيصل التخصصي للأورام، بالإضافة إلى أن المستشفى يعالج ٩٠ بالمائة من أورام القولون التي تتطلب تقنيات ومهارات عالية باستخدام جراحة المناظير وبنسبة شفاء تماثل أفضل مثيلاتها في المراكز العالمية المتخصصة في هذا المجال.
ويتم تقديم هذه الخدمة العلاجية من خلال وحدة جراحة القولون والمستقيم بالمستشفى ما يغني المصابين بهذا المرض عن التوجه للسفر الى الخارج.
