مشروع العقوبات الذي سيصوّت عليه مجلس الأمن ضد إيران، هو في حقيقته بمثابة إشارة حمراء لتوقف إيران مشروعها النووي، بعد أن شكك تقرير منظمة الطاقة النووية في أهداف إيران الحقيقية من برنامجها النووي .. لذلك على إيران أن تأخذ قرار مجلس الأمن بجدية بالغة، وأن تضع مصالح شعبها في المقام الأول من الاعتبار.
رغم الاتفاق الثلاثي النووي بين إيران وتركيا والبرازيل، والضجة الإعلامية التي أثيرت حول إنجازه، إلا أنه بقي دون مستوى تطلعات المجتمع الدولي، والذي يعيش أزمة ثقة مع النظام في إيران خصوصا عدم استجابته لشروط الوكالة ابتداء من إجراءات التفتيش وطبيعة الأبحاث والآفاق التي وصلت إليها، وليس انتهاء بقضية التخصيب، وإصرار إيران على استكمالها بمعدلات عالية قد تمكّنها من تخصيب كمية تصلح كقنبلة نووية.
إيران تخيف المجتمع الدولي ببرامجها في تطوير الصواريخ الباليستية وتكنولوجيا الفضاء وترسانتها العسكرية المتضخمة، والتي تتعدى ضرورات حاجاتها الدفاعية .. لذلك هي تعيش أزمة ثقة متراكمة يعمّقها سلوك سياسي ديماغوجي متطرف، وتدخل مباشر في قضايا صراع ليس من حقها التاريخي ناهيك عن تدخُّلها الدائم في شؤون الدول الأخرى.
إيران تضع نفسها في عزلة دولية تؤثر على مستوى تطوّر شعبها إذا لم تستجب لمطالب وكالة الطاقة وقرارات مجلس الأمن، وقد تدفع أثمانا باهظة نتيجة تصلب مواقفها ومماطلتها المستمرة، وقد تخطئ في حساباتها السياسية إذا اعتمدت على انقسام الأسرة الدولية، والتي أدركت تلاعب إيران بها، واتخذت قراراً بالتوحُّد وإعطاء الفرصة الأخيرة للتراجع عن سلوكها المتحدي لإرادة المجتمع الدولي.
نأمل أن تدرك إيران مصالحها العليا، والمتمثلة في استقرار ورخاء شعبها وتمتعه باقتصاد مزدهر.. فالقوة العسكرية إذا تضخمت تصبح عبئا كبيراً لا يمكن استخدامه بصورة مطلقة، وعلى إيران أن تبدد مخاوف الأسرة الدولية باتخاذ إجراءات شفافة تحميها من الانزواء إلى زوايا العزلة الدولية.
