أخبار متعلقة
تقف مذهولا امام قدراتهم ومثابرتهم ووفائهم وإخلاصهم ،والدور المميز الذي لعبوه في تاريخ هذا الوطن ،وقبل كل ذلك تنحني احتراما للقائد والزعيم والعقل المفكر الذي اختارهم ليكونوا حوله ويتمكنوا من لعب هذا الدور.
إنها شخصيات استثنائية في زمن استثنائي، استطاعوا بفضل ذكاء وحنكة وفراسة وشجاعة قائدهم ان يصنعوا معه تاريخا مجيدا في جغرافيا صعبة ..
إن رجلاً في قامة وسمو الملك عبدالعزيز كان من القدرة والمهارة على صناعة العباقرة من حوله ..وان تكون سياسته مصنعا يتدرب فيه الرجال ويتخرج منه الابطال..
مدرسة جذورها تنطلق من الشجرة الإسلامية التي تخرج منها الابطال المسلمون وصنعوا مع قائدهم هذا المجد.. مقتبسين معاني الإخلاص والتفاني في العمل والالتزام بحب القيادة وتطبيق الشورى الإسلامية.
إن الملك المؤسس - طيب الله ثراه - من خلال تربيته وثقافته كان يعرف كما يقول الكاتب والمؤرخ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد.. طبيعة العلاقة بين الرسول -صلى الله عليه وسلم -وصحابته -رضوان الله عليهم..- كانوا اذا تكلم أنصتوا.. أما إذا جاء وقت الشورى فإنهم اسرع الناس إليها ،إذا كان لديهم الرأي.. يقدّمون رأيهم وكان يستقبله بتقدير.
إن هؤلاء الرجال الذي اشار اليهم الكاتب والمؤرخ عبدالرحمن الرويشد ضمن دراسته الثرية عن دور وتاريخ الشيخ عبداللله السليمان الحميدان تقدم لأحدهم هنا في إضاءة أكثر مساحة ،آملين من المؤرخ الرويشد ان يكتب عن هؤلاء كاشفا عن دورهم ومبرزا جهودهم حول الملك المؤسس، ومن هؤلاء الشيخ عبدالرحمن الطبيشي والشيخ محمد بن شلهوب والشيخ محمد سرور الصبان والشيخ محمد صالح قزاز وغيرهم.. الشيخ عبدالرحمن الطبيشي
في هذه السطور التي تشكل محاولة لكشف بعض ملامح وأدوار لرجال التفوا حول قائدهم وعملوا بحب وأمانة وإخلاص.. نقدم لرجل تربى في مجال الملك عبدالعزيز الديني والأخلاقي وتعرف على أسرة المؤسس ونهجه كما لم يتعرف عليها سواه.
إنه الشيخ عبدالرحمن بن عبدالمحسن الطبيشي. المولد والنشأة
في إضاءته يقول المؤرخ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد: إن أسرة الطبيشي هي اسرة قديمة من أسر بريدة بالقصيم تدعى سابقا اسرة الدخيل،
وكان جدهم الأكبر يعمل جنديا في قسم المدفعية في أحد الجيوش ،وكان يطلق على من يعمل في هذا القسم لقب (الطوبجي) وهي لفظة تركية بمعنى (المدفعي) ولكن التحريف نال هذه الكلمة فتحولت
ولد عبدالرحمن بن عبدالمحسن في بلدة (السلمية) بالخرج ،وكان والده عبدالمحسن رئيسا لحامية السليمة حتى عام (1319هـ) وهو العام الذي استعاد فيه الملك عبدالعزيز الرياض.
في هذا العام قتل عبدالمحسن وبقي عبدالرحمن مع والدته وعاشا في كنف أخواله في الدلم حتى بلغ 12 سنة بعدها قدم هو ووالدته الى الرياض ليكونوا ضمن عائلة عبدالعزيز لدى سيدة القصر الجوهرة بنت مساعد بن جلوي. *قصر عبدالعزيز
عاش الشيخ عبدالرحمن الطبيشي في تلك البيئة الصالحة في قصر عبدالعزيز مع اثنين من أبنائه.. فكان رفيقا للأمير محمد وخالد وإن كان يكبرهما سنا بعشر سنوات..عاش ثقافة القصر وهاجس الأمن وتوجهات الحكم والإعداد للوحدة.
وكان قصر الحكم تحيط به اسطبلات الخيل ومخازن الذخيرة والسلاح الى جانب مخازن الأغذية والعتاد فتعلق عبدالرحمن بفن الفروسية مع الأميرين محمد وخالد تحت إشراف رجل شجاع ووفي من خيرة راكبي الخيول يدعى عبدالرزاق آل عبدالعزيز.
الفروسية والحرب
تدرب عبدالرحمن والأمراء وعددٌ من أترابهم على الفروسية وقدّر لهم ان يشاركوا في المعارك الأخيرة التي خاضها الملك المؤسس قبل إكمال الوحدة ،ومنها معركة (السبلة) ومعركة (الدبدبة) والدفاع عن الحدود الجنوبية مع اليمن.. كما شارك هؤلاء الشباب في استعراض الفروسية أمام الملك المؤسس في المناسبات مرارا وتكرارا. العمل مع الملك المؤسس
التحق الشيخ عبدالرحمن الطبيشي - بالعمل عند الملك عبدالعزيز عمليا عام 1335هـ وتدرج في عدة اعمال حتى وصل الى رتبة رئيس الخاصة الملكية ،وكان من الفضلاء المشهود لهم بالرزانة والصدق والإخلاص والاستقامة و كان في حياة عبدالعزيز وصيّا على الخاصيّة الملكية ووزيرا مقربا من الكل.. يصحب الملك في الحل والترحال ،ومؤتمن يأمنه الملك فيما يتصل بشؤون أسرته.. وتأمين احتياجاتهم ،وكان همزة الوصل في كل ما يتعلق بالشؤون الخاصة المالية.
لايرد له أمر ولا يقدم عليه احد في المسؤوليات وكان رفيقاه في الدرب الشيخ عبدالله بن سليمان وزير المالية والشيخ محمد بن شلهوب.. فكانت تربطهم رابطة حب عبدالعزيز وخدمته.. كما كانوا أمناءه في شؤون خزانته.. الى ان تم تنظيم الشؤون الإدارية بعد تكامل النمو الاقتصادي في المملكة.
أسرته وأبناؤه
تقول أوراق المؤرخ عبدالرحمن الرويشد: إنه ليس للشيخ عبدالرحمن الطبيشي من الأخوة الا أخته الكبرى، وله أولاد أعمام استقدمهم بعد أن ارتفع شأنه ليستوطنوا الرياض ويلتحقوا بخدمة الملك المؤسس.. فقدموا بعائلتهم ،وأصبح لعائلة الطبيشي وجود كبير في الرياض.
وولد للشيخ عبدالرحمن بن عبدالمحسن عدة أولاد وبنات منهم عبدالمحسن (توفي صغيرا) و(فهد) رجل اعمال بارز في الرياض (توفي) وعبدالله الذي عمل سفيرا وتقاعد.
ومحمد الذي اكمل دراسته الخاصة وعمل في عدة وظائف الى ان اصبح رئيسا للمراسم الملكية برتبة وزير.. والدته من أسرة آل القصيبي المعروفة، وسلمان وهو الآن ضابط في القيادة الجوية ،أما بناته فقد تزوجن وأنجبن وولد لكل واحدة عددٌ من الأبناء والبنات. وفاته
توفي الشيخ عبدالرحمن بن عبدالمحسن الطبيشي بعد الملك عبدالعزيز، فقد عاش بعد وفاة الملك ربع قرن تقريبا ،حيث كانت وفاته سنة 1399هـ -رحمه الله رحمة واسعة.
عبد الرحمن الرويشد