في ما يمكن تسميته بحروب السوشيال ميديا وعالم المشاهير وأصحاب الصنعة الواحدة تتجسد مشاهد الحسد واضحة من خلال تراشق الاتهامات وتشويه الأشخاص وإفشال المشاريع والبرامج والسب والشتم وتلفيق الاتهامات والوشايات بالرغم من أن الحاسد أو الحاسدة يلتزمون مقولة «الحمد لله والشكر ليش أحسده ! وش عنده زود..» إلى آخره من عبارات تبرئة الذات والهروب من تهمة الاعتراف بأنه في موقع أدنى محسوده ! فإذا نال مراده وأبعده وأقصاه وأزال نعمته تنفس الصعداء ! وما علم الحاسد أنه وإن تمكن من أن يطأ الأزهار فلن يستطيع تأخير الربيع ! فالحاسد مهما حاولت أن ترضيه فلا يرضيه إلا أن تزول نعمتك.
ومن أكثر مشاهد الحسد إيلاما الحسد بين أفراد الأسرة الواحدة كالإخوة أو الأقارب مما يزيد هشاشة العلاقات الأسرية الهشة أصلا ! في حين أن الأصل في الأسر أن يحمل الأفراد بعضهم بعضا نحو القمة لا أن يسقطوهم ويتعاونوا على إيذائهم ! وتظهر المناسبات الجميلة للأسر معادن الناس من حولك، فأقاربك المحبون الواثقون هم أوائل المهنئين أما المنزوون والحاسدون فلا يرضيهم أن يعيشوا معك لحظات الفرح بل يؤلمهم أن يروا الابتسامة ترتسم على محياك فلا تراهم في منزلك الجديد ولا في عرسك ولا ترقيتك ولا وظيفتك لكنهم أول الحاضرين في عزائك ! المتباكين على رحيلك !
وإن كان للحاسد من فضل فهو لفت الأنظار نحو المحسود وإبراز عظمته وهي شهادة ضمنية منه بتميزه وتفرده.
وإن اختلف الحسد عن الغيرة فكلاهما أمراض يجب أن يروض الإنسان نفسه على التخلص منها وأن يجاهد على أن يحب لغيره ما يحب لنفسه، فالحاسد مبغوض أينما حل كما قال الشاعر النبطي:
أهل الحسد والحقد وأهل السويات
علومهم عند الخلايق رذيلة
ختاماً: سلام معطر لأصحاب القلوب النقية المتصالحين مع ذواتهم لا يضرهم نجاح غيرهم.
@ghannia