أكثر من 10 مليون متابع على حساب المؤسسة الإخبارية الرئيسي في «إكس»، و27 مليون متابع في أكثر من ثمانين حسابًا آخر لها على المنصة، باتت مجمدة ثمناً لإيمان الصحيفة بأن المنصة الأجنبية أصبحت مرتهنة لقرار شخص واحد هو المالك «إيلون ماسك»، بما يخالف قيمها للنشر الصحفي، مؤكدة على أن المراسلين بإمكانهم الاستمرار في استخدام المنصة لأغراض جمع المعلومات فقط من الأخبار والمقالات السابقة.
وإذا كانت الجارديان وهي مؤسسية إعلامية لها منصاتها الخاصة التي يتابعها الملايين تخوفت من الاعتماد على «إكس» في نشر محتواها، فمن باب أولى على الحسابات الحكومية أو حسابات الشركات في أي مجتمع أن تتخوف من الاعتماد على الموقع الأمريكي تحوطاً من تقلباته سياسات ومزاج مالكه التي قد تتعارض مع قيم وتنظيمات المجتمعات. ولنا عبرة في ما حدث في البرازيل العام الماضي حين أمر القاضي بتجميد «إكس» بتهمة عدم اتخاذ المنصة الأمريكية إجراءات كافية ضد انتشار خطاب الكراهية والأخبار الكاذبة، وهو إجراء تصاعد وانتهى بفرض غرامة على شركتي «إكس» و»ستارلينك» للأقمار الاصطناعية التي يمكلهما إيلون ماسك، وقبل ذلك لنا عبرة في تجميد المنصة حين كان اسمها «تويتر» لحساب الرئيس ترمب في نهاية ولايته الأولى.
المناخ الإعلامي الذي وجدته الجارديان ساماً وعنصرياُ ومتطرفاً هو ملمح واحد من ملامح سلبية كثيرة يمكن رصدها في عهد إيلون ماسك أو غيره من المتحكمين في فضاء الإعلام الرقمي، لكن الأخطر برأيي هو اعتماد المستخدمين المحليين بشكل رئيس على منصة أجنبية في مخاطبة جمهورهم سواء كان المستخدم حساباً إخبارياً أو حساباً بجهة حكومية أو مسؤول حكومي، دون أي خطة بديلة للتواصل مع جمهورهم بشكل موثوق ومستدام. لذا، أنصحهم وأقول غادروا «إكس» وشقيقاتها وابنوا منصاتكم الخاصة التي تحفظ بياناتكم ورسائلكم، وخاطبوا جمهوركم من خلالها.
@woahmed1