الغريب في هذه التجربة أن المترو والحافلات ليست لذوي الدخل المحدود فقط، بل حتى أصحاب ربطات العنق وحقائب الأعمال الفاخرة والأنيقين والأنيقات وعليه فإذا ركبت «مترو» أو حافلة فلا تواري وجهك وتظن أنك الأقل بل ضعه في وجه الآخرين، أما مشاهداتي في هذه التجربة فهي أن الجميع ركب هذه الوسيلة بنقوده لكن الغالب يقف دون أن يحصل على مقعد ولا يوجد متذمر يصرخ:
«أنا دافع فلوس دبروا لي كرسي» !! والجميع لا يحمل معه أطباق الحلا ليكمل متعة الرحلة أما أنا عندما أخرجت فطيرة من حقيبتي لم يسعني منها إلا قضمة واحدة حتى شعرت بالحرج وخبئتها من جديد، فلا أحد يأكل ولا يجرؤ على الأكل بل أن «الفشلة» لاحقتني وأفسد على قائد احدى الحافلات فرحتي بتناول «الشورز الأسباني» وتغميسه بكأس الشوكولاتة حين نهرني بلغة أسبانية لم أفهم منها إلا نظراته الغاضبة ويديه التي كادت أن تبطش بي في مشهد يقول «يا أنا يا أنت في هذه الحافلة»، ولم ينفع مع هذا السائق الشرس أي نوع من الاستهبال أو التغابي ! حتى أجبرني عن التنازل عن الطبق الذي كان أحد أحلام السفرة.
وفي الحقيقة أن هذه الوسيلة لم يكن فيها معنا ولا سائح خليجي إلا أنا وشلتي، ولو علم الخليجيون مافي هذه الوسيلة من الخير الوفير والتوفير ! والسرعة والسهولة لأتوها ولو ركضاً !
مترو الرياض:
بعد التجربة الثرية لوسائل النقل العامة، قررت أن اتخذها عادة وزادت فرحتي بافتتاح مترو الرياض وأنا أتخيل تكرار التجربة في بلدي ووجوه أهلها المسفرة، بعد أن قررت أن أنقل تلك القوانين والأنظمة التي تعلمتها هناك فلا أكل ولا حرج أن أقف طوال الرحلة دون كرسي وأن «أسنتر» عند الباب قبل التوقف وأن تكون بطاقة المترو إحدى البطاقات الأساسية في حافظتي حين أزور الرياض
@ghannia