هل سمعتم عن متحف ذائع الصيت، لكن زواره قليلون، وتجري الزيارات بدعوة أو بطلب خاص!
هذا هو متحف الشرطة البريطانية (سكوتلاند يارد)، وأطلقوا عليه اختصارا (المتحف الأسود) بالإنجليزية (بلاك ميوزيوم).
هذا المتحف معرض متكامل للجريمة منذ عام 1874م، وعدد زواره لا يتجاوز خمسة آلاف زائر سنويًّا، ومعظمهم من رجال مكافحة الجريمة، أو من هيئات أجنبية لها صلة مباشرة في دراسات وبحوث تتعلق بالأمن، أو من قضاة أو محامين وأطباء لهم مهام خاصة، وتتطلب أعمالهم زيارة ذاك المتحف الذي يضم مشاهد كثيرة لعمليات وأدوات السطو والاختطاف التي جرى ضبطها.
أما لماذا لم يفتح ذاك المتحف أبوابه فتقول الشرطة إنه بالرغم من أن له جدوى تجارية، واستقبال الجمهور عملية مربحة إلا أن هناك سببين رئيسيين يجعلان هذا الأمر صعبًا. السبب الأول هو أن المتحف يقع ضمن إدارة الشرطة، وفي مبناها، ودواعي السرية والأمن لا تسمح للجمهور بالتجوال في مثل تلك الأماكن. السبب الثاني وهو الأهم أنه من غير اللائق المتاجرة بأحاسيس الناس وشعورهم؛ إذ قد يوجد من بين الزوار من مات قريبه أو صديقه بتلك الأداة المعروضة، أو أن تلك الهراوة أو ذلك المسدس كان الدليل الذي أدى إلى سجن والده أو والدته، أو كان سببًا في إرساله إلى حبل المشنقة.
وإذا قدّر لك أن تزور هذا المتحف فستجد أنه يتكوّن من غرفتين وممر، وسترى الزوار يجري تقسيمهم إلى مجاميع صغيرة، كل مجموعة تدخل بصحبة المرشد الذي يشرح المعروضات ويتلقى الأسئلة ويجيب عنها.
أما أهم المعروضات فهي خطط محاولات اغتيال شخصيات كبيرة، الوسائل التي استخدمت في الانفجارات التي حدثت في مخازن كبيرة، سرقات القطارات، عمليات السطو الكبرى على المصارف التي أحبطتها الشرطة قبل وقوعها وأخيرًا (جاك) السفاح قاتل النساء.