الانفتاح على العالم أصبح متطلبًا هامًّا في ظل التطورات الكبرى التي تشهدها مملكتنا الغالية، والحضور الإعلامي أصبح رافدًا مهمًّا يساعد في تحقيق الأهداف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للمملكة، وهو مساهم رئيسي في الترويج لكثير من البرامج التي تدعمها رؤية المملكة 2030، وكذلك يعزز من أهمية تحسين الصورة الذهنية لبلادنا كلاعب سياسي واقتصادي هام، ليس في منطقتنا فحسب، بل في العالم أجمع، والأدوار القيادية التي تقوم بها حكومتنا الرشيدة في وقتنا الحالي هي بالتأكيد انعكاس لتنامي قوتنا السياسية والاقتصادية، والتي ظهرت في المكانة الكبيرة لمملكتنا، وبرزت في الحضور الكبير لقادتنا وحكومتنا الرشيدة في كثير من المواقف السياسية العالمية، وبرأيي أن الانفتاح على شعوب العالم عبر قنوات تليفزيونية متخصصة أصبح اليوم ضرورة قصوى لعكس هذا التطور وإبرازه لشعوب العالم، وقد سبقنا كثير من الدول الكبرى في إنشاء قنوات تليفزيونية متخصصة باللغات الأكثر انتشارًا في العالم، تنشر من خلالها ثقافتها وتدعم اقتصادها بمختلف مجالاته، وتنشر من خلالها فنونها المحلية ومقوّماتها السياحية والاجتماعية بلغات غير لغتها الأصلية، والمتصفح للقنوات العالمية، يجد أن بعض الدول الكبرى مثل الصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وأمريكا أبدعت في إنشاء قنوات تليفزيونية بلغات متعددة تعكس أخبارها وثقافتها ومعالمها السياحية، وتنقل للعالم الصورة الحقيقية لبلدانها، وتروّج لها بأسلوب شيّق، وإن كنا نتحفظ ونختلف على توجّهات بعضها السياسية، إلا أنها تقدم مواد إعلامية تلقى رواجًا واسعًا في مختلف دول العالم، فعلى سبيل المثال في عام 2009 بدأت محطة التليفزيون المركزية الصينية العربية الدولية بثها باللغة العربية، وذكرت أنها تهدف للحفاظ على روابط أقوى مع الدول العربية، ومد جسور التواصل والتفاهم وهي بمثابة جسر هام بين الصين وشعوب الدول العربية، وهي فعلًا كذلك، فمَن يتابعها يشاهد الثقافة الصينية ويتعرّف على مناطقهم ومقوّماتها السياحية والاقتصادية والاجتماعية، ويستمتع بمسلسلاتهم التي تُعرض بأسلوب شيّق لطيف، دون رسائل سياسية موجّهة تجعل متابعة هذه القناة رحلة ثقافية وسياحية ممتعة، وهي كما يذكرون في موقعهم تقدّم وجهة النظر الصينية لكل ما يحدث من خلال إعلام واقعي، جاد وحقيقي يتسم بروح المسؤولية والاحترافية.
وأسّست منصة مفتوحة للحوار والتبادل بين الصين والعالم العربي في كل المجالات والميادين. وقد تناول هذا الموضوع محمد الرشيدي في مقالته «قنوات سعودية بلغات العالم» في جريدة الرياض العام قبل الماضي، وأتفق معه في أن إعلامنا الرسمي غائب عن هذا المشهد، وأننا نملك القدرات لنتربّع على عرش هذا النوع من الإعلام، خاصة أن شبابنا السعوديين يملك من المقوّمات والخبرات الإعلامية التي تستطيع تشغيل مثل هذه القنوات التليفزيونية بكل اقتدار، ويمكن مزجهم مع الخبرات العالمية لإنشاء إعلام يساند رؤيتنا، ويعكس تطوّرنا لدى شعوب العالم أجمع.