هل من الممكن عزل اللئام؟
لأن اللئيم مؤذٍ، وأذاه مُتعدٍّ، والمشكلة أن هناك تساهلًا من البعض في التعامل مع اللئيم ومجاملته، وبالتالي استمرار لؤمه، والأدهى من مجرد المجاملة، المجاملة في تكوين العلاقات - خصوصًا من أبنائنا- مع كل لئيم ولئيمة، وبعد ذلك يقع المحذور؛ لأنه لا خير في لئيم، ولا يمكن أن يأتي الخير من لئيم.
قصص اللئام في التاريخ كثيرة، وقد ذكر الخطيب البغدادي في كتابه «البخلاء» قصتين، ينقل الأولى عن الأصمعي، حيث ذكر أن أعرابيًّا مدح رجلًا، فلم يُعطه شيئًا، فقال: إن فلانًا يكاد يُعدي بلؤمه مَن يسمى باسمه، ولربَّ قافية قد ضاعت في طلب رجل كريم، وذكر أن رجلًا وُجد يكتب على حائط بيتَين قال فيهما:
يا ذا الذي أحسنت ظني به... ولم ينلني منه إحسان
أقل حقي ضرب حلقي على... توهّمي أنك إنسان
الحرص على الكرام في الشراكات واختيار القيادات والتزويج وبناء العلاقات أمر محوري وأساس من أساسات النجاح في الدنيا والآخرة.
كم من شراكة مع لئيم بدأت بطموحات عريضة وآمال كبيرة، وكانت نهايتها الخسائر والمحاكم والتدقيق على الصغيرة قبل الكبيرة.
وكم من قائد أو موظف لئيم تمت مجاملته أو مجاملة عائلته بوضعه في مكان لا يستحقه، فتسبب في التعقيد والتحطيم والتدمير، فأثر اللئيم على زملائه ومراجعيه وحتى المجتمع.
وكم من زوج لئيم تمّ تزويجه بدون التأكد من طباعه، فعاشت الزوجة على صدقات أهلها ومتابعتهم أحوالها، وقد تكون النهاية في المحاكم.
وكم من صديق لئيم يأخذ ولا يعطي، ويستفيد ولا يُفيد، وهم متواجدون حولنا وفي استراحاتنا، يكفي أن نزيل الغشاوة، ونستفيد من أهل الخبرة لندرك أنه ليس كل من نعطيه ثقتنا أهلًا لها.
وأخيرًا:
بدأتُ بقصة لئيم وأختم بقصة كريم، وبضدها تتبيّن المكارم، تقول القصة: تزوّج رجل امرأة فلم يتفقا، سألوه: ما السبب؟ قال لا أتكلم عن عِرضي، طلّقها فسألوه: ما السبب؟ قال: لا أتكلم عن امرأة خرجت من ذمتي.
احذروا اللؤماء ولا تُربُّوا لؤماء.
@shlash2020