تواجه شركات السيارات الأوروبية العملاقة هزة كبيرة، وخسارة مدمرة محتملة في المدخولات والأرباح، وذلك في ضوء التغيرات التي تطرأ على السوق، والاستحواذ المتزايد لصانعي السيارات الصينيين على حصة أكبر من السوق، خاصة الكهربائية منها، وفق ماذكر موقع ذا درايفن الإسترالي.
وأطلق تقرير جديد صادر عن شركة "آليانز ترايد"، تحذيراً لمصنعي القارة، حيث يقول إن حصة الصين المتزايدة من سوق السيارات الكهربائية في سوقها المحلية والاتحاد الأوروبي ستؤثر بتقلص صناعة السيارات الأوروبية بمقدار 24 مليار يورو سنويًا، وتقلص صناعات سلسلة التوريد المرتبطة بها بمقدار 21 مليار يورو إضافية.
ويقول التقرير إنه "مع اقتراب هدف التخلص التدريجي من محركات الاحتراق الداخلي (ICE) في عام 2035، بات قطاع السيارات على أعتاب هزة كاملة، حيث يواجه تحولًا في قاعدة مورديه، وتغيير احتياجات العملاء، والمنافسة مع الوافدين الجدد".
وتعتبر المخاطر كبيرة بالنسبة لصناعة السيارات في أوروبا لأن 80% من السيارات المباعة في أوروبا يتم تجميعها محليًا، وقد ولدت صادرات الصناعة فائضًا تجاريًا يتراوح بين 70 مليار يورو و 110 مليار يورو سنويًا على مدى العقد الماضي للاقتصاد الأوروبي.
ويعد قطاع السيارات أكبر قطاع صناعي منفرد في أوروبا، حيث يمثل 10% من صناعته التحويلية. وفي ألمانيا وحدها يمثل القطاع 15%. ولقطاع السيارات الأوروبي أيضًا تأثير قوياً على الصناعات الأولية، بما في ذلك المعادن والبلاستيك والإلكترونيات.
ويقول تقرير أليانز إن التحول السريع للمستهلكين في الصين إلى السيارات الكهربائية قد مكّن صانعي السيارات الكهربائية الصينية من الاستحواذ على الجزء الأكبر من السوق الجديدة على حساب شركات صناعة السيارات الأوروبية القديمة.
وقد مكّن هذا صانعي السيارات الكهربائية الصينية من التوسع بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مما يفتح الآن فرصًا جديدة لتصدير السيارات الصينية إلى الاتحاد الأوروبي نفسه.
ويضيف التقرير: "على الرغم من نموها السريع، فإن اعتماد أوروبا لمركبات الطاقة البديلة يأتي في المرتبة الثانية في العالم. وفي عام 2022 ، تم تسجيل أكثر من 5.4 مليون سيارة كهربائية تعمل بالبطاريات - أي ثلثي الإجمالي العالمي - في الصين، بزيادة قدرها 83٪ عن عام 2021".
وتعد الصين أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم حيث بيعت حوالي 27 مليون سيارة في عام 2022. وتمثل الصين أيضًا حوالي 50٪ من المبيعات العالمية لعملاق السيارات الأوروبي "فولكس فاجن".
ومع نمو الحصة السوقية المحلية لصانعي السيارات الكهربائية الصينية، فإن شركات مثل "فولكس فاجن" تتراجع. ويقول التحالف أنه إذا زادت الشركات المصنعة الصينية حصصها في السوق المحلية إلى 75٪ بحلول عام 2030، وفق التوقع، فإن إجمالي المبيعات في الصين من قبل شركات صناعة السيارات الأوروبية ستنخفض من 4.4 مليون وحدة إلى 2.7 مليون وحدة في عام 2030، وهذا من شأنه أن يضر شركات صناعة السيارات الألمانية ، والاقتصاد الألماني. ويوصي التقرير صانعي السياسة الأوروبيين بالسعي إلى شروط تجارية متبادلة مع الصين والولايات المتحدة.
