- تعيش الساحة الثقافية السعودية مع تكاثف الجهود، والحرص على التقديم المتوافق مع الدعم والاهتمام الحكومي والخاص، هذا النشاط والحركة تتجدد وتستوعب الأفكار الحديثة مع النهضة التنموية الشاملة التي تعرفها المملكة.
- ومنها ارتأت البرامج الثقافية بدعم وزارة الثقافة والجهات الداعمة والمتعاونة، تحقيق أهدافها، والتي استطاعت أن تظهر نتائجها الإيجابية في فترة وجيزة، وهو ما بدا بالخصوص في قطاع السينما وصناعة الأفلام، الذي توقّد نورها من خلال أنشطة ثابتة، مثل أيام السينما السعودية، ومن خلال مهرجان أفلام السعودية وملتقى السينما ومهرجان البحر الأحمر، وغيرها من الجهات الخاصة الداعمة، والتي تمثلت في دعمها مؤخرًا في سوق الإنتاج المقام في مهرجان أفلام السعودية في إثراء مطلع الشهر الحالي، لتحمل كل جهة جمالياتها وتحقق أهدافا رئيسية، بدأت بالتحفيز والتشجيع والإنتاج والتنفيذ والتسويق، محليًّا وعربيًّا ودوليًّا والكتابة الابداعية، وهي آليات لها مداها الأبعد في الإشعاع الدولي، بالإضافة إلى الاستفادة من التجارب المجاورة ومن الخبرات المختلفة في العالم.
- ولعل النتائج الإيجابية التي بدت في كل هذه المخططات، التي اهتمت وتهتم بالسينما السعودية بدأت التوجه نحو المحلية والبحث في الخصوصية، وهو ما كثّف القرب كمبدأ أساسي، بدأ أولا من الجمهور وتكامل مع ابتكار مواضيع ومحتوى قريب من البيئة، والتعريف بها وإلقاء الضوء على طبيعة الحياة اليومية ومشاغل المجتمع الاعتيادية المألوفة، واعتماد علاماته البصرية التي يثق في تفاصيلها ويعلمها، ويريد أن يراها ضمن الكادر والإخراج السينمائي بجمالية وإبداع، وبذلك استطاعت الخطى التأسيسية الأولى أن تبني لها قواعد جماهيرية وحضورا لافتًا محليًا ومتابعة خاصة بصريًا.
- إن فكرة التأهيل السينمائي من خلال المتابعات والشراكات الفاعلة لكل المهتمين، باختلاف فضاءات التعبير من نوادٍ وملتقيات ومهرجانات كانت مؤثّرة، وأبرزت السينما التي نجحت بروادها وشبابها، في أن تعطي ثقتها في مبادراتهم وأفكارهم، وتدعمها بكل ما فيها، وهو ما ساعد في الحضور العالمي المتميّز للسينمائيين السعوديين الممثلين والأفلام، وأعطاهم الثقة المستحقّة التي ساعدتهم، وطرحت أفكارهم انطلاقا من بيئتهم ومن هويتهم، التي لها أيضا تأثيرها وحضورها وخصوصيتها ومشهدياتها.