«في الطريق لا تستخدم إشارات السيارة؛ لأنك إذا استخدمتها ستثور جميع السيارات ليمنعوك من المرور! لا تخبر العدو باتجاهاتك اعتمد على عنصر المفاجأة!»
هذه الطرفة تشخّص مسلسل الإخوة الأعداء، الذي تجري أحداثه في شوارعنا يوميًا! فبعضنا لا يخرج من بيته ويركب سيارته إلا وقد تأبّط شرًا، وجهّز نفسه لتفريغ ضغوطه في قائدي السيارات الآخرين، وسلاحه في ذلك مقود السيارة ومنبهها!
فالمسكين الذي يريد أن يدخل الشارع، لن يعطيه أحد الفرصة، حتى ولو أدى الأمر إلى إيذاء السيارة والنفس! ومن تواضع وتوقف، فالغالب أن الهدف هو الموقف الذي تركه صاحب السيارة!
من جولات حرب الشوارع الشعواء، أن بعض قائدي السيارات لا يتجاوز من اليسار فقط، كما هو المتبع لدى البشر، بل يرى أن له الحق أن يتجاوز من اليمين واليسار، ولو استطاع أن يتجاوزك من فوقك ومن تحتك لم يوفر ذلك، وقد يرمقك بنظرة غضب عندما يتجاوزك لأنك تسير بهدوء!
مسلسل حرب الإخوة الأعداء في الشوارع يدل على تخلف وأنانية مقيتة، وآثاره مدمرة إن لم نتدارك الأمر، ونقف في وجه السفهاء لنحفظ أبرز ما يميّزنا، وهو أخلاقنا الأصيلة التي ترسّخ الكرم وحب الخير للغير!
المربون من معلمين وآباء يجب أن يمارسوا دورهم التربوي، من خلال الانتباه لأنفسهم بألا يكونوا أبطالًا في المسلسل العبثي، ومن ذلك حفظ اللسان عن ردات الأفعال غير المناسبة، وعدم القيادة حسب رغبة الآخرين، بالإضافة إلى أن سائقي المستقبل سيخرجون من تحت أيدي سائقي اليوم، ولذلك لا بد من إعلان البراءة من تصرفات المسيئين بقوة وحزم، وعدم التبرير بأنها واقع لا بد منه وإن لم تكن ذئبًا صدمتك الذئاب!
خطباء الجوامع أيضًا عليهم دور، فما يحدث في شوارعنا هو مخالفات شرعية متعددة قد تصل إلى أكبر الكبائر، فكم من جريمة قتل كانت بدايتها مشكلة على موقف، أو منافسة عبثية على التجاوز!
وفوق ذلك ومعه نحتاج رسائل مرورية توعوية قوية، لا عبارات مكرورة كل سنة، مع الحزم والمحاسبة لكل مخطئ!
فنحن بأمسّ الحاجة إلى أن نحوّل شوارعنا إلى واحات تعكس أخلاقنا وطيبتنا، وبذلك نحفظ مجتمعنا ونريح قلوبنا ونحافظ على أموالنا؛ لأن كل واحد منا سيصل إلى المكان الذي يقصده، إذا تعاملنا برقي وسمو أخلاق!
@shlash2020