DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

من هو الهلالي الذي لا يكره النصر ؟؟؟

من هو الهلالي الذي لا يكره النصر ؟؟؟
من هو الهلالي الذي لا يكره النصر ؟؟؟
صالح الشمراني
من هو الهلالي الذي لا يكره النصر ؟؟؟
صالح الشمراني


كان معنا من ملعب إلى ملعب ومن بطولة إلى بطولة، يسبق حتى منظمي الدورات لافتراش المدرجات مع أولاده وأحفاده، مشجعاً، ومحللاً، ومتابعاً لأدق التفاصيل التي تغيب عن بعض شباب الكرة الذين يتقاذفونها بالميدان، والجميل إن حلت مشكلة لا سمح الله كان المبادر لحلها بحكمة الكبار، أما من حوله ممن يهتفون بالتشجيع هنا وهناك فقد كان لوجوده بينهم خير قدوة تلزمهم أدب التواضع عند الفوز والابتسامة عند الخسارة، كان ينتمي للفريق الذي يسكنه، أو للفانيلة التي قد يحمل شعارها أحد أحبائه، لكنه وللأمانة لم يكن يتعصب ضد الآخرين، أو يسيء لأحد، بل وصل به الرقي أنه أول من يهنئ المنافسين إن خسرنا منهم، وأول من يأجل الفرح أمامهم إن فزنا عليهم، حتى مغادرة المكان، لذلك حينما رحل، رحل دون مرض ولا أدنى ألم بجسده الرشيق، فضلاً عن روحه الطاهرة، فلم يتعب أحداً في حياته، ففضّل أن يغادر الزمان والمكان والناس مازالت تحبه وتعشق اللقاء والالتقاء به، بليله والنهار، إذ لا ينتهي من كرة القدم عصراً معنا كشباب، إلا ويجهز نفسه بعلبة (الضومنة) بالمساء، ليستقبل أقرانه الكبار مقبلاً لهم وعليهم بجسمه النحيل الذي يحمل قلبه الكبير الذي اتسع لحب الجميع، ليقدم أعظم الدروس في رقي النفوس، وتعاليها بزهدٍ على حقارة الدنيا، وكآبة الحياة التي لم تكن تعرف التسلل حتى لتفاصيل وجهه الذي كان مشرقاً بنور الإيمان ونقاء السريرة، لدرجة حينما يحدث اختلافاً في اللعبة ـ وحاشا أن يحدث اختلاف معه ـ كان يرمي حجارة (الدومينو) بيده اليسار على الخشبة ليغادر دون أن يغلط على أحد، لكن هيهات أن يصل لعتبة الباب إلا والكل قام واستقام لتقبيل رأسه ليعيدوه بقوة الحب الجبرية لمكانه، فيعود، وإلا والله بأن (الفرح) ليلتها يغادر ولن يعود، فهو مركزه وعنوانه الذي كنا محسودون عليه.
السؤال الآن وبعد سنوات من عمر هذا الرياضي الذي يتمتع بقلب شاب وفكر حكيم زمانٍ كنا نتعلم من صبره، ونباهة عقله، ودماثة خلقه، وتواضع مشيته وجلسته، من سيعيده لنا من جديد، فمغادرته لم تكن مغادرة مجلس وتكوة استراحة أو مدرج ملعب ليتسابق صغيرنا والكبير على كسب رضاه واستعادته عطراً للمكان وسيداً له، فالمغادرة الآن تجاوزت كل تلك الأماكن التي غادرها وغادرنا معها للأبد، ليصبح جواب من يعيده لنا هو البكاء على الأطلال التي عشنا معه فيها أحلى وأجمل الذكريات التي كتبها بحبر من الأخلاق وعزة النفس والكرم الذي مازلنا نتذوق حتى طعم ذبائحه التي يسلخها ويطبخها لنا ـ بكرمه الحاتمي ـ بنفسه ولا يشاركنا في أكلها إلا بلقيمات يقمن صلبه، لا تصل لعدد أصابع يده اليمنى ذات البياض الذي شهد به القاصي والداني في محافظة العرضيات حينما حضروا حشوداً لم أرى لها مثيلاً لتشييع جثمانه وعيونهم تحكي عن مآثره التي لن تمحوها السنوات القادمة، لكن لله ما أخذ ولله ما أعطى، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وإن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا على فراق العم خضران بن ضيف الله العرياني لمحزونون.
توقيعي /

مات وهو بتمام صحته وعافيته بنوبة قلبية مفاجئة حتى لا يتعب من حوله بمرضه، وليته يعلم أنه بذلك أتعب الجميع من بعده، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.