جامعة الملك عبدالعزيز تلغي نظام الثلاثة فصول وتحول كافة برامج الجامعة في البكالوريوس والدبلوم والدراسات العليا من نظام الفصول الدراسية الثلاثة إلى نظام الفصلين الدراسيين بالجامعة، كان هذا خبرا انتشر انتشاراً كبيراً وتداولته حسابات كبيرة ومؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي، ودعم بخطاب عليه شعار الجامعة وبرقم وتاريخ، وفيه أن إلغاء نظام الثلاثة فصول والعودة للفصلين هو قرار مجلس الجامعة المبني على نظام الجامعات.
بعد فترة ليست بالطويلة تم تداول الخبر فيها، شكر فيها من شكر، وحلل فيها من حلل، ووجه من وجه رسائله لجامعته وإدارة تعليمه، كتبت جامعة الملك عبدالعزيز من خلال حسابها الرسمي على تويتر: جامعة الملك عبدالعزيز: «لا صحة لما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي بإلغاء العمل بنظام الفصول الدراسية الثلاثة».
أعتقد أن هذه الحادثة فيها رسالة واضحة وصريحة لكل واحد منا - واليوم الجميع إعلامي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي- بضرورة التيقن والتثبت قبل نشر أي خبر، فالبحث عن السبق قد يوقعك فيما لا تحمد عقباه.
كنا نقول إن الأخبار الكاذبة مجرد النظر فيها تعرف كذبها وتفاهتها، ومع ذلك كان يوجد من ينشرها، ولكننا كنا نراهن على العقلاء بأن يكونوا هم الموجهين والمرشدين، ولكن اليوم مع القدرات التقنية العالية أصبح من الصعوبة حتى على العقلاء- التمييز بين الغث والسمين، والصادق والكاذب، ولذلك لابد من إعمال العقل بصورة أكبر، وعدم أخذ الخبر إلا من مصدره الرسمي، وفي هذا الخبر كان يكفينا أن نزور حساب جامعة الملك عبدالعزيز لنجد أنه لا يوجد أي تصريح حول هذا الموضوع، وأيضاً علينا أن لا نحرص على السبق خصوصاً في هذا الوقت وفي القضايا الكبرى التي تكون آثارها متعدية وتثير وتتسبب في مشاكل نحن في غنى عنها.
لقد أعطانا القرآن الكريم منهجاً واضحاً كما هو ديننا العظيم، حيث قال الحق سبحانه «وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا» وصدق المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم «كفى المرء كذباً أن يحدث كل ما سمع».
ولئن لا تقول شيئاً خير لك من أن تقول ما تضطر لحذفه أو الاعتذار عنه.
@shlash2020