- في مسرحية «باي باي لندن»، سألت هيفاء عادل النجم الراحل حسين عبدالرضا: هل أنت متزوج هالمتوحشة؟. تقصد مريم الغضبان. أجابها:
«هذي متزوجها قبل النفط»!!
الحوار يُحيلنا إلى ما حدث لمواطني دول الخليج قبل وبعد النفط. كان آباؤنا وأجدادنا جوعى على (قارعة الموت).
جاء النفط فانتفض كل شيء. تحوّلنا في غمضة عين من الجوع والفقر إلى الشبع والغنى. من شظف العيش إلى الرغد والترف والرخاء.
- هي متغيّرات اقتصادية أدت إلى تحوّلات اجتماعية واضحة، والأهم من ذلك أن دول الخليج، وفي مقدمتهم السعودية، استثمروا النفط لمصلحة أوطانهم ومواطنيهم، فعمّ الخير والنفع والسلام أرجاء هذه البلدان، بعكس بلاد أخرى تفجّر البترول فيها وخيرات أخرى من أنهار وبحيرات وأراضٍ خصبة وأيدٍ عاملة، ورغم ذلك تناثرت الصراعات في كل جانب والحروب، وأصبحت تحت أزيز الرصاص وسفك الدماء وتراجعت العملات بشكل مخيف، وعاش المواطنون أوقاتًا صعبة وسقطوا في الفقر المدقع، وضاقت عليهم الدنيا. منهم مَن اغتربوا عن أوطانهم ومنهم مَن مدُّوا أيديهم للآخرين.
انظروا للسودان والعراق وليبيا وتونس ولبنان وسوريا. ستجدون الفرق بين الذين قطفوا ثمار خيراتهم وأولئك الذين أضاعوا مصالح أراضيهم وتركوها تفلت بين أيديهم كالرمل يتساقط بين الأصابع!!
فبئسًا للقادة الذين تسببوا في تدهور بلدانهم اقتصاديًّا واجتماعيًّا، وشكرًا للمسؤولين الذين ازدهرت أوطانهم بأفعالهم الخيّرة، وتصرفاتهم المثمرة، وأولهم السعودية (العظمى).
- ولا يمكن أن ننسى كمواطنين سعوديين ما فعله قادتنا طوال تاريخهم منذ عهد الملك عبدالعزيز الذي اُكتشف النفط في عصره في 29 مايو 1933 حين وقّع اتفاقية الامتياز للتنقيب عن النفط مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (سوكال)، ومن بعده الملوك: سعود، ثم فيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله، وسلمان، وسمو ولي عهده.
هؤلاء أبطال صنعوا مجد السعودية، وحافظوا على هذه النعمة، بل إن العهد الحالي الباهر التفت، وبكل قوة، إلى الإيرادات غير النفطية؛ حيث تم تأسيس مركز تنمية هذه الإيرادات بناءً على قرار تحويل وحدة تنمية الإيرادات إلى مركز متخصص.
عشنا عصر النفط، وفي هذا العهد سيُضاف إلى النفط ما هو غير النفط ليندمج في ميزانيتنا منبع آخر في ظل عطاءات قادتنا لنا وحسن تصرّفهم بما هو بين أيديهم.
- نهاية:
قادتنا صاغوا تقدمنا.
@karimalfaleh