يتميز وادي زافليشتال السويسري بمناظر خلابة يصعب وصفها. ويوجد الوادي في إقليم فاليه السويسري، موطن القمم الصخرية والبحيرات الثلجية الزرقاء، ويقع على ارتفاع أكثر من 2000 متر.
هذه المنطقة قد تشهد قريبا تحولات سريعة، في ظل خطط لإقامة مزرعة للطاقة الشمسية. ومن المقرر إقامة محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، بالقرب من قرية جرينجيولس الجبلية، على مساحة تضارع حجم 700 ملعب لكرة القدم.
التخطيط لإقامة عشرات المحطات
المحطة ليست هي المشروع الوحيد الذي يثير استياء السويسريين، إذ جرى التخطيط لإقامة عشرات من المحطات، منذ أن وافق البرلمان على تقديم دعم مالي لمن يبادر ببنائها يبلغ عدة مليارات، مما شجع على التدافع لإقامة مشروعات الطاقة المتجددة.
وفي قرية جرينجيولس تجمع نحو 600 شخص للاحتجاج على هذه الخطط.
يمكن لمحطات الطاقة المتجددة أن تساعد سويسرا، على أن تصبح صديقة للبيئة في مجال الطاقة. ويقول جورج روهرر من جامعة زيوريخ للعلوم التطبيقية، والذي يعد رائدا لمحطات الطاقة الشمسية بمنطقة الألب: "لدينا مساحات واسعة كثيرة مناسبة للإشعاع الشمسي".
توليد الكهرباء في الشتاء والصيف
أضاف روهرر، أن هذه المحطات تتمتع بجاذبيتها، إذ إنها ستولد الكهرباء في الشتاء والصيف على حد سواء، وستقام فوق مستوى السحاب، كما أنها تعمل بكفاءة عالية في الطقس البارد، وتستفيد من انعكاس أشعة الشمس على الجليد".
وأقام روهرر، محطة تجريبية بالقرب من دافوس عام 2017، ويقول "إنها أنتجت قدرا من الكهرباء، يفوق بمعدل يتراوح بين 3 إلى 4 أمثال، ما تنتجه محطات مماثلة في الشتاء في مناطق أكثر انخفاضا".
تغطي ثلثي احتياجات سويسرا
تابع روهرر: يمكننا أن ننتج 14 تيراوات/ساعة من محطات منطقة الألب (التيراوات يعادل تريليون وات)، وسيكون هذا الإنتاج سنويا، مما يعني أن مشروعات الطاقة الشمسية، يمكن أن تغطي نحو ثلثي احتياجات سويسرا السنوية من الكهرباء.
ويرى أنه خلال الأعوام القليلة القادمة، يمكن لمحطات الطاقة الشمسية بمنطقة الألب، أن تولد قرابة 5 تيراوات/ساعة سنويا. وهذه الكمية من الكهرباء تحتاج إلى مساحة تبلغ 30 كيلومترا مربعا، وهي ليست كبيرة في حالة المقارنة مع حجم المساحات الخالية من الغطاء النباتي، التي تبلغ 4635 كيلومترا مربعا.
استياء السكان
يشعر كثير من سكان قرية جرينجيولس وما يجاورها من مناطق، بالاستياء. وأنتجوا صورا تظهر الآلاف من الألواح الشمسية، المثبتة فوق التلال الخضراء المنبسطة. ومع ذلك فليس من الواضح ما إذا كانت هذه الصور، هي الشكل التي ستبدو عليه المحطات بالفعل.
ويقول روهرر "محطات الطاقة الشمسية تبدو مثل تكوينات صخرية من بعد، في حالة بنائها بمهارة".
قلق بشأن مستقبل النباتات والحيوانات
يقول بعض المعترضين ممن يرعون الحيوانات: "مراعي منطقة الألب هزيلة على أية حال، لكن بناء أعمدة خرسانية ومراسي أرضية وغير ذلك، من شأنه أن يلحق ضررا شديدا بالعشب، لدرجة أن الرعي لن يكون ممكنا بعد ذلك".
كما أن هناك قلق بشأن مستقبل النباتات والحيوانات النادرة بالمنطقة، إذ إن بعض الكائنات الحية بالمنطقة، يمكن أن تفنى تماما، ويتوقف ذلك على المكان المحدد الذي ستقام فيه المحطة.
