تولي بلادنا توفير المساكن المناسبة للمواطنين أهمية قصوى باعتبار السكن أكثر مقومات الحياة أهمية، ومع ما تشهده المملكة من نهضة عمرانية كبرى عمت المدن والقرى والهجر إلا أن الحاجة تبقى إلى مزيد من الجهود في هذا المجال، خاصة مع تصميم ولاة الأمر –أيدهم الله- على تحقيق الحياة الكريمة للمواطنين، وما يرونه من ضرورة مساعدة الأسر ذات الدخل المحدود وكذلك الأسر الأكثر احتياجاً إلى تملك المنزل المناسب، حيث تم إطلاق برامج الإسكان العديدة التي تعمل على توفير الحلول والخيارات التي تتيح للأسر السعودية في كافة أنحاء المملكة ومن كافة فئات الدخل تملك المسكن الخاص بها؛ إضافةً إلى ما يتيحه برنامج الإسكان التنموي من فرص بالشراكة بين كل من وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان ومؤسسة الإسكان التنموي الأهلية «سكن» والمنظمات الأهلية غير الربحية في كافة مناطق المملكة، حيث بلغ ما خصصه المشروع في المنطقة الشرقية على سبيل المثال من خلال هذه الشراكة 4000 وحدة سكنية تم تسليم الكثير منها خلال العام المنصرم 2022.. كل هذه الجهود تأتي ضمن سعي برامج الإسكان إلى تحقيق رؤية المملكة 2030 وصولاً إلى نسبة تملك المواطنين السعوديين المنازل الخاصة بهم إلى 70% عام 2030 –بإذن الله-، ومما يبعث على الإعجاب الاستجابة العالية المستوى من القطاع الخاص لهذه الجهود، والتي تمثلت في أكثر من مناسبة آخرها حملة «جود الإسكان» التي تنطلق هذه الأيام وهي إحدى مبادرات مؤسسة الإسكان التنموي الأهلية، وتهدف إلى إشراك أفراد المجتمع ومؤسساته في الجهود المبذولة لتوفير المساكن للمواطنين من خلال منصة إلكترونية انطلقت تحت شعار «سهمك أخضر مدى الحياة» بقيمة إجمالية تتجاوز المليار ريال لتأمين 3500 مسكن للأسر الأكثر احتياجاً؛ مما يساهم في تقوية أواصر التكافل المجتمعي والانتماء الوطني، ومما يبعث على الإعجاب أيضاً أن تجيء فكرة هذه الحملة مبتكرة وغير تقليدية، حيث تتم على شكل الاكتتاب في أسهم السوق الاستثمارية، وقد تم خلال هذه الحملة طرح مليار سهم بقيمة 10 ريالات للسهم الواحد، مما جعلها أول حملة اكتتاب خيري في العالم، كما أنه الاكتتاب الأكبر من حيث عدد المستفيدين وحجم الاكتتاب أيضاً، وهو ما يتوقع معه تعاظم الأثر الذي سوف تحققه نتائجه لصالح الأسر المستفيدة –بإذن الله- وقد انطلقت الحملة مع بداية شهر رمضان الحالي بما ضربه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين من قدوة ومثل وما بذلاه من دعم سخي شأنهما –يحفظهما الله- في كافة أعمال البر والخير بتبرع قدره مئة وخمسون مليون ريال، ثم تتابعت تبرعات المواطنين أفراداً ومؤسسات اقتداءً بالقيادة المباركة.. كل هذه الجهود الحكومية والأهلية لم تكن بعد عون الله، سبحانه وتعالى، لتتوفر لولا أن يسر الله لبلادنا الغالية قيادة مخلصة تسهر على مصالح شعبها، وتهتم بتفاصيل حياة المواطن، وتسخر كل الطاقات والإمكانيات ليعيش حياة كريمة، فجزاهم الله خير الجزاء، والحمد لله رب العالمين.
@Fahad_otaish