قبل فترة وصلتني فكرة جميلة من أحد الأصدقاء، مضمونها في استبدال هدايا المرضى مثل باقات الزهور أو الشوكولاتة بالتبرع بها إلى المنصات الرسمية الخيرية أو الجمعيات الخيرية أو الفقراء أو المحتاجين.
للوهلة الأولى قد يغضب البعض من هذه الفكرة، أو يعارضها بشدة، وذلك لأسباب عديدة، منها العرف السائد في زيارة المرضى عبر تقديم باقات الزهور الكبيرة أو أنواع الشوكولاتة الفاخرة وهي إحدى العادات والتقاليد في الشعوب العربية وقد تكون في العالم أجمع.
وقد يرى التبرع للمريض بدل إهدائه هو نوع من الانتقاص بحقه، بحجة العبارة العامية الشهيرة «كيف ادخل على المريض ويدي فاضية».
لا يا سيدي الفكرة ليست مخجلة أو تقليلا من شأنك أو من شأن المريض الذي ستقوم بزيارته، بل تذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «داووا مرضاكم بالصدقة»، وهذا يقودنا إلى أن الإسلام دين شمولي، يحض على التكافل الاجتماعي والاقتصادي، وإخراج المال وبذله للآخرين لما له من إسعاد فئات متنوعة من المجتمع وسد حاجاتهم، وبالتالي الجزاء من جنس العمل، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، فالله سبحانه وتعالى تكفل لمن أنفق دون رياء وبذل بلا من وأذى، أن يداوي مرضاه ويعافي مبتلاه، ولذلك أدعو إلى أن نغير بعض ثقافتنا تجاه زيارة المريض بالورد أو الشوكولاتة التي تقدمها له، وقد تكون تكلفتها عالية وقد لا يستفيد منها المريض لاحقا لأن الورد سيذبل مع مرور الوقت، لذا من الأولى أن نتصدق بقيمتها وهذا يعتبر نوعا من العلاج بالصدقة عن المريض، فأنت لا تدري عما تتصدق به كيف يسد حاجة محتاج.
نهاية
تذكر أن بقيمة هدية ورد بإمكانك أن تطعم عائلة محتاجة..
@alsyfean