نحن في موسم الخروب فهو مشروب رمضاني بامتياز في مصر والعديد من الدول العربية، كما أنه يتمتع بشعبية في العديد من الدول الأوروبية وأشهرها البرتغال وإسبانيا.
ويوفر الخروب مكثفًا غذائيًا طبيعيًا نباتيًا يستخدم في العديد من المنتجات التجارية، وقد أدى الاهتمام الحالي بالنظم الغذائية النباتية إلى زيادة الطلب والسعر.
جدل الموطن الأصلي الخروب
قصة هذه الشجرة المثمرة التي تتحمل الجفاف والخاصة جدًا هي مزيج مذهل من التكهنات إلى جانب البحث العلمي، بحسب موقع portugalresident.
ولا يزال موقع الأسلاف البرية لنبات الخروب مثيرًا للجدل؛ فهناك أولئك الذين يشيرون إلى ما يسمى بتجميع Oleo-Ceratonion للنباتات المستخدمة في تصنيف الغطاء النباتي والذين يجادلون، بأن النطاق الأصلي كان حوض البحر الأبيض المتوسط بأكمله.
وفي المقابل، هناك أولئك الذين يجادلون بأن وطنه مرتفعات جنوب شبه الجزيرة العربية.
ولدعم ذلك، يشار إلى أن أشجار الخروب تعاني بشدة في الشتاء البارد، حتى عندما تنمو بالقرب من البحر، وتزهر في الخريف، مثل العديد من النباتات الاستوائية.
كما لم يتم الاتفاق على ما إذا كانت شجرة الخروب قد تم تدجينها في الشرق الأوسط أو في شبه الجزيرة العربية أو القرن الأفريقي.
ومع ذلك، فإن التوزيع الحالي لشجرة الخروب لا جدال فيه، إذ توجد الشجرة في جميع أنحاء المناطق الساحلية للبحر الأبيض المتوسط، ويعد تدجين الشجرة مثال رائع على اختيار الإنسان لأفضل الأنواع والأشكال.
أوروبا تسيطر على إنتاج الخروب
في عام 2018، جاء 60٪ من الإنتاج العالمي للخروب من البرتغال وإيطاليا وإسبانيا.
وكانت البرتغال إلى حد بعيد أكبر منتج لها حيث بلغت 43 ألف طن، ومن المثير للاهتمام أن سويسرا تشكل أكبر سوق للخروب المستورد في جميع أنحاء العالم، حيث تضم 34٪ من الواردات العالمية، إذ من المرجح أنه يستخدم في إنتاج الشيكولاتة السويسرية الشهيرة.
تسمية الخروب
من المعروف أن جنس Ceratonia كان جزءًا من النباتات البرية لأوروبا الغربية في عصور ما قبل العصر الجليدي، وأن C. siliqua كان موجودًا في العصور القديمة في الشرق الأوسط وأن انتشاره إلى منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط حدث بشكل تدريجي، وربما بدأ في الألفية الثانية قبل الميلاد.
لا يوجد سوى نوع واحد آخر - Ceratonia oreothauma يأتي من عمان والصومال.
وباستثناء حالة اليونان وجنوب إيطاليا، فإن معظم الأسماء المطبقة على الشجرة اليوم باللغات الأوروبية مرتبطة باللغة العربية، مما يشير إلى أن أصناف اليوم ربما اختارها المسلمون في العصور الوسطى.
وفي عام 1900، تم توثيق 17 نوعًا في الخروب وكانت أكثر الأشجار إنتاجًا نتيجة التطعيم الدقيق في مخزون الجذور.
ويمتلك الخروب إمكانات هائلة باعتباره حوضًا للكربون، ويتطلب القليل من الصيانة وعمرًا طويلًا ويتحمل الجفاف.
وتقع أكبر شجرة خروب في البرتغال بالقرب من Moncarapacho، ويقدر عمرها بأكثر من 600 عام ولا تزال تنتج كميات هائلة.
فوائد الخروب
الخروب نبات غني بالسكريات والدهون والنشا والبروتينات والفيتامينات.
ويسهل الخروب الهضم فهوطارد للديدان ومطهر للأمعاء، ولحاءه قابض قوي ويغلى لعلاج حالات الإسهال والقوة الجنسية.
ويستعمل كشراب مبرد ومنعش في فصل الصيف، ويكثر استعماله في شهر رمضان الكريم لأنه يخفف العطش ويعطي الجسم كمية عالية من الطاقة بعد صيام طويل.
ويساعد شراب الخروب على امتصاص بعض السموم والإفرازات الضارة في الجسم، ويهدئ من الحرارة الزائدة لعضلات الأمعاء ويجعل قوام البراز نصف جاف، فيقلل من فقدان الماء الذي يصحب حالة الاسهالات، ويؤدي بالتالي إلى فقدان الأملاح وعدم توازنها في الجسم.
وكثيرا من الآمهات يضعن دبس الخروب مع الحليب للأطفال الرضع، فينظم عملية الإخراج عندهم ويقلل حالات الإسهال.
صمغ الخروب
الطلب المتزايد في السوق العالمية على صمغ الخروب (صمغ الخروب) أضفي أهمية جديدة على المحصول، إذ يُعالج صمغ الخروب من البذور واستخدامها كعامل استقرار في الأطعمة والأدوية.
وتُفصل بذور الشجرة إلى لب وبذور، ويتم اشتقاق الصمغ من البذور المنقسمة والمطحونة، بينما يتم إنتاج مسحوق الخروب، بنكهة الشوكولاتة الحلوة بشكل طبيعي، من قرون النبات.
ويستخدم كعامل تثخين وتبلور في إنتاج الغذاء، ويوجد عادة في تتبيلات السلطة والصلصات ومنتجات اللحوم والخبز وحبوب الإفطار وكذلك منتجات الألبان.
إذا كنت محظوظًا بما يكفي لوجود هذه الشجرة في حديقتك، فأنت متصل مباشرة بالتاريخ القديم لمنطقة البحر الأبيض المتوسط.
