أكَّد مختصون لـ "اليوم" أن تزايد المقاهي داخل المنشآت الصحية وفي المجتمع بشكل عام له دور في زيادة الحالات المرضية مع زيادة الأكل غير الصحي.
وأشاروا إلى أن القهوة ترفع من نسبة الكوليسترول الكلّي وتؤدي إلى تسارع ضربات القلب والتوتر والجفاف وقلة النوم والصداع.
تأثيرات شرب القهوة
قال استشاري القلب والقسطرة القلبية د. صالح الغفيلي إن دراسات توضِّح أن القهوة قد ترفع من نسبة الكوليسترول الكلّي وقليل الكثافة (الكوليسترول الضار)، وقد تؤدي زيادة شرب القهوة إلى تسارع ضربات القلب والتوتر والجفاف وقلة النوم والصداع، بالإضافة إلى أعراض الجهاز الهضمي مثل ارتجاع المريء وألم البطن.
وأضاف أن شرب أكثر من 6 أكواب من القهوة قد يزيد من فرص حدوث أمراض القلب بنسبة 22%، كما أنه يوجد بعض الدراسات التي تشير إلى أن القهوة ترفع ضغط الدم ومن ثم فقد تكون مضرة للمصابين بأمراض القلب.
وأضاف د. الغفيلي أن الكافيين في القهوة أكثر مادة فعالة ومؤثرة في وظائف الجسم، وقد يؤدي إلى الأرق والعصبية وعدم الراحة والتوتر وتهيّج المعدة والغثيان والقيء، بالإضافة إلى أن القهوة تزيد من أعراض نوبات الهلع والتوتر.
وذكر أن الكافيين أيضًا من الأدوية التي يعتاد عليها الجسم ويتطلب كميات أكبر للحصول على المفعول المعتاد، وانقطاعه بشكل مفاجئ يؤدي إلى الصعوبة في التركيز والإرهاق وآلام العضلات والعصبية والصداع.
وأشار د. الغفيلي إلى أن معظم الدراسات الحديثة تشير إلى أن فوائد القهوة أكثر من أضرارها عند تناولها باعتدال، مبينًا أنها قد تساعد على الحماية من مرض ألزهايمر وتنظّم السكر في الدم لمرضى السكري وتقلل من حدوث بعض أنواع السرطانات.
وأضاف: دراسات أخرى أوضحت أن شرب القهوة باعتدال يحمي من أمراض القلب وجلطات المخ ويقلل الوفيات، والأفضل شرب 2 إلى 4 أكواب من القهوة يوميًا أو تناول 400 مل جرام من الكافيين، وهو ما يناسب معظم الناس، وإن كان بعض الأفراد أكثر حساسية لمفعول القهوة وأعراضها الجانبية أكثر من غيرهم.
وأضاف د. الغفيلي أن الأكاديمية الأمريكية للأطفال أوصت بعدم شرب الأطفال أقل من ١٢ عامًا مشروبات تحتوي على الكافيين كالقهوة، وحدّدت كوبًا واحدًا يوميًا للفئة من ١٢ إلى ١٨ عامًا.
مخاطر استخدام القهوة والحلويات
وقالت استشارية طب الأسرة والأستاذة المشاركة في جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل الدكتورة ملاك الشمري: مشاريع القهوة والحلويات والمخبوزات التي تناسبها، ووجود عديد من محالها الشهيرة في كل مكان، في ظل عدم وجود بديل مناسب، من أكبر أسباب انتشارها والإقبال عليها.
وأضافت: لا يخفى على أحد مخاطر الإفراط في القهوة والحلويات، والمشكلة لا تكمن في البن، وإنما في الإضافات والنكهات والسكر المضاف والسعرات الخفية.
وبيَّنت أن كثيرين يتساهلون في أخذ كوب واثنين من القهوة، ويجربون أنواعًا جديدة في ظل وجود كثير من الخيارات والنكهات، دون أن يتنبهوا للمضار المصاحبة لهذا السلوك، ويعد ذلك من الأسباب الخفية لزيادة الوزن عند العامة.
وأشارت الشمري إلى أن الالتزام بعادات القهوة والأكل الصحي يحتاج إلى كثير من الالتزام والانضباط.
وتابعت: لو اتَّحدنا وخفَّ الإقبال على مثل هذه الأماكن، لكان ذلك حلًا صحيًا، وإن كان لا بدّ من القهوة فالأفضل أن تكون عالية الجودة دون إضافات.
أسباب زيادة الحالات المرضية
بدورها أوضحت استشاري الأمراض الباطنة بمستشفى الملك فهد الجامعي في جامعة الإمام عبد الرحمن، الدكتورة عائشة العصيل، أن هذه المقاهي تسهم في زيادة الحالات المرضية مع تزايد الأكل غير الصحي.
ولفتت إلى أن القهوة تعد سلاحًا ذا حدين، فلها فوائد صحية كتحسين الأداء البدني ومضادات الأكسدة ومحاربة الاكتئاب، وكذا التقليل من مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، كما أن لها أضرارًا حال الإكثار منها، أو وضع إضافات عليها، كارتفاع مستويات القلق واضطراب جودة النوم.
وذكرت دراسة نشرت عام 2013 وجدت أن شرب الكافيين قبل 6 ساعات من النوم، يمكن أن يقلل مقدار الوقت الذي تقضيه في النوم بما يصل إلى ساعة.
وتابعت العصيل أن إدمان الكافيين يزيد من هشاشة العظام ويؤثر في نبضات القلب وزيادة الوزن، خصوصًا مع تناول الحلويات، ونصحت بالتقليل من السكريات للاستمتاع بكوب قهوة صحي.
وجود المقاهي والمطاعم داخل المستشفيات
وقالت استشاري طب الأسنان د. هيفاء الراشد: لا يوجد خطورة حقيقية من وجود المقاهي والمطاعم داخل المستشفيات، الأمر طبيعي ولا يشكّل أي خطورة على المرضى المنومين.
وتابعت: على العكس أرى أنه متنفس، خاصة للمرضى ذوي الإقامات الطويلة الذين يحتاجون إلى التغيير دون الخروج من حدود المستشفى، والمرضى أشخاص بالغون ولا يمكن اعتبار المطاعم مصدر خطر عليهم لأنهم يستطيعون السيطرة على رغباتهم بناءً على حالاتهم الصحية، والشاي والقهوة والكافيين لا تشكل خطرًا على المرضى إذا استُخدمت في الحدود الطبيعية.
وأكملت: الأمر نفسه ينطبق على المطاعم، لكن يبقى أن نتذكر أن القهوة والشاي قد يسببان تصبغات الأسنان إذا استخدما بكثرة، أو دون عناية باستعمال الفرشاة والمعجون يوميًا.
