(ترحال) كان عنواناً لعرض حي رائع و جبار في الدرعية يحكي قصة الأنسان السعودي و تطوره عبر الأزمنة و إختلاف الثقافات بإتساع رقعة الوطن كان لي شرف حضوره بدعوه كريمة من منظميه !
هذا العنوان يجول بالذاكرة كلما شاهدت مسيرة الهلال في السنوات الأخيرة فهو كثير التنقل و كثير (الترحال) بصورة تفوق كثيراً الفرق الآخرى و مع كثرة ترحاله تكثر بطولاته فهو (يعافر و يداقش) في كل بطولة و لا يتنازل عنها الا عند (الشديد القوي) !
بعد نهاية لقاء الفتح بالإتحاد و الذي انتهى بنتيجة عريضة أثارت إستغراب الجميع و في نقاش ودي مع ابناء العمومة كان تعليقي ان الفتح استنزف تماماً خلال اسبوعين بلعبه مع الهلال (مرتين) ثم مع الإتحاد و كل طاقته انتهت و كل قواه خارت بنهاية الشوط الأول من مباراة الأحساء و معللاً ان بعض فرقنا لا تقدر على لعب مباريات متتالية ذات رتم عالي و بالتدقيق للجدول المطروح لمباريات الهلال المتتالية فأنه سيلعب من اول ابريل و لمدة ٢٩ يوماً ٨ مباريات متتاليه و آخر ثلاث مباريات ستكون امام النصر (دورياً) و من ثم الإتحاد (نصف نهائي الكاس) ثم أوراوا (ذهاب نهائي آسيا) و قبل النصر سيضطر للسفر لحفر الباطن و قبل اوراوا سيسافر لجدة في ترحال متعب و منهك حتى ان تعود الهلال عليه في المواسم المنصرمة الا ان من قرر جدولة رمضان كأنه يطلب من الهلال نسيان الدوري او حتى مجرد محاولة التنافس فيه و لا اجد تعليقاً أجمل من جملة أخي (النصراوي الجميل) ثامر (ليتهم ينسون الدوري و يفكونا من شرهم) فكان ردي (اذا النصر ما فاز بهالدوري لا خير فيهم ، انت كل الظروف مهيئة لك اذا ما استغليتها فهذي مشكلتك) !
عودة للترحال و مشوار الهلال في الدوري فالملاحظ انه يقابل بجفاء كبير من قبل جماهيره بالرياض فهم يريدونه ان يحقق البطولات و ان ينافس على الالقاب بدون اي تحفيز او حضور للملعب و هو الفيصل و عادة الفرق تحتاج جماهيرها عندما تمر بفترة انعدام وزن او هبوط مستوى لإعادتها للطريق الصحيح و لكن يبدو ان الجماهير الزرقاء بالرياض لها رأي آخر فهي تحضر في المناسبات الكبيرة و المباريات الحساسة فقط او التي تليها تتويج أو أنها وصلت لمرحلة (التشبع) !
فترة التوقف القادمة لأيام الفيفا فرصة لإلتقاط الأنفاس لجميع الفرق قبل ان تعاود الركض مرة آخرى و هي ايضاً فرصة بأيام أقل للهلال قبل ان يبدأ مرحلة الطحن و السهرات الرمضانية المتتالية و التي ستنبئ عن مدى قدرته للبقاء في دائرة الضوء دورياً من عدمه و بصرف النظر عن نتائجه في ذلك الشهر (المزدحم) الا انه بلا شك العنوان الأمثل لكلمة (ترحال) !
