كما تتراكم الغيوم ليهطل المطر، تتراكم ضغوطاتنا لتنهمر دموعنا، تتراكم المصاعب لتشكّل لنا في صدورنا سماء غائمة، ما أن نركع ونسجد لرب هذه السماء، نجدها صافية مستريحة، ما أن يربت صديق لنا على كتفنا نجدها سماء صافية، في وسط متاعب الحياة، في وسط مشاكلنا الاجتماعية، في وسط خلافاتنا في مكان العمل، وفي وسط ضغوطاتنا العائلية، قد تزداد هذه الأمور سوءًا أو قد تقل، ولكن ما هو السبب؟ وما هو الحل؟!
قد يكون السبب ربًّا أحبَّ عبده فابتلاه، وقد يكمن الحل في الرضا، وقد يرتبط سوء هذه الأحداث بنظرتنا لهذا العالم ولهذه الحياة، ولكن كيف تؤثر نظرتنا للأمورعلى جودة تجاربنا؟
في بعض الأحيان نقيس تجارب الآخرين على أنفسنا، قد يتجنب البعض خوض التجربة بناءً على سوء تجربة غيره، ولكن ماذا لو قدّرنا اختلافنا؟
توجد هناك أمثلة كثيرة في حياتنا اليومية والاجتماعية لتأثير الآخرين علينا في خوضنا تجاربنا، مثل الزواج، قد يعترض البعض على الزواج؛ لأنهم يشاهدون فشل بعض الزيجات من حولهم، سواء على برامج التواصل الاجتماعي أو الأشخاص المقربين منهم، ولكن كيف يعلمون أن لهم تجربة مختلفة قد تكون أفضل بأضعاف المرات من الذين حولهم، طالما أنهم لم يخوضوا التجربة بأنفسهم؟
نظرتنا للموضوع من جانب واحد تجعلنا نفهم الأحداث بطريقة واحدة وبقالب واحد بدلًا من: لن أخوض هذه التجربة كيلا أفشل، سأخوض هذه التجربة لأرى مدى نجاحي.
ومن هذه الناحية نتأثر بالخوف من الخوض في تجاربنا، قد يكون الزواج الفاشل هو زواج والدَي هذا الشخص، وهناك لائحة طويلة من ناحية المؤثرين على تجاربنا الشخصية، ولكن الأسئلة الحقيقية التي لابد من أن نجد لها جوابًا هي كيف أعرف نتيجة تجربتي إن لم أخضها بنفسي؟ من سيغتنم فرصتي بدلاً مني؟ هل فشل كل مَن خاض هذه التجربة؟ هل فرصتي تستحق الضياع من أجل الخوف؟ ماذا لو كنت أول مَن يصل للنجاح؟
لا بد أن نتسم بالمرونة في التفكير وفي خوضنا تجاربنا في هذه الحياة، أن ننظر للأمور بقوالب جديدة وزوايا مختلفة، أن نفكر خارج صندوق الخوف والتردد، لننطلق في تجاربنا ونسمح لسمائنا بأن تغيث مَن هم في أرضنا، لنهطل.