قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الحرب في أوكرانيا غيرت أوروبا إلى الأبد.
وبحسب تقرير للصحيفة، أسقطت الحرب أوهام القارة بإمكانية العمل المعتاد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
أوهام عميقة الجذور
وتابع التقرير: كانت تلك الأوهام عميقة الجذور، جرى بناء الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة على مدى عقود بفكرة أساسية تتمثل في توسيع نطاق السلام عبر القارة.
ومضى يقول: لقد غيرت الحرب في أوكرانيا أوروبا بشكل أكثر عمقًا من أي حدث آخر منذ نهاية الحرب الباردة في عام 1989.
ونقل عن ريم كورتيويج، الخبير الدفاعي الهولندي، قوله: السياسيون الأوروبيون ليسوا على دراية بالتفكير في القوة الصارمة كأداة في السياسة الخارجية أو الشؤون الجيوسياسية، حصلوا الآن على دورة مكثفة في ذلك.
تغير نوعية النقاش
وتابع التقرير ساخرًا: انتهى النقاش حول حجم الطماطم أو شكل الموز المقبول في أوروبا، ليحتدم الجدل حول الدبابات وربما الطائرات المقاتلة من طراز F-16 التي يجب تقديمها إلى كييف، قدم الاتحاد الأوروبي نحو 3.8 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
واستطرد: بشكل عام، تعهدت الدول الأوروبية، كجزء من الاتحاد أو بشكل فردي، بتقديم أكثر من 50 مليار دولار في أشكال مختلفة من المساعدات إلى كييف، وفرضت 10 جولات من العقوبات، واستوعبت أكثر من 8 ملايين لاجئ أوكراني، وإلى حد كبير فطموا أنفسهم عن النفط والغاز الروسي في تحول كاسح تحت ضغط تضخمي حاد.
الاعتماد على واشنطن
وأشار التقرير إلى أنه مع ذلك، انكشف اعتماد أوروبا الحاد على الولايات المتحدة، رغم مرور نحو 78 عامًا من نهاية الحرب العالمية الثانية.
وتابع: قامت أمريكا بتسليح أوكرانيا بأسلحة ومعدات عسكرية تبلغ قيمتها نحو 30 مليار دولار منذ بدء الحرب، مما أدى إلى تقزيم مساهمة الأسلحة الأوروبية.
ومضى يقول: بدون الولايات المتحدة، ربما لم يكن لدى أوكرانيا الوسائل العسكرية لمقاومة الاجتياح الروسي.
وأوضح أن ذلك يكشف مقياس العمل الذي لا يزال يتعين القيام به إذا كانت أوروبا تريد أن تصبح قوة عسكرية ذات مصداقية.
بطل جيوسياسي
وتابع التقرير: لذلك، بينما تلوح حرب طويلة في الأفق مع احتمال حدوث حالة من الجمود طويلة الأمد، فإن الاتحاد الأوروبي سوف يكافح مع كيفية تعزيز جيوشه، وكيفية التعامل مع التوترات بين دول المواجهة العازمة على الهزيمة الكاملة لبوتين وآخرين، مثل فرنسا وألمانيا، اللتين تميلان إلى التسوية، إضافة إلى الانتخابات الأمريكية العام المقبل التي من شأنها أن تغذي القلق بشأن ما إذا كانت واشنطن ستواصل المسار.
وخلص إلى أن الحرب مهدت الطريق أمام أوروبا لبحث كيف تحول نفسها من قوة سلام إلى بطل جيوسياسي.
