يرحل لربهم العديد من الأدباء والمثقفين والكُتَّاب والشعراء والمهتمين بالتراث والموروث الشعبي، ومن يملكون ثروات فكرية وأدبية وعلمية كانت أثناء حياتهم حكرًا عليهم، يطلع عليها المتابعون والمهتمون من خلالهم، وربما يكون هذا الاطلاع بالقدر اليسير جدًّا لرغبتهم في تقديم هذه الثروات الفكرية والثقافية والأدبية والعلمية في كتاب أو مشروع أو عمل يسجل لهم، ولكن الله "سبحانه" يختارهم لجواره، ولا يتحقق شيء من تلك الرغبات أو الأمنيات.
وتبقى هذه الثروات الفكرية والأدبية والتراثية والعلمية حبيسة الأدراج لا ترى النور، ويحرم منها الكثير، وقد يكون ورثتهم لا يوجد لديهم اهتمام أو عناية أو رغبة في نشرها أو إخراجها لعدم إدراكهم بقيمتها وأهميتها الكبيرة، فنفقد فرصة الاطلاع عليها، وقد يضيع العديد منها بالإهمال أو اللا مبالاة أو معرفة القيمة الحقيقية لتلك الحصيلة الكبيرة من الكنوز التي أخذت وقت وجهد صاحبها "رحمه الله".
ونحن هنا أمام مشكلة حقيقية عانينا منها كثيرًا مع الكثير من الأدباء والشعراء والباحثين والمثقفين والمهتمين بالدراسات التراثية والموروث الشعبي وحتى في مختلف البحوث العلمية.
وأمام فقدنا للاستفادة منها نحتاج لوضع فكرة أو آلية تتيح لنا حصر هؤلاء المبدعين والتعرف عليهم والتواصل مع ورثتهم لنشر نتاجهم وفكرهم وما يملكونه من مخطوطات وكنوز وأعمال يجب ألا تضيع أو تفقد؛ لأنها في النهاية حق للجميع.
ومن هنا أتمنى أن تقوم وزارة الثقافة بدور هام وريادي في ذلك المجال تشاركها فيه الوزارات المعنية، كلّ حسب تخصصه حتى نتمكّن بالفعل من الاستفادة من فكر وعطاءات الذين رحلوا وتوقفت الاستفادة مما يملكون لتوقف ذلك عندهم، ولا نجد وسيلة لنشر ما لديهم، وقد يكون فكرهم فارقًا ومؤثرًا ومهمًّا وملحًّا إلى جانب ما يمكن أن نجنيه من الكم المعرفي في تلك الجوانب، وما قد يُضاف لنا من حصيلة ثقافية وأدبية وتراثية، وقد نجد ثروات حقيقية لم يدرك ورثة المثقف أو العالم أو المهتم قيمتها الحقيقية فتكون قيمة حقيقية تُضاف للمدينة أو المحافظة أو المنطقة التي يتبعها، وبالتالي تكون كنزًا ثمينًا للجميع.
@samialjasim1